فوبيا مطلّقة ما قبل الدخول
- ما الفرق بين المطلقة ما قبل الدخول، والمطلقة ما بعده؟
لسان حال البعض يجيب:
- أرأيت من يدخل إلى احدى المحلات فيرى قميصا يعجبه فيطيل النظر إليه، يحجزه، ثم يتركه؟ فذاك القميص حال الأولى، أما ان اشتراه صاحبنا ولبسه عدة مرات، ثم قرر نزعه ورميه.. فذاك حال الثانية!
اكثر ما أمقته، هو أننا مع حجم عقولنا وقوة ادراكنا ووعينا وعلمنا وتقدمنا وتطورنا.. إلا أننا ننصاع أحيانا -كثيرة- ونسير مذعنين خلف العادات والتقاليد وما يفرضه المجتمع علينا من حماقات لا أصل لها ولا فصل!
وعلى سبيل المثال: "فوبيا مطلقة ما قبل الدخول"، فكم من فتاة فُرض عليها الاستمرار في علاقة هي تراها فاشلة، وكم من فتاة ارتضت الذل والهوان، واخرى ارتضت العيش بلا حب ومودة، وأخرى قبلت الشتيمة والضرب.. وكل ذلك خوفا من أن تُسمّى "مطلقة ما قبل الدخول" أو أن يسجّل في الهوية بجانب اسمها "مطقلة"..
في احدى المرات، أذكر أني كنت في الكلية أجلس في الرواق، وإذ بإحداهن تأتيني باكية، لا أعرفها ولا تعرفي، جاءت تسألني عن مكتب أحد الأساتذة، أجبتها ثم ذهبتْ..
بعد لحظات عادت لتجلس بجانبي، ثم التفتت اليّ وسردت عليّ قصتها..
فقدتْ والدها منذ فترة قصيرة، ثم ها هو خطيبها يرمي بها ويتركها بعد بضعة ايام من وفاة والدها.. ويصفها بأبشع الكلام، ويُطرب اذانها بكلام مليء بالعبودية والذل والمهانة!
وبعد كل ذلك.. تسأل نفسها: "ما الذي سيقنعه أن يعقد عقدا جديدا الان؟! وان لم يفعل سأسجّل مطلقة في الهوية، أليس كذلك؟"
لا أخفي عليكم رغبتي الشديدة بصفعها على وجهها تلك اللحظة!
كنت سابقا اظن بأن المرأة تُظلم في مجتمعنا هذا، إلى أن أبصرت الحقيقة المُرة التي هي: أن المرأة لا تُظلم إلا بارادتها، هي التي ترتضي الظلم لنفسها، بحجة الحب او الصبر أو "كرمال الاولاد بعيش عيشة شحاد"، أو "فدا هالعشرة بتحلى القتلة"..
على أي حال.. أؤمن بأنه:
"من شيمتي النسيان، إنسان أنا *** أرأيت انسانا بلا نسيانٍ؟" فان كان اصحاب الشأن -الخاطب والمخطوبة- سينسون تلك العلاقة اصلا، فما بالك بالناس أجمع؟
وأن التي ستُسجل بالهوية "مُطلقة" اليوم، ستُسجل "مُتزوجة" غدا..
وأننا مجتمع كالببغاء، إن تلفظ شخص أمامه بكلمة بصورة خاطئة تجده يكررها على النحو ذاته، ونحن كذلك، نكرر العادات ونقيّد أنفسنا بعرف وتقاليد لا نعرف لهم أصلا ولا جذورا.. كالعشب نحن نميل مع الرياح كيفما هبت..
أؤمن بان الله كرّم الأنثى في كل حالاتها، ابنة، زوجة، ام، مطلقة، أرملة، وغير متزوجة.. فوجب على المخلوق أن يفعل!
وأؤمن بشرعه، وتحكيم العادة ما لم تخالف قرآنا وسنة،
وأؤمن بأن الفراق، كما اللقاء، سنة من سنن هذا الكون، وأن الفراق في بعض الأحيان جنة إن قوبل بنار اللقاء واستمراريته..
{ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا }
أذكرك بقول الشافعي -رحمه الله- :
فأيقنت أني مهما أردت *** رضا الناس لابد من أن أُذم!
فلا تهتمي عزيزتي، ولا تلقي بسمعك لما حرّم الله "قيل وقال" -نص من حديث-، وارفضي كلام صغار العقول، وانفضي عنك غبار الذل والهوان.
المصدر : صفحة شقائق الرجال
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة