أهمية اللعب في حياة الأطفال
كتب بواسطة إيمان عنتر
التاريخ:
فى : زينة الحياة
3591 مشاهدة
يُعتبر اللعب حاجة فطرية يحتاج إليها الإنسان في جميع مراحل عمره، ولكلِّ فئة عمرية طريقتها باللعب. كما أنَّ اللعب لا يقتصر على الإنسان فقط؛ فالحيوانات أيضاً تلعب، وهذا دليلٌ على أنَّ اللعب جزء مهمٌّ في حركة الحياة.
يعتبر اللعب جزءًا لا يتجزأ من عالم الأطفال، لا سيما في مرحلة الطفولة الأولى، فالطفل الذي لا يحب اللعب يُعتبر طفلاً غير طبيعي.
كما أنَّ اللعب لا يقلّ أهمية عن الطعام والشراب والتنفس، والأطفال الأسوياء تحب اللعب وتفضِّله على الطعام والشراب.
ومما لا شك فيه أن اللعب له أهمية كبيرة في تنمية مهارات الطفل، ويساعده على النمو الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي واللغوي.
• من أهم فوائد اللعب على الصعيد الجسدي: أنَّ الطفل في مراحل نموه لا يتوقف ولا يهدأ، كثير الحركة والركض والقفز، وهذا يساعده على تقوية عضلات جسده ونموها، كما يقوم اللعب بتجديد خلايا الجسم؛ لأنَّ النشاط والحيوية أثناء اللعب يعمل على تفريغ الطاقة المختزنة عند الأطفال، ممَّا يفرض على الجسم العمل لتجديدها، فتزداد حاجة الطفل للأكل والنوم أكثر.
• فوائد اللعب على الصعيد العقلي: يستطيع الطفل عن طريق اللعب تقوية عمل الذَّاكرة، لأنَّ اللعبَ المعتمدَ على التذكُّر يساعد في نمو الذاكرة وتنشيطها، كما أنَّ اللعب ينمِّي الخيال الإبداعي ويوسعه ويغنيه بالصور والأحداث والمواضيع المتنوعة.
• فوائد اللعب على الصعيد النفسي: كما يساعد اللعب على اكتشاف ميول الطفل ومواهبه وقدراته، لأنه من خلال اللعب يكتشف ميوله إلى لعبة معيَّنة، كما أن للعب أهمية كبيرة في تحضير الطفل نفسيّاً للتعرف على محيطه واكتشاف دوره ووظيفته في الحياة، فالذكور يميلون للعب بالسيارات والمسدسات، والإناث تميل للعب بعرائس الدُّمى والدباديب، حيث يمارس كلُّ فرد منهم دَوره الذي أُعد له للحياة.
- أهمية اللعب على الصعيد الاجتماعي: إذ يدفع اللعبُ الأطفالَ إلى التجمع، ويعلمهم كيفية الاتصال الاجتماعي باتباع نظام اللعبة وقوانينها، فيساهم في تدريب الطفل على الاعتماد على النفس وتنمية روح الفريق والعمل الجماعي، ويساعد اللعب الجماعي على الخروج من العزلة؛ لما يخلقه من جوٍّ اجتماعيٍّ محبَّب بين الأطفال.
- أهمية اللعب على الصعيد اللغوي: يساعد اللعب على اكتساب ثروة لغوية كبيرة من خلال التحدُّث والحوار مع الآخرين، كما يستطيع الطفل أن يعبِّر عن ما يجول في داخله؛ لأنه يعبِّر عن فرحه وسعادته أو مشكلاته واحتياجاته، واكتشاف نمط ونوعية التربية التي يتلقَّاها.
• كيف نختار نوعية اللعبة للأطفال:
يجب أن تكون اللعبة مناسبة للمرحلة العمرية للطفل؛ فالألعاب المعقَّدة التي لا تناسب مرحلته العمرية لن تؤديَ الغرض التربوي المنشود.
- يجب أن تنمِّي اللعبة مهارات التفكير الإبداعي عند الأطفال، مثل التفكيك والتركيب والاستكشاف.
- أن تتوفر في اللعبة أمن وسلامة الطفل، مثل أن لا يكون لها أطراف حادة.
- أن تكون اللعبة مناسبة لميول الطفل ورغباته وحاجاته النفسية كلها.
- أن يراعى العامل الاقتصادي عند شرائها، فكثير من الألعاب الرخيصة الثمن تفي بالغرض وتكون أفضل بكثير من الألعاب الغالية الثمن.
- أن تكون مصنوعة من ألوان زاهية وجذَّابة؛ كي تجذب الطفل للعب بها، وتكون من النوع الذي يمكن تنظيفه.
- أن يكون الطفل بحاجة إليها؛ كي لا يلعب بها لوقت قصير ثم يرميها في زوايا المنزل.
• تصنيف نمط الطفل من خلال اللعب:
- الأطفال الأذكياء هم الذين يحبُّون اللعب ويميلون إليه، بعكس الأقل مستوى من الذكاء.
- الطفل الذي يتمتع بصحة جسدية وصحية ونفسية يميل للعب أكثر من الطفل الضعيف جسدياً.
- الأطفال الأذكياء يكون لعبهم بناء على الخيال، بعكس الأطفال الأقل ذكاء يكون لعبهم نمطياً.
- الأطفال الأذكياء يميلون إلى الألعاب العقلية أكثر من الأطفال الأقل ذكاء.
- الأطفال الأذكياء يحبون القراءة ومطالعة القصص البوليسية، أمَّا الأقل ذكاء يميلون إلى قصص العنف.
• الانعكاسات السلبية لمنع الطفل من اللعب:
28 / 35
لقد فرضتْ علينا ظروف الحياة أن يعيش أغلب الأطفال في منازل ضيقة لا يستطيع الطفل بداخلها من أخذ حريته باللعب، كما أنَّ الشوارع خارج المنزل غير آمنة؛ تغصُّ بالسيارات، وعدم توفُّر حدائق وملاعب عامة مجانية خاصة لألعاب الأطفال وأخذ حريتهم بالحركة واللعب، فقمع الطفل ومنعه من اللعب يدفعه إلى أعمال انتقامية تجاه نفسه وتجاه الآخرين، كما يجعل منه طفلاً عنيداً؛ لأنَّ فطرته السليمة تدفعه إلى اللعب والحركة والنشاط، فعند إعطاء الطفل حريته باللعب يساعده ذلك على تعزيز ثقته بنفسه، فلندَعْ لهم مساحة للعب، ونشاركهم نحن اللعب معهم، فاللعب يُدخل البهجة والسعادة إلى قلوب الأطفال، ولا شك أنَّ الطفل السعيد سيكون سعيداً أيضاً في باقي مراحل حياته العمرية.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن