المسلم عزيز
باعتباري مسلمة هل يجب أن أنظر لنفسي على أني أقلّ من الناس ؟!
ج / هناك فرق بين :
١- العزة التي وصف الله بها المؤمنين مع عدوهم وأنه ﴿يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم﴾، وهي العزة التي كتبها الله لهم كما قال تعالى ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ وهي الرفعة والمكانة الإيمانية والدينية والزمانية بالظهور الذي يتحقق للمؤمنين بقدر إعزازهم لدين الله ورسوله كما هو معلوم مطرد من تاريخ الإسلام.
٢- والتواضع وهضم النفس فهذا باب من أبواب السلوك وتهذيب الإنسان نفسه، فلا ينظر إليها، ولا يعجب بها، في صلاحه وعبادته لله، أو شرف أصله وعنصره، فيتصور أنه خير من غيره، كما قال الشيطان عن آدم فيما حكاه القرآن من قوله عنه ﴿أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾، ولا إلى النقص في غيره فيزدريه، كما قال فرعون لموسى ﴿أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين﴾، ولا إلى كثرة ماله وولده كما قال صاحب الجنتين لجاره ﴿أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا﴾..
وإنما ينظر الإنسان إلى نفسه في باب العبادة والصلاح على أنه أقل الناس عملا، وأنهم كلهم ناجون يوم القيامة إلا هو، ليجتهد في العمل ولا يغتر بنفسه وصلاحها.
وفي باب الأصل والنسب ينظر لنفسه أنه كغيره من بني آدم لا يزيد ولا ينقص وكلهم إخوانه من أصل واحد (فكلكم من آدم وآدم من تراب) ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾ .
وفي باب النعمة أنه في خير وفضل من الله ونعم لا تحصى ﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ فلا ينظر إلى حال من هو أكثر مالا وولدا، وأكمل خلقا، وأسع جاها، فيحسده ويكاثره ويسخط قضاء الله له، بل يتذكر من هو دونه في ذلك فيحمد نعمة الله عليه، كما في الحديث (لا تنظروا إلى من هو فوقكم، وانظروا إلى من هو أسفل منكم، فذلك أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم)..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة