إياكِ
كتب بواسطة أفنان الجعر
التاريخ:
فى : شباب بنات
1708 مشاهدة
لقد اطلعت على أغلب ما يثري الفتاة لتكون جميلة، متوهجة، وقادة، وبحثت في كل أسباب الجاذبية، والنداوة، والألق، ومكثت كثيرًا أتأمل الحسن في كل ما يتصل بجمال عالم البنات، بنوره، وأسالته، وحيويته، وأسراره التي تنضح حُسنًا..
فلم أجد للمرأة قيمة تعلو قيمتها وهي محتشمة، حيّاءة، تتورد وجنتاها عند إلقاء التحية، مقصور طرفها على ما هو ملكها، مجبول قلبها على حفظ مشاعره، وصيانتها غاية الصيانة، محفوظ شكلها عن عريّ لا يليق بوقارها، مستورة كأنها الكعبة، يقصدها الأطهار، وتعلو هي ألقًا ومهابة..
لم أجد لقلبها _لعمر الله_ أحسن من الصوم عن إفلاته عند كل عتبة، أو تركه يطيش في كل شارع، أو التصدق به والاستسلام عند أول خطف، أو سرقة..!
لم أعرف لها خيرًا من الحجاب كما يحب الله، تحفظ به لنفسها كرامتها، وحبها، وجمالها، ورسالتها..
فهاكِ النصيحة مبللة بالدمع..
إن الشيطان يا حبيبتي لا يلعب في القلب الخرب، بل يأتي إلى قلب يخشى أن يغشى السوء صراحة، فيسوغ له أن يتقبل الثناء من عابر فتشكره ( وتنسى أنه ثناء لا داعي له)، أن يتفاعل مع الحديث مع الأجنبي لأنه خالٍ من الغزل ( وتغفل عن أنه من غير حاجة) ، أن يلين لأنه مسلم فتلين كلمته، فكلمة فوق كلمة فوق أخرى، (حتى تستيقظ وقد جنت ليالٍ طويلة من الكلام الفارغ)، أن وأن وأن... سلسلة طويلة من التجاوزات التي لا تشعر بفداحتها، حتى تعلق في شباك، أو تتورط في عاطفة مستحيلة الحل، أو تتدمر بالمرة..!
إياك
إياك
إياك
أن يلتفت قلبك ولو تزين النداء بألف صوت جميل.
إياك أن يقبل قلبك الحب لرجل لم يطرق باب والدك، فتستهلكين طاقتك قبل الميعاد..
إياك أن تمدي عينيك إلى زهرة ما نبتت في حقلك، فليس لك قطفها، وليست لك السقاية..
إياك أن تستخفك كلمات القصائد التي يتعاطاها العشاق، فما هي إلا مواثيق بين من أبرمها على حق وحاله لا ينطبق عليك، ومن أبرمها على باطل ولهو ولعب وحاله لا يحل لك ولا يليق بك..
وفي كلا الحالين اتقي الكلمات، فإنها تهون المنكر، كما لو أنه تفاعل بشري طبيعي بين رجل وامرأة لا يعدو أن يكون طاهرًت بريئًا، فيستمرئ قلبك اللفظ والمعنى، وتعمل بهما الجوارح، حتى تمس قلبك النيران، وتتفجر آلام النهايات لا قدر الله عليك ذلك كله يا حبيبتي..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
رسالة الشعر
مسرى الأرض ومعراج السماء.. بيان وأضواء!
عامٌ مَرّ..
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب! الجزء الثاني
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب!