محاكمة العلماء.. بين الوعي والعدل
كتب بواسطة عبد المنعم إسماعيل
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
4337 مشاهدة
التغريب والحركة العلمانية وأحفاد الباطنية القرامطة الجدد في بلاد العرب عامة والخليج خاصة يمثل حركة خبيثة تحمل حقد الخصوم وعمق التاريخ وجريمة التمكين لغربان الواقع يهدف إلى مسخ العقول لتحريف التراث ومن ثم تزوير التاريخ وتوظيف الواقع لصناعة مستقبل يحقق التبعية لبني صهيون سواء قبول التطبيع. كأداة لتمييز الثابتين على الثوابت من المستسلمين للمتغيرات العلمانية في عالم الواقع ودنيا الحقيقة.
ولذا سيحاكمون السلفية ليخرجوا منها بسلفية خادمة لتوجهات محدثة تعيش الخصومة مع ثوابت الإصلاح لتجعل منها أدوات لحراسة أهواء متجددة بتجدد الهوى ومتتابعة كموج البحر وتلازم المدافعة بين حق سلفي خادم للملة ووهم سلفي خادم لرموز التغريب سواء يعيشون علمانية خالصة أو إسلامية موظفة أو صوفية حارسة أو طائفية مصنوعة لكيد أمة تنتصر حين تتلاقى مع حق كامل شامل يقبل تنوع العقول حوله لتعيش التعايش مع تنوع ومن ثم تحكم أهل التضاد.
سوف يحاكمون العلماء حتى يصلوا إلى جيل يحاكم النصوص
فلا يبقى من القداسة للنصوص إلا كونها جزء من التراث والتاريخ يعتريها ما يعتري الأدوات من سنة التنكيس ومن ثم فلا محاضن آمنة لعالم ملة أو عالم أمة إلا بأن يصبح ناطق رسمي باسم قبيلة أو حزب أو جماعة أو دولة ومن ثم التيه.
فدعاوى هدم العلماء أو محاكمتهم بعيدا عن محاضن النقد العلمي تعتبر دعاوى خادمة لبني صهيون وبني علمان وبني صفوي الخمينية .
فلا قداسة لعالمٍ تمنع النقد، ولا نقض في ثياب النقد، فالوسطية سفينة نوح لإدارة واقع ملتهب يستثمره الخصوم ليجعلوا منه محرقة ظالمة للأولياء، حين يلازمون الاستعجال عقب الجهل بمعطيات واقع، أو متغيرات مستقبل، أو الجهل بخطر قائم، أو قادم، أو إدراك أهداف. لنعيش التوازي معها وحينها نكون حيث المراد الشرعي بقدر النصر والتمكين.
بين الوعي والعدل
القول بأن 90% من الأمة عامة، ومصر خاصة، مرجئة قول مخالف للحقيقة يحتاج إجماع من أهل العلم، والمجامع الفقهية المعتبرة؛ البعيدين عن أزمة ردود الأفعال نتيجة للواقع المعاصر.
وهذا القول يوفر بيئة حاضنة لصناعة اليأس، وهجر الدعاة والعلماء، ويهيئ الشباب للتكفير، بعد إسقاط العلماء، وتهيئة الواقع للمحارق الفكرية، ثم استعمال الجميع لهدم الجميع ولا يربح حينها إلا خصوم الأمة عامة، وخصوم أهل السنة خاصة.
هل صحيح أن 90% من عائلتك أو قبيلتك أو قريتك أو مدينتك يقولون الإيمان قولاً لا يدعو إلى عمل، أو يقولون كلمة التوحيد فقط، ولا يؤدون الصلاة أو لا يصومون؟!
ماذا قدمنا لعلاج الإرجاء؟
هل يتم علاج الإرجاء بهدم العلماء، لمجرد خلاف في وجهات النظر، أو القضايا السياسية المعاصرة؟
هل مجرد الطعن في المخالف، ورفع كلمة التكفير في وجه المخالف عصمة لقائلها من الإرجاء أو تجعله في صف التيار السلفي الرشيد؟
ماذا تبقى من الأمة إن جعلنا منها 90% مرجئة؟ أين الصوفية والأشاعرة وأهل الاعتزال والتكفيريين البغاة والعلمانيين؟!
هل يمكن أن نرى أو نسمع رجلا يقول إن 101% من الأمة الـ 100% مبتدعة؟
يا الله ألهذا الحد وصل الواقع العقلي بنا؟
ماذا نستطيع أن نقدم لعلاج تمدد فكر الإرجاء أو العلمانية أو التكفير أو الصوفية؟
… الإجابة عن السؤال الأخير في مقال آخر، إن شاء الله؟
المصدر : جريدة الأمة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة