هل كانت الدولة العثمانية خلافة إسلامية؟
وردت في فضل العثمانيين قبل وجودهم بثمانية قرون أحاديث نبوية صحيحة وبشرت بفتح القسطنطينية والثناء على فاتحها وجيشه (فنعم الأمير ذلك الأمير).
استنجد العرب بالدولة العثمانية حين هدد البرتغاليون جزيرة العرب والعالم العربي وكانت الدولة العثمانية في أوج فتوحاتها في أوربا حتى النمسا.
تنازل آخر خليفة عباسي بمصر لسليم الأول عن الخلافة؛ لعجزه وعجز المماليك عن السلطنة؛ فصار المسلمون يخاطبونهم بهذا الوصف حتى في بلدان الهند.
اجتمع للدولة العثمانية شروط الخلافة العامة وهي: القوة وحماية الأمة والمساجد الثلاثة وإقامة الشريعة والاستفراد بمنصب الخلافة والقيام بواجباتها.
لم ينازع أحد العثمانيين في الخلافة وتحقق في عصرهم من الفتوحات والظهور بالإسلام ما لم يقع حتى للعباسيين قبلهم؛ فتحقق فيهم وعد الله بالاستخلاف.
لم ينظر العرب للخلافة العثمانية على أنها احتلال أجنبي طول تاريخها حتى دبت الفتنة القومية آخر أيامها بين الترك ثم العرب؛ فسقطا معا أمام العدو.
نجحت بريطانيا بتحريض شريف مكة ووعدته بالخلافة على العرب إذا ثار ضد الخلافة العثمانية مع بريطانيا وحملتها الصليبية؛ ففعل؛ فسقط وسقط العرب معه.
في الوقت الذي كانت جيوش العثمانيين تدافع عن القدس والمدينة ضد بريطانيا وفرنسا كانت قوات الشريف تقاتل معهم؛ لتحتل بريطانيا القدس ودمشق وبغداد!
منذ هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى؛ سقط العالم العربي كله تحت الاحتلال الصليبي البريطاني الفرنسي الإيطالي الأسباني؛ ودفع العرب ثمن الخيانة!
مازالت الحملة الصليبية تتحكم بالمنطقة العربية إلى اليوم، وذهبت القدس لليهود بذهاب العثمانيين الذين حموها ٤٠٠ سنة وصارت جزيرة العرب تحت نفوذهم.
لن تعود القدس إلا بعودة الأمة من جديد لدينها وهداياته؛ كما في حديث (ثم تكون خلافة على منهاج النبوة) وما أقرب تحقق هذا الوعد؛ فهذه إرهاصاته!
أول من عالج موضوع الخلافة من المعاصرين كنظام سياسي ودستوري هو أستاذ القانون العربي عبد الرزاق السنهوري في رسالته الدكتوراه (الخلافة) مهمة.
المراد وصف الخلافة ولقب الخليفة؛ فكل من اعترف المسلمون له بهذا الوصف أو أكثرهم؛ فهو الخليفة عرفا وشرعا مع قيامه بواجباتها.
الخلافة العامة غير الخلافة الراشدة المخصوصة التي استوفت كل الشروط وقد سمى النبي ﷺ ما بعد الخلافة الراشدة خلافة أيضا مع ما فيها.
من أراد الرجوع لكتاب (عبيد بلا أغلال https://t.me/DrHAKEM/123) وغيره من كتبي يجده في موقعي على هذا الرابط www.dr-hakem.com وفي المكتبة على هذا الرابط http://bit.ly/2tQmC9E
المصدر : موقع حاكم المطيري
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة