مودة ورحمة
كتب بواسطة د. عمرو أبو خليل
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
2651 مشاهدة
تخيلوا أن البديهيات أصبحت تحتاج إثباتًا !!
زوجة منهارة حضرت لتسألني سؤال واحد: هل عندما يهينني زوجي ويسبني فأغضب لذلك، وأشعر أن كرامتي أهينت وأطلب الاعتذار، هل أنا بذلك زوجة نكدية وأنني لا أريد الاستمرار والنجاح لزواجي؟ المصيبة أني كلما شكوت لأبي أجده يرد بالقول إنه رجل ومن حقه أنه يغضب وأنت عليك التحمل والصبر والتجاوز...
لذا فإني أعلن من هذا المكان، أنه لا يوجد مبدأ شرعي ولا انساني ولا اجتماعي ولا نفسي يعطي الحق للرجل أن يغضب على شريكة حياته ويهينها بجزء من كلمة فضلا أن يسبها أو يضربها، أو يمعن في إذلالها بأن يطلب منها الاعتذار بعد إهانته لها معلنا أنه يريد أن يكسرها. الرجل الذي يهين امرأة ويريد أن يكسرها هو شخص يعاني من النقص إنسانيا ونفسيا فضلا أن رجولته تعاني من أزمة خطيرة.
بناتي العزيزات...
التغافل والتجاوز يكون في الأخطاء العادية للزوج كأن ينسى موعد عيد ميلادك، أو لا يرى التغير الذي أحدثتيه في تسريحة شعركـ أو لم يفي بوعده في الفسحة المرتقبة لأنه مكسل ينزل، أو لم يحضر السباك رغم طلبك المتكرر منذ تسعة شهور،كل هذه مساحات عادية تنتهي بالعتاب اللطيف والاسترضاء الجميل، ولكن الإصرار على الإهانة والتقليل من شانك، أو ما يسميه كسرك فلا تسامح فيه تحت أي مسمى حتى ولو كانت مصلحة الاولاد، لأن هؤلاء الأولاد سيرون أمهم تهان ليلا ونهارا فكيف تكون صحتهم النفسية؟!
أرجو من جميع الأهالي والآباء ان يكونوا صارمين في هذه المواقف، ولا يتسببوا في إصابة بناتهم بالجنون، حينما نكرر على أسماعهم أن هذا أمر طبيعي وأن من حق الرجال أن يغضبوا وأن عليهن الصبر. اصمتوا أفضل من أن تهزوا ثقة بناتكم بأنفسهن!
لا زواج من غير احترام، ولامودة ولا رحمة من غير احترام، لاتحاسبوا الزوجة على ردة فعلها بل حاسبوا من أمعن في إهانتها وكسرها، ليست الرجولة أن تكسر زوجتك، بل الرجولة أن تحتويها وتشعرها بالامان والاطمئنان في كنفك، وعندها سترى منها العجب في طاعتها واحترامها وتقديرها لك، الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كانت اخر وصاياه: استوصوا بالنساء خيرا، وهو صاحب ارق في التعبير عنهم فهو القائل "رفقا بالقوارير".
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة