هل توجد فائدة عملية للحجاب
كتب بواسطة دانيال حقيقت جو
التاريخ:
فى : قصص
1777 مشاهدة
ترجمة: عمرو فاروق
هي: سأكف عن ربط حزام الأمان، إنه مضيعة للوقت.
هو: ماذا؟ هل جننتي؟
هي: كلا، حزام الأمان هو مجرد شيء رمزي، مجرد أداة لإظهار الامتثال للقانون الوضعي المفروض علينا من السلطة، وبينما يختار البعض الخضوع، بأن يلتزموا بهذا الرمز، فإنني أحترم اختيارهم، لكني أختار ألا أفعل مثلهم.
هو: حسنا، حتى إن وصفتيه كذلك، لكن تظل هنالك فائدة عملية هامة لحزام الأمان.
هي: حقا؟ وما هي تلك الفائدة؟
هو: يحميكي من الإصابة عند وقوع الحوادث مثلا.
هي: ياللسخف! ألا تعلم أن بعض الناس يصابون في الحوادث برغم ارتدائهم لحزام الأمان حينها؟ بل أن البعض يموتون في الحوادث بغض النظر عن ارتدائهم لحزام الأمان أم لا. من الواضح أن حزام الأمان ليس له دور في الحماية من إصابات الحوادث.
هو: ليس معنى أنه لا ينقذك بشكل سحري من كل ضرر؛ أنه بلا فائدة!
أنا لا أعني إهانتك، ولكن إذا نظرتِ في دليل المستخدم الخاص بالسيارة فستجدين أن المصنعين أنفسهم يقولون أن عليك ارتداء حزام الأمان لتحمي نفسك من الإصابات
هي: عذرا ولكنك مخطئ، أعلم عدة أشخاص أصيبوا برغم ارتدائهم لحزام الأمان، حتى في دول يشيع فيها ارتداؤه. هل تصدق؟
هو: إنك تقومين بمغالطة منطقية، فليس معنى أنه لا يمكنه حمايتك بنسبة ١٠٠٪ أنه لا يحميك على الإطلاق. في حالة تساوي العوامل الأخرى فإن ارتداء حزام الأمان يقلل احتمالية الإصابة والموت في الحوادث.
هي: كف عن احتقارك لعدم مرتدي الحزام، إنني إن لم أكن أرتديه ثم صدمني سائق مخمور وأصبت بشدة، فإنه سيكون خطأ السائق المخمور وليس خطأي، كفاك لوما مقززا للضحية.
هو: ماذا تقولين؟ بالطبع فإن السائق المخمور مخطئ، لكن هذا لا علاقة له بارتدائك الحزام، بل على العكس، فإن وجود أمثال هذا السائق هو من الأسباب التي لأجلها ينبغي عليك ربط حزام الأمان.
هي: لقد طفح بي الكيل بسبب عنصريتك المقززة تجاه عدم مرتدي الحزام.
هو: ….
هي: إنك مثال لمرتدي الحزام الذين ينصبون أنفسهم أوصياء على غير مرتديه، ويحكمون عليهم لمجرد إنهم يريدون ممارسة حريتهم في اختيار عدم لبس الحزام أثناء القيادة، هذا السلوك تحديدا هو ما يفسد العالم.
هو: أنا لا أعني إهانتك، ولكن إذا نظرتِ في دليل المستخدم الخاص بالسيارة فستجدين أن المصنعين أنفسهم يقولون أن عليك ارتداء حزام الأمان لتحمي نفسك من الإصابات، فهل مصنعي السيارة أيضا يحكمون عليك ويهينونك؟
هي: إن هذا هو فهمك أنت لدليل المستخدم، وهو منحاز لارتداء الحزام، لكنني أريد فهم شخص ليس مع ارتداء الحزام ليشرح دليل المستخدم، كف عن ادعائك احتكار الحقيقة.
هو: لا أرى أي غموض أو احتمال لأكثر من فهم لهذه النقطة في دليل المستخدم.
هي: يكفي هذا.. أنت لا تعلم كم هو صعب أن تكون مكاني، وكيف أعاني في قيادة السيارة، فيالجرأتك لتأتي وتخبرني بما أفعله أو لا أفعله أثناء القيادة، ثم تزيد الطين بلة بأن تريد إسكاتي بدليل المستخدم. ثم هل لديك سيارة أصلا؟
هو: كلا، ولكن ما علاقة هذا بـ..
هي: حقا! تعني أنك حتى لا تمتلك سيارة لكنك تريد أن تلقنني درسا عن حزام الأمان. أتعلم ماذا؟ يجدر بك أن تصمت الآن.
وهذه كانت نهاية مناقشة مثمرة حول الحجاب والتحرش الجنسي.
وبالمناسبة فهذه هي الفقرة هي المقصودة من دليل المستخدم المشار إليه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ﴾ [الأحزاب: 59].
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن