بين جمال الصورة وحقيقة الجمال!
كتب بواسطة ندى عمر
التاريخ:
فى : شباب بنات
1994 مشاهدة
أنا فتاة لم يرزقني الله الجمال وراضية والحمد لله لكن في محيطي أغلب الفتيات جميلات من العائلة والصديقات و كثيراً ما أسمع تعليقات جارحة جداً صراحة أو تلميحاً ومقارنات وذكر لجمال بنات العائلة و إسمي يذكر على محمل الشفقة و عليّ العمل حتى أستطيع الزواج ( لأن أمثالي لا يلتفت لهن إلا لأجل وظيفتهن ) ..تعبت حقاً
ج / لو أقسمت لي أنك لست جميلة ...لأقسمت لك أن هذا ليس صحيحا ولو لم أراك ..!
ولأقسمت أن هذا الكون فيه من التنوع ..ما يجعل رجلا ما يراك أنثى جميلة بكل ما وهبك الله ..!
إنما فكرك هذا نتاج ضغط نفسي ممن حولك واستجابة منك لهم واستسلامك لاستباحة أكثر نقطة حساسة في البنات : جمالها !
مهما كتبت لك ...لو لم تحمي تلك الحدود النفسية ...سيظل كلامهم يؤلمك ويحطمك من الداخل ...
قد يكون مجتمعك ومن حولك يزخر بهؤلاء الوقحين اللامبالين بمن حولهم ...أو الذين يلبسون وقاحتهم قناعا من الرحمة ..! فإن لم تكوني محصنة داخليا من ضرباتهم ..مستعينة بالله ...واثقة بكل نعمة أعطاك الله إياها -بما فيها الجمال!- ولو قالوا ما قالوا ...إن لم تكوني كذلك .. فعاقبة ضعفك الداخلي أمام كلامهم سيئة بلا شك..!
انا كذلك قليلة الحظ بالجمال خاصة مقارنة بقريباتي وكنت اسمع كلام وتلميح وخاصة انهن تزوجن قبلي اما أنا اكملت دراسة وكانت شخصيتي قوية وبنيت شخصية اجتماعية قوية لايماني بان الجمال من أرزاق الله وليس بقدرة الانسان وتزوجت من فترة قريبة بفضل الله رجل لا يرى في الدنيا جميلة غيري فلا تجعلي الجمال عائق !
أدام الله عليكم ستره ونعمه ووفقكما...
أذكر مرة وقفت أمامي فتاتان...أحدهما بمقاييس المجتمع جميلة...والأخرى أقل بكثير ..
الأولى صوتها عال جدا...وتقهقه عندما تضحك...وتمشي بخطوات قوية ..!
والثانية...صوتها رقيق ...وهادئة...خجولة ودائمة النظر إلى الأرض...وتبتسم فقط..!
تأملت نظرة الناس للفتاتين...
كيف يقلبون الموازين الحقيقية...!
ميزان الأنوثة لا يعتمد على الشكل فقط قطعا ...ولا تتكلفه الأنثى الحقيقية أصلا..!
وهو ما يجذب لها أكثر من غيره..!
لو وعت البنات هذا الأمر...لعشن بفطرهن فقط دون تشويه...ولارتحن من تلك الوساوس القادحة لجمالهن...!
فلا يوجد فتاة تعدم الجمال مطلقا..
لكن على افتراض أن تعرضت لذلك الإرهاب النفسي ممن حولها بإشعارها أنها أقل جمالا من غيرها...
فالحل أن تهتم (بالتميز ) في كل ما تستطيع!
الاهتمام بجمالها وأنوثتها...ودينها وأخلاقها..وعلمها وثقافتها ..وروحها وبشاشتها...الخ
فإذا حمت دواخلها من أذاهم واكتسبت ثقة بسبب تميزها...من ناحية ستجبرهم على احترامها...وستجد غالبا من ينبهر بروحها...فترى عينيه جمالها المتكامل..!
وهذا لعمري أهم بمئة مرة من جمال الشكل...الذي يألفه الرجل فلا يعد يبهره...أو يتأثر بتقدم العمر...!
فحتى الجميلة بكل المقاييس...إن كانت روحها فارغة...فستعاني كثيرا...خاصة عندما يرى الرجل حقيقة ذلك الفراغ..فلا ينجذب لها...!
فحقيقة الأمر...لا الجمال يعني سعادة دائمة...ولا الزواج..إن لم يكن موفقا من الله...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة