الكويت
كيف تعدل مزاجك وتسعد نفسك؟!
كثيرا ما نقرأ أفكارا لتغيير المزاج وإسعاد النفس وهي كثيرة مثل: القراءة من كتاب وممارسة الرياضة بين فترة وأخرى وتغيير ديكور الغرفة وتعلم شيء جديد في حياتك، وأن تقضي وقتا مع الأطفال ويكون لديك هواية تمارسها دائما وأن تستيقظ في الصباح وتكتب أهدافك اليومية، وأن تقوم بمغامرة ترفيهية ويكون لديك أصدقاء مرحون وتتابع حسابات فكاهية بالشبكات الاجتماعية، وتخرج في رحلة برية أو بحرية وتجلس جلسة تأمل أو تفكر، وتخطط لرحلة سياحية أو ثقافية وتهتم بصحتك وتأكل طعاما صحيا وتبتعد عن الهواتف والشاشات مؤقتا، وتجلس مع كبار السن لتسمع أحاديثهم وتنام جيدا وتأخذ إجازة من عملك وتقدم خدمة لشخص محتاج.
كل ما ذكرته يساهم في تعديل المزاج وليس في تحقيق السعادة حتى ولو كانت بعض الأفكار تسعدك، لأن هناك فرقا بين تعديل المزاج والسعادة، فتعديل المزاج شعور مؤقت يشعر به الإنسان، ثم يعود مزاجه لطبيعته بعد انتهاء النشاط أو البرنامج الجديد، كما أن هناك بعض الأطعمة تعدل المزاج مثل الشوكولاته والفراولة والمكسرات، ويقال إنها تفرز هرمون السعادة، ولكن للسعادة معنى أكبر من تعديل المزاج، فالسعادة شعور داخلي يحسه الإنسان ويتمثل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير، وهو شعور دائم وليس مؤقتا مثل تعديل المزاج، وأكثر ما يجعل الإنسان سعيدا أن يعيش حياة طيبة وذلك من خلال الإيمان والعمل الصالح فقد قال تعالى «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة» والحياة الطيبة هي سعادة الدنيا والآخرة، ولهذا فإن كل برامج التدريب والكتب المؤلفة التي تتحدث عن السعادة فإن حقيقتها تتحدث عن تعديل المزاج ما لم يكن بالورشة التدريبية أو الكتاب إضافة تتحدث عن كيفية تقوية الإيمان وزيادته، ولهذا فالذكي من يجمع بين الاثنين، فيقوم ببرامج وأنشطة تعدل مزاجه ويكون حريصا على تقوية إيمانه حتي يعيش سعيدا، ولعل البرامج والأطعمة التي تعدل المزاج كثيرة فبعضها حقيقي وبعضها وهمي مثل التدخين وشرب المحرمات، أما برامج تقوية الإيمان وزيادته فكلها حقيقية تساهم في سعادة الإنسان.
ولعل السؤال المهم الآن هو كيف أزيد ايماني حتى أشعر بسعادة دائمة؟ والجواب عن هذا السؤال سهل وبسيط ولكن يحتاج لعمل دائم، فمن وسائل زيادة الإيمان رؤية الصالحين وزيارتهم ومصادقتهم لأن القرب منهم يشجع الإنسان على العمل الصالح، وحديثهم يذكرك بالله فيجددون إيمانك ويزيدون من قربك بالله، كما أن تذكر الموت بين حين وآخر يساهم في زيادة الإيمان ويجعل الإنسان يعمل الطاعات حتى يقابل ربه ورصيده من الصالحات كبير، وذكر الله تعالى من الأسباب التي تزيد الإيمان وتقويه ولهذا لا بد أن يكون لك ورد يومي من أذكار الصباح أو المساء و قراءة القرآن حتى يكون الإنسان متصلا مع الله في كل حين، ومتابعة البرامج الإيمانية في الشبكات الاجتماعية كذلك تشجعك للعمل الصالح، فزيادة الإيمان تكون بالعلم والعمل وكلما ازداد الإيمان قويت السعادة، فطلب الهداية ليس مقتصرا علينا فقط بل حتى الأنبياء طلبوها، فموسى عليه السلام لما رأى النار «قال لأهله أمكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى»، وسافر مع العبد الصالح من أجل أن يتعلم ثلاث مسائل تزيد من معرفته بربه كل ذلك من أجل السعادة الحقيقية.
المصدر : اليوم
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة