لا ألوم حماس .. ولكن
نعم لا ألوم اي فصيل مهما كان...
فحسابات الأفراد غير حسابات الحركات والأحزاب، وحسابات الحركات والأحزاب غير حسابات الدول...
ما يسعنا لا يسع من هو بموقع المسؤولية...
ما يتاح لنا لا يُتاح لمن يتهمه كثيرون بقصد أو جهل بأنه سبب الأزمات والنكبات حتى لو كان الضحية...
لكن نسأل من يتراقصون فرحاً وطرباً...
تماماً كما فعلوا بعد كل اتفاق على مدى 12 سنة هي عمر الاتفاقات بين فتح وحماس منذ اتفاق القاهرة عام 2005...
نسألهم وليجيبوا ثم ليحتدوا بعدها ضد من يرفض ويعترض...
• من هو عرّاب ضامن المصالحة المفترضة؟ أليست مخابرات السيسي التي تآمرت مع الاحتلال عام 2014 وطلبت منه عدم ةقف الهجوم على غزة
• من هو طرف المصالحة المفترضة الآخر؟ اليس عبّاس الذي حاصر وما زال يحاصر غزة، ويعتقل ويُنكل في الضفة؟
• من يكون ماجد فرج وما الذي فعله بالضفة من خلال أجهزته "الأمنية"؟
• أليس عزام الأحمد من قال أن المطار والميناء في غزة مؤامرة لن يسمحوا لها أن تمر؟
• ما هي بنود الاتفاق الذي فرحتهم به قبل أن تعرفوه؟
• لماذا اصرت مخابرات السيسي على إبقاء بنود الاتفاق سرية في عهدتها؟
• ما هو مبرر عبّاس بعدم إلغاء ما يسميها "إجراءات عقابية" بعد حل اللجنة الإدارية وتوقيع المصالحة المفترضة؟
• هل بإعتقادكم تغيّر عبّاس وماجد فرج وحسين الشيخ وعزام الأحمد وجبريل الرجوب فجأة وأصبحوا من طلال المصالحة والوحدة الوطنية؟
• عزام الأحمد قالها بصراحة بأن ضغوطاً هائبة مورست عليهم لعدم إتمام المصالحة من قبل ومنها إقفال مكتب م ت ف في الولايات المتحدة، ما الذي تغير؟
• برأيكم أن رفع الفيتو الأمريكي والاسرائيلي عن المصالحة هو لمصلحة غزة؟
لكن يبقى السؤال الأهم والأهم والأهم...
هل تثقون بهؤلاء؟
أعني عبّاس ومن معه ومخابرات السيسي والاحتلال؟
بربكم هل أنتم مقتنعون بأن خيراً مهما يكن سيأتي من هؤلاء؟
يبرر البعض الفرحة والابتهاج بظروف غزة القاسية والصعبة والأحوال المستحيلة التي وصل إليها القطاع...
يتأملون بانفراجة تنعش الفؤاد...
نعم كل ذلك صحيح ولا غبار عليه...
لكن هل من كان السبب في ذلك طوال سنوات سيحن على غزة فجأة؟
هكذا بلا مقابل ولا مخطط ولا هدف؟
نوبة حنية مفاجأة مثلاً؟
أم كرم أخلاق ونبل مشاعر؟
ومع ذلك لكم أن تفرحوا من باب الأمل بانفراج الوضع المأساوي...
لكن لا تطلبوا منا الصمت والسكوت...
أولاً لأن هذا لن يكون...
وثانياً لأن من حقنا أن نعبّر عن رأينا وموقفنا وليس من حق أحد ان يصادره كائناً من كان...
واهم من يظن أننا ضد مصالحة ووحدة وطنية حقيقية...
لكن على اي أساس؟
ومع من؟
وبرعاية وضمانة من؟
ما جرى اليوم في القاهرة لا يعدو كونه تأجيل للصدام والانفجار الكبير القادم لا محالة...
ربما تتحسن الظروف والأحوال نسبيا ولفترة مؤقتة...
لكن تأكدوا أن حليمة ستعود لعادتها القديمة...
ومن حاصر وقتل الناس عشر سنوات، لن يتورع عن تكرار ذلك إن لم يحقق أهدافه كاملة بعد "التمكين" له كما نص إعلان اليوم...
نعود من حيث بدأنا...
اللوم ليس على حماس أو أي فصيل فهو اتفاق المضطر...
إتفاق من يستشعر المسؤولية ويحس بمعاناة الناس...
لكن اللوم كل اللوم على من لا يفرق بين الجلاد والضحية...
وعلى من ينظر لقاتله على أنه المخلص والمنقذ...
وعلى من يبالغ برعة الفرح والسرور والبهجة حتى أنه يرى كل من يعترض شيطاناً رجيماً أو عدو مبين...
هذا هو الواقع بكل مرارته وإن تعامى عنه البعض وإن دفن رأسه في الرمال...
قلت وأكرر وأعيد وأزيد:
لا صلح ولا لقاء...
مع الخونة والعملاء...
لكم أن تحاوروهم وتجالسوهم وتتفقوا معهم...
كل هذا مباح ولا مشكلة فيه...
لكن لا صلح معهم لأنهم غدروا وسيغدرون...
ولا لقاء على برنامجهم لأنهم كانوا وما زالوا يريدون فرضه على الجميع...
ولأنهم ببساطة جزء من منظومة الاحتلال...
أما ذريعة، أنه لابد من استيعاب الآخر والعيش معه بكل عيوبه، لأنه الشريك في الوطن، والأخ في البيت...
عفواً يا سادة، هذا أمر يناقض كل تجارب الشعوب وكل دروس التاريخ!
• لم يحدث مطلقاً أن مقاومة احتضنت عميل أو خائن لأنه فقط يتكلم ذات اللغة واللهجة أو أنه من أبوين ينتميان لذات البقعة الجغرافية
• لم يحدث مطلقاً أن سلطة أو حكومة في ظل احتلال كانت سلطة أو حكومة وطنية
• لم يحدث مطلقاً أن حركة تحرر وطني أصبحت شريكا وذراعاً أمنياً للمحتل
• لم يحدث مطلقاً أن منظمة للتحرير أضحت ذراعاً سياسياً للمحتل
• لم يحدث مطلقاً أن حركة مقاومة تنازلت من أجل حوار مع طرف يعمل لدى الاحتلال
• لم يحدث مطلقاً أن العميل والخائن هو من يملي الشروط على أي طرف آخر، ويحتفل ب"تمكينه" كطرف شرعي
• لم يحدث مطلقاً أن سلطة عميلة أعطيت غطاء وشرعية من طرف مقاوم
هذه هي دروس التاريخ
لسنا أبداً ضد انفراج الأحوال في غزة، ولا ضد وحدة وطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني، ولا نكره الخير لشعبنا...
لسنا أعداءً لغزة أو أي جزء من أرض فلسطين الحبيبة...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة