دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
خطر يهدد القواعد ::: الانتخابات النيابية اللبنانية ..نموذجاً…
كتب بواسطة د. خالد عبد الفتاح
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1581 مشاهدة
كان مما وقر في عقول المسلمين ووعته أفئدتهم خلال ثلاثة عشر قرنا أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله ، وأن التحاكم لا يكون إلا للشريعة الإسلامية ..ويدلل لهذا الأصل أدلة كثيرة قطعية في القرآن والسنة من ذلك قوله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .
وقوله تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
وقوله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ..
وإن من الاعتداء على مقام الألوهية أن ينساق المسلم لأحكامه في المسائل الخاصة وينحي شرعه في أحكام السياسة والاقتصاد والاجتماع و…
وهذا المعنى كان واضحا أمام كل المسلمين إلى أن جاء القرن الرابع عشر الهجري فنبتت في المسلمين نابتة العلمانية التي تدعو الى فصل الدين عن الحياة وصرنا نرى مسلمين يتأففون بأحكام الشريعة في مسائل المرأة والميراث والحدود وغير ذلك ..
ولئن خفي على عوام المسلمين وجوب التحاكم الى الشرع والشريعة وهو مصيبة بحد ذاته فإن خفاء هذا المعنى عن المشايخ وورثة الأنبياء هو طامة كبرى ..لأن المرض بكون بهذا قد وصل للأطباء وملح البلد ..
تصور مثلا أن مجموعة من العمائم وقفت تؤيد مرشحين علمانيين أو أنصاف علمانيين وتدعو الى انتخابهم بينما كان منافسو هؤلاء من الإسلاميين عرضة للنقد والتجريح…
كيف ساغ لمسلم أن ينتخب رجلا سنيا في الهوية لكنه يحارب الإسلام أو قل لا يعيره أي اهتمام بينما منافس هذا المرشح رجل مسلم ملتزم يتبنى الإسلام مرجعية ويعمل لتطبيق تعاليمه ما استطاع الى ذلك سبيلا
كان متوقعا حين يترشح رجل إسلامي أن يحظى بأصوات كل المسلمين لأنه المؤتمن على الدين وهو أغلى أمانة ففوجئنا بخسارة خمسة مرشحين إسلاميين وفوز خصومهم
والداهية الكبرى أن تنحاز جموع من المشايخ لتيار لا يلقي لديننا اهتماما بينما يقوم مسيحيون في دائرة بيروت الأولى بانتخاب قس هو القس إدغار طرابلسي
مشكلتنا بلغت القواعد ،، وصار حملة هذا الدين والمنافحون عنه غير مرغوب بهم من البيئة الشعبية بل صارت تفضل عليهم قليلي التدين أو العلمانيين أو الذين يريدون تحويل لبنان الى ملهى ليلي ..
كانت كلمة : يا غيرة الدين ..تستنفر كل أتباع هذا الدين ..لكنها اليوم عند أهل السنة فقدت بريقها ..
هل من متخوف من هذه النتيجة يبدأ ببناء سلم الصعود بشكل منهجي ؟
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن