يا أيها القمر المسافر
الإهداء: إلى الأسطورة الخالدة ... إلى روح الشهيد الحيّ يحيى عياش...
يَا أَيُّهَا الصَّقْرُ الـمُحَلِّقُ ... عَفْوَ هَذَا الكِبْرِيَاءْ
يَا أَيُّهَا الأَبَدُ الذي لا يَنْتَهِي حُبَّاً بِشِرْيَانِي
وَلا نُورَاً بِآَفَاقِ السَّمَاءْ
أَيْنَ انْتَهَيْتَ ...؟!
وَأَيْنَ شِئْتَ تَحُطُّ في هَذَا الفَضَاءْ؟!
مَاذَا عَلَيْكَ ...
وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ يُعَرِّيْهِمْ
وَيُثْبِتُ أَنَّهُمْ كَانُوا إماءْ؟!
مَاذَا عَلَيْكَ ...
وَلَيْسَ بَعْدَكَ مَنْ يَهُزُّ الرُّمْحَ
أَوْ مَنْ يَقْرَأُ الـمَوْتَ الزُّؤَامَ عَلَى رُؤُوسِ الأَدْعِيَاءْ؟!
يَا أَوَّلَ الأَطْهَارِ في زَمَنِ الرَّذِيْلَةِ وَالبِغَاءْ
يَا آَخِرَ الشُّرَفَاءِ...
مَنْ مِنَّا شَرِيْفٌ بَعْدَ مَوْتِكَ
كُلُّنَا قَصَبٌ تَعَالِيْنَا... وَلَكِنَّا خُوَاءْ
يَا رَاحِلاً لِلْخُلْدِ لا أَرْثِيْكَ أَنْتَ...
لَنَا الرِّثَاءْ
يَا أَيُّهَا البَطَلُ العَظِيْمُ
أَكَانَ حَقَّاً أَنْ يَظَلَّ المَوْتُ صَاحِبَكَ الوَحِيْدْ؟!
أَنَا لَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ أَبْتَدِأُ الرِّثَاءَ
وَكَيْفَ أَبْتَدِئُ النَّشِيْدْ
عَقِمَتْ عِبَارَاتِي...
وَأَيُّ قَصِيْدَةٍ تُوفي بِمِعْشَارِ الذي
مِنْ حَقِّ شِرْيَانِ الشَّهِيْدْ؟!
يَا أَيُّها الـمَزْرُوعُ في بِرَكِ الدِّمَاءِ
تَبَارَكَ الـهَدَفُ الذي تَحْيَا لَهُ
وَتَبَارَكَ الدَّرْبُ السَّدِيْدْ
يَا أَيُّهَا القَمَرُ الـمُسَافِرُ
مَنْ يُضِيْئُ دُروبَنَا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ الشَّدِيْدْ؟!
مَنْ يَحْمِلُ الرَّايَاتِ بَعْدَكَ عَالِيًا
مَنْ يَصْنَعُ الـمُتَفَجِّرَاتِ ...
وَمَنْ سَيُلْقِي الرُّعْبَ في قَلْبِ اليَهُودْ؟!
قَتَلُوكَ ...
لَكِنَّ الذينَ تَجَرَّأَوُا أَنْ يَقْتُلُوكَ
هُمُ الذينَ تَجَابَنُوا أَنْ يُنْصِفُوكْ
فَلَرُبَّمَا ذَرَفُوا الدِّمَاءَ عَلَيْكَ إِكْبَارًا
وَلَكِنْ أَقْسَمُوا أَنْ يَطْعَنُوكْ
يَا أَيُّهَا الأُسْطُورَةُ الكُبْرَى فَدَيْتُكَ مَنْ تَكُونُ
وَمَنْ يُعَلِّمُكَ الفِدَاءَ
مَنِ الـمَلائِكَةُ الذينَ تَعَهَّدُوكْ؟!
مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتَ ... مِنْ أَيِّ العُصُورِ أَتَيْتَ
كَيْفَ عَشِقْتَ أَلاَّ يَسْلَمَ البَاغِي
وَأَلاَّ يَتْرُكُوكْ؟!
يَا صَامِتَاً ... وَالرَّعْدُ يُشْفِقُ مِنْهُ
حِيْنَ يَهُزُّ إِسْرَائِيْلَ ...
يَفْعَلُ فِيْهُمُ مَا لَيْسَ تَفْعَلُهُ الجَحَافِلْ
يَا أَيُّهَا الأَسَدُ الـهَصُورُ
تَكَلَّمَتْ مِنَّا السَّخَافَةُ وَاللَّجَاجَةْ
وَتَكَلَّمَتْ مِنْكَ القَنَابِلْ
كُلُّ الذينَ تَصَدَّرُونَا في حُرُوبِ السِّلْمِ
مَا قَتَلُوا دَجَاجَةْ
وَتَفَرَّقُوا ...
كُلٌّ يَسُوقُ إِلى الـمَسَالِخِ ــ في مَهَانَتِهِمْ ــ نِعَاجَهْ
رَضِعُوا حَلِيْبَ الجُبْنِ مِنْ زَمَنٍ
وَمَا فِيْهِمْ مُقَاتِلْ
تَارِيْخُنَا مِنْ بَعْدِ أَنْ حَكَمُوا مَهَازِلْ
يَا شَاكِمًا بِالـمَوْتِ ــ جَلَّ الـمَوْتُ ــ
أَسْيَادَ التَّرَاجُعِ وَالتَّخَاذُلْ
رَقَصُوا عَلَى أَشْلاءِ جِسْمِكَ
وَانْثَنَوْا طَرَبَاً عَلَى نَوْحِ الثَّوَاكِلْ
وَوُلاتُهُمْ قَدْ فَرَّقُوا دَمَكَ الزَّكِيَّ عَلَى القَبَائِلْ
فَهُمُ جَمِيْعَاً شَارَكُوا في طَعْنَةٍ أَرْدَتْكَ
يَا نَجْمَاً تَلأْلأَ في الظَّلامِ
وَيَا مَشَاعِلْ
فَإِذَا قَضَيْتَ فَمَا دَرَوْا
أَنْ قَدْ زَرَعْتَ وَرَاءَكَ الآَلافَ مِنْ خُضْرِ السَّنَابِلْ
سبعونَ عَامًا ...
حَرْبُنَا كَذِبٌ ... وَقَتْلانَا ضَحَاياَنَا ...
وَقَتْلاهُمْ دِعَايَهْ
سبعونَ عَامَا ...
وَالـمَسْرَحِيَّةُ تَبْتَدِي بِدِمَائِنَا
وَتَظَلُّ تَنْهَشُ مِنْ كَرَامَتِنَا
وَلَيْسَ لَهَا نِهَايَهْ
سبعونَ عَامًا ... لَمْ تَزَلْ
وَالـمُخْرِجُونَ هُمُ هُمُ ...
وَكَذَا النِّظَامُ هُوَ النِّظَامُ
وَمَا تَغَيَّرَ أَيُّ سَطْرٍ مِنْ سَخَافَاتِ الحِكَايَهْ
سبعونَ عَامَا ...
وَالـمُمَثِّلُ يُتْقِنُ الدَّوْرَ الذي كَتَبَتْهُ أَمْرِيكَا
- عَلَى خَوْفٍ -
وَيَطْلُبُ في نِهَايَةِ دَوْرِهِ مِنْهَا حِمَايَهْ
عُمَلاءُ نَحْمِلُ في قَفَانَا خُبْزَنَا
وَنَظَلُّ أَعْدَاءً لَنَا
وَنَمُوتُ مِنْ أَجْلِ اليَهُودِ
وَقَدْ نَبِيْعُ دِمَاءَنَا
فَاقْرَأْ عَلَيْنَا مَوْتَنَا
فَاقْرَأْ عَلَيْنَا مَوْتَنَا
" عَيَّاشُ " يَا حَيًّا
وَيَا "يَحْيَى" خُذِ التَّارِيْخَ
وَاكْتُبْ فِيْهِ آَيَاتِ الفِدَاءْ
وَانْثُرْ عَلَيْنَا رُوحَهُ
قَدْ بَارَكَتْكَ يَدُ السَّمَاءْ
يَا صَاعِدًا لِلْمَجْدِ
مَا عَلَّمْتَنَا إِلاَّ البُطُولَةَ وَالإِبَاءْ
سَنَظَلُّ نَذْكُرُ مَا حَيِيْنَا
كَمْ قَتَلْتَ مِنَ اليَهُودِ...
وَكَمْ شَفَيْتَ صُدورَنَا...
وَمَلأْتَنَا فَخْرًا وَعِزًّا وَانْتِشَاءْ
سَنَظَلُّ نَذْكُرُ أَيُّهَا الأُسْطُورَةُ العُظْمَى
أَيَادِيَكَ الوِضَاءْ
سَنَظَلُّ نَهْتِفُ كُلُّنَا "يَحْيَى"
عَلَى هَدْيِ الطَّرِيْقِ الحَقِّ
يَحْدُونَا جِهَادُكَ والـمَضَاءْ
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة