إخصائية تغذية وكاتبة اجتماعية ومهتمة بقضايا الشابات
الأولاد وأعمال المنزل
أسمع الكثير من شكاوى النساء حول بناتهن الصبايا: لا يساعدنني في أعمال البيت
ينكسر ظهري أمامهن ولا يحركن ساكنا
وطبعا معظم الشكاوى تأتي من باب أنها من البداية جاءت تريد تخفيف وزن ابنتها التي لا تفعل شيئا في الحياة سوى الجلوس على الأجهزة الذكية وتناول رقائق الذرة والبطاطا!
وعند استطلاعي لنظام حياتهن كي أحدد المشكلة تكون هذه الشكوى عادة.. ابنتي لا تساعدني في اعمال المنزل أبدا، وأخواتها مثلها.
دعونا نتفق على عدة قضايا..
- عمل المنزل ليس ممتعا للأبناء
- الرغبة في الأعمال المنزلية عادة ما تكون فجائية لدى الام! فجأة يأتي بخاطرها أن تقلب الدنيا رأسا على عقب.. المفارقة أن هذه الرغبة وقتها لا تكون متبادلة عند الأبناء، لذلك على الأم أن لا تندهش وأن لا تتوقع استجابة مباشرة من أبنائها فهم ببساطة لا يشعرون بالذي تشعر به! :)
- عادة يكون جدول الأولاد ممتلئا.. ربما بأشياء تعتبر تافهة بالنسبة للأم نعم لكنه ممتلئ على كل الأحوال، لذلك من المفيد الاستئذان قبل اقتحام هذا الجدول.
- عمل المنزل ليس ممتعا للأبناء
- أهم نقطة: عمل المنزل لاااااا ينتهي.. لذلك من الجيد أن تكون الأم واقعية في طلباتها.. إن شاءت أن تعمل 24 ساعة فهذه مشكلتها، لكن لا تتوقع من أبنائها أن يرحبوا بذلك.. شيء من تنظيم العمل وتقسيمه على مدار الأيام مطلوب.
- الأبناء والأطفال خصوصا ليسوا محترفين مثلك في العمل، ولا بد أن جزءا منه لن يرضيك، لا داعي للتركيز على هذا الجزء طيلة الوقت بل أشعريهم بإنجازهم، وأرشديهم إلى الطريقة الصحيحة بما يخص الجزء غير المنجز بطريقة جيدة، وسيتحسن الأمر تدريجيا.. لا داعي لأن تكوني سوسة نظافة.
ماذا تفعل الأم عندما لا تراعي النقاط أعلاه وتطلب من بناتها مساعدتها ثم يتأففن ويساعدن بجهد جهيد وتكتشف بعد كل التعب أنهن قمن بالعمل بأردأ صورة ممكنة وربما تجد القمامة أسفل السجادة كما يفعلون في أفلام الكارتون؟
.
.
الجواب: تكف عن طلب المساعدة، وتكتفي بالعمل في غل وهي تدعي سرا وجهرا على بناتها علّهن يخجلن من أنفسهن، ويقمن للمساعدة من تلقاء أنفسهن، وبالطبع هن لا يفعلن، "كل راس مالها مسبة المهم البنت تضل مرتاحة
عدة قضايا أخرى نتفق عليها:
- لم يذكر في القرآن أن أعمال المنزل هي وظيفة البنات فقط. ابنك معرض لأن يسافر طلبا للعلم أو للرزق ولا تريدين له أن يموت من الجوع والقذارة عندما يعيش وحده. ابنك سيتزوج يوما وفي 99% من الحالات زوجته ستساعده في مصاريف البيت إذن هو عليه أن يساعدها في ترتيب البيت، وحتى ولو لم تعمل فإنه لن تنقص رجولته أو يخسر جزءا من أطرافه لو أنه ساعدها في إزالة بعض الهم المنزلي خصوصا أوقات تعبها الصحي.
- لا أريد أن يكون ابنك "السيدة ملعقة" لكن على الأقل يعتني بأموره الشخصية، لا ينتظر من أحد أن يرتب له غرفته أو يكوي قمصانه أو يحضر وجبته، يمكنه فعل كل هذا بنفسه عند الحاجة.
.
- بعض النساء تعتقد أن علامة الرضى هو التوقف عن الشتائم فقط! إن أنت أردت أن يشعر أبناءك بقيمة رضاك إذن قدمي لهم بعض الإغراءات.. تقولين لهم مثلا إنك ستشاركينهم ألعابهم لو ساعدوك لتنتهي من أعمال المنزل بسرعة ووقتها ستجدين فرصة للجلوس معهم بدلا من قضاء الوقت كله في أعمال البيت. أو عديهم بالرحلة الفلانية لو أنهيت الأعمال المنزلية الموسمية سريعا وبالتالي سيكون أمامكم بعض الأيام لقضائها في الرحلات، وهكذا. أو على الأقل ذكريهم بهدوء أن رضاك من رضى الله سبحانه وتعالى وبالتالي فإن نجاحهم في الامتحانات متوقف على توفيق الله والذي بدوره متوقف على رضاك
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن