الخروج من البؤس
كتب بواسطة الغازي محمد
التاريخ:
فى : شباب بنات
2327 مشاهدة
أنا شخص بائس جداً لدرجة أنني نسيت آخر مرة فرحت فيها! فقط أكتفي بالنظر إلى أحلامي التي شابهت النيازك والشهب في سقوطها.. ما الذي يحدث كل يوم جمعة لي! لما كل هذا الضيق ؟ لما تفكيري السيء بأن لا أحد يشعر بي .. لا أحد يسأل لمَ هذا العبوس على وجهي .. فقط هذه الابتسامة الثلجية لأمي كل صباح.. ذهب أبى وأخذ كل جميل .
ج / في حضور الحزن أو الخوف فكأن الموت هو الحاضر تمامًا! ، تلك أقوى مشاعر الإنسان يا صديقي!
ما أستطيع أن أقوله لك : سعادتك قرارك الشخصي
احزن ، واحتفظ بحزنك ، هذا سيصنعك!
غالبًا أنت موظف ، ولذلك تأكلك الأحزان يوم الجمعة ، هذا صحّي جدًا ، إنه احتجاج من الإنسان الذي بداخلك ، الإنسان الذي تآكل أو كاد يتآكل .. وتلك مقاومة محمودة جدًا! ، إنها تحافظ عليك صدقني ، سيعذبك وعيك ، سيتغذى حزنك على ألمك والعكس ، لكن عش مع الاحتجاج ، ولا ترفضه .. لكن ، تعامل مع نفسك بشيء من الرحمة ، الأحزان لها مكانها ، وهي تشكّل خبرات لا تنكسر مع الزمن في نفوسنا ، كما أنها تصنعنا ،،
من الأفكار الملهمة التي خرج بها فيكتور فرانكل من معسكر الاعتقال النازي ، أن المعاناة تشكّل قوة نفسية هائلة إذا اكتسبت معنى!
في حياتنا الدنيا لا بد أن نعاني ، هذه المعاناة تخلق لنا اغترابًا خاصًا عن عالمنا ، وهذا لأننا أصلًا لسنا أبناء هذا العالم ، نحن لا ننتمي إلى هذا المكان من الأساس ..
اكسب حياتك معنىً يا صديقي ، لا تقف ليأكلك الحزن ، اكتسب معنى من المعاناة ، اتخذها رفيقة في طريق مليء بالمعنى!
ابتسامة أمك الثلجية؟ ، ما يحملك على التصلب أمام ابتسامة ثلجية؟ أنا أرشح لك الذوبان!
وحرارة الذوبان ستذيب الابتسامة الثلجية وتعيد الحرارة إليها!
تستحق التجربة أليس كذلك؟
كذلك كل شيء في حياتك ، فتّش عن المعنى في المعاناة ، أحلامك لن تتحقق ، وما المشكلة؟ ، كلنا يموت وأحلامه أكبر من عمره على الأقل 100 مرة! - هذا في أقل الناس طموحًا-..
خذ المعنى من تحطم أحلامك كل مرة ، ثم ابدأ من جديد!
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه ، مات أبوه ، فأمه ، فعمّه ، فزوجته ، فابنه ، فعمه الآخر! ، ثم مات أصحابه ، ثم مات هو صلى الله عليه وسلم!
وفي كل مرة كان يخرج - بأبي هو وأمي - أقوى وأصلب ، لماذا؟ ، لأنه وجد المعنى!
لقد وجد أن الحياة الدنيا ما هي إلا رحلة عابرة في سفر طويل ، وانشغالنا هنا بالألم دون العمل لن ينفعنا ، فشمّر وهو يتألم ، خطب في الناس وهو يبكي ، صلّى بالناس وهو محموم ، وخرج إلى المعركة ودمه يسيل ، وثبت في وجه العدو والجيش ينهزم ، وكان شجاعًا وقت أن كان الجميع يخاف ، ورحيمًا وقت أن كان الجميع يقسو ، ويقظًا وقت أن كان الجميع نائمًا! ، وكان مع ذلك أهنأ الناس بربه!
تلك سيرة رجل عظيم! ، صلى الله عليه وسلم!
فهمت؟ ، اخلق عالمك السعيد ، السعادة مكتسب يؤخذ بقوة القلب! ، لا بالانتظار!
ثم ، الله يواسي نبيه فيقول : "والضحى!" - قسمٌ رحيمٌ جميلٌ حقًا! - ، "والليل إذا سجى"!
، "ما ودعك ربّك وما قلى" ، "وللآخرة خيرٌ لك من الأولى"! ، "ولسوف يعطيك ربك فترضى"!
افهم المبدأ : وللأخرة خيرٌ لك من الأولى ، أحلامك التي ذهبت لم تذهب إلى العدم ، لقد ذهبت عند ربٍ أرحم بك من أمك التي تبتسم لك كل صباح - ابتسامة ثلجية -
النيازك والشهب قد تغيّر جغرافية الكوكب الأرضي ، لا تستهن بهذا! ، حتى لو بعد سنين..
تعامل بالآخرة ، افهم الحياة الدنيا - دار الابتلاء والمعاناة - ، وقم! ، منحك الله قدرة على فعل ذلك فلا تستسلم ، وقد خرج أبونا آدم من الجنة في مشهد يشبه انهيار كل شيء! ، ثم قام ، وقامت من بعده ذريته ، وها نحن هنا الآن علامة على قصة كفاح رجل لم يستسلم لأحزانه ، وقام ، ونحن الخلفاء :)
أحلامنا ..وديارنا.. وحياتنا.. ليست هنا --- لبيك .. إن العيش عيش الآخرة! :)
شكرًا لك ، كنت أحتاج إلى هذه الإجابة أكثر منك تقريبًا :) :)
الغازي محمد
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة