الأفلام الإباحية تدمّر حياتي
لمن أوشكت الأفلام الإباحية على تدمير حياته تماما دينيا ودنيويا ماذا تقول له؟
ج/ إن ما تشكو منه لهو نتيجة طبيعية لهذه المصيبة، فمن الطبيعي أن تدمر هذه المعاصي حياتك
لكن أتعرف شيئاً؟ لستُ أتكلم عن معصية مشاهدة مواقع الزنا، بل أتكلم عن أمر آخر
إن المعصية التي يداوم المرء عليها تكون كالصخرة العظيمة، إذا حاولت تحطيمها أعجزتك وأتعبتك واستهلكت قوتك وأصابتك بالإحباط، فليس تحطيمها هو السبيل، بل دحرجتها جانباً إلى أن تبتعد عن طريقك فتنطلق في رحاب الطاعة والإيمان
فكيف ندحرج تلك الصخرة جانباً؟
قبل أن نقول كيف، ينبغي أن تعلم أن تلك الصخرة مثبتة في الأرض بحبال وأوتاد، هي في الحقيقة المشكلة الحقيقية وليست الصخرة. هذه الحبال هي (الذنوب المتعلقة بالذنوب)، فما معنى هذا؟
لم تكن المشكلة يوماً ما في الذنب نفسه، فإن صحابية قد زنت، وشهد لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحُسن التوبة، وصحابياً قد جُلد في الخمر عدة مرات، وشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمحبة الله ورسوله، فليست المشكلة في ذات الذنب، وإنما المشكلة في الذنوب المتعلقة بالذنب مثل:
- استحلال الذنب
- الاستهانة بالذنب (كأن تقول هذه المرة فقط ثم أتوب)
- إغفال نظر الله إليك
- مراقبة الناس أكثر من مراقبة الله
- محبة الذنب
- الاستمتاع بالذنب
- ترك التوبة
- تأخير التوبة
- ترك التوكل على الله في التوبة
وهذه قائمة صغيرة، ولك أن تبحث في نفسك عنها وعن غيرها إن فهمتَ الأمثلة.
لهذا قلتُ: إن هذه المعاصي كفيلة بأن تُدمر حياتك، فهذه هي الحبال التي تُمسك بالصخرة وتثبتها وتحول دون إزاحتها. ولكن أبشر! فإن قطع الحبل أسهل بكثير جداً من تحطيم الصخرة، كل ما عليك هو أن تعرف الحبال التي تمسك الصخرة المعيقة لك، فإذا عرفتها، خُص كل واحد منها بتوبة خاصة، أكثر من الاستغفار من هذا الذنب بعينه، فاستغفر كثيراً جداً من الاستهانة بالذنب، مستحضراً أنك بالفعل حصل هذا منك، واستغفر كثيراً جداً من الاستمتاع بالذنب، وهكذا
وأحياناً ما يجد السائر مشقة في التوبة، وهذا أمر طبيعي، فإن الإيمان ينقص بالمعصية، فعليك أن ترفع إيمانك بالإكثار من قراءة القرآن، والسنة، والنظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصالحين، وطول المكث في المسجد، والأذكار المقيدة والمطلقة، والصدقة، وزيارة دور الأيتام والعطف عليهم والتربيت على رؤوسهم، وسائر العبادات ذات الأثر المعروف حتى على أعتى العصاة
فإذا تقطعت تلك الحبال، بقية الصخرة خفيفة سهلة الحركة، كل ما عليك هو أن تدفعها بيديك صارخاً بأعلى صوتك: "لا!!" لها، فترفض أن تؤثر على حياتك، وترفض أن تعوق طريقك إلى الله، وترفض أن تتحكم فيك وأن تأسرك، فأنت -بحول الله وبقوته- أقوى منها بكثير، وهي لم تعد سوى مجرد صخرة لا يوجد ما يثبتها
يبقى أن نقول، إن هناك أسباب تُعين على الاستقامة، منها:
- مداومة صحبة الصالحين وهجران أصدقاء السوء
- عدم الاختلاء بالأجهزة التي هي مظنة النظر الحرام، كالحاسب، أو على الأقل استعمال برامج تمنع الدخول على تلك المواقع
- الدعوة إلى الله
- طلب العلم الشرعي
- استعمال ما عصيت الله به في طاعته، فتُكثر من استعمال عينك في النظر في المصحف، وتُكثر من استعمال حاسبك في الدعوة إلى الله أو سماع دروس العلم والوعظ، وهكذا
وقبل وأثناء وبعد ذلك كله، تذكر أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، لا تحول عن معصية ولا قوة على طاعة إلا بالله، فالهج على ربك بالدعاء، وأحسن التوكل عليه، واعلم أنك -إن شاء الله- مأجور على هذه المجاهدة ولن تضيع سُدى، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً
أسأل الله أن يتوب على جميع المسلمين، وأن يقيهم الفتن ما ظهر منها وما بطن
وفقك الله ونفع بك
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن