هل وصلات الشعر حرام؟
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
2118 مشاهدة
أعاني من تمعط شعري وزوجي أصبح يكره النظر إلي وأكره النظر في المرآة. انا تعبت جدا. خصوصا أنه من صفات الزوجة الخير أنها تسر زوجها إذا نظر وحالتي النفسية سيئة وأصبحت أكره نفسي ... هل الوصلات حرام في هذه الحالة؟ أنا جربت الأدوية. ولو حرام ماذا يجب علي أن أفعل؟
ج / لا حرج على من سقط شعرها بمرض أو حادث أن تعيده بالاستزراع، أو أن تعالجه بالأدوية، وكذا لا حرج في لبسها للباروكة حتى يعود شعرها الطبيعي..
وبهذا كان يفتي شيخنا ابن عثيمين رحمه الله، وهو الصحيح..
وحديث "لعن الله الواصلة والمستوصلة"، إنما هو فيمن تصل الشعر بشعر امرأة أخرى، لتغيير خلق الله، لا فيمن تضع على رأسها شعرا بلا وصل، أو تصل به غير الشعر الطبيعي، لأنه ليس من تغيير الخلق، كما قال ابن بطال في شرحه للبخاري ٩/ ١٧٢ :
(وقد اختلف العلماء فى معنى نهيه عليه السلام عن الوصل فى الشعر، فقال بعضهم: لا بأس عليها فى وصلها شعرها ما وصلت به من صوف وخرق وشبه ذلك، روى ذلك عن ابن عباس وأم سلمة زوج النبى، وعلة هذه المقالة قول معاوية حين أخرج القصة من الشعر وقال: (نهى رسول الله عن مثل هذه) .
قالوا: وأما الخرق والصوف فليس ذلك مما دخل فى نهيه عليه السلام. وقال آخرون: كل ذلك داخل فى نهيه لعموم الخبر عنه أنه لعن الواصلة والمستوصلة، قالوا: فبأى شىء وصلت شعرها فهى واصلة، روى ذلك عن أم عطية.
وقال آخرون: لا بأس عليها فى وصلها شعرها بما وصلت به من شىء، شعرا كان الذى وصلت به أو غيره.
روى ذلك عن عائشة وسالها ابن أشوع: (لعن رسول الله الواصلة؟ قالت: أيا سبحان الله وما بأس بالمرأة الزعراء أن تأخذ شيئا من صوف فتصل به شعرها تتزين به عند زوجها، إنما لعن رسول الله المرأة الشابة تبغي فى شبيبتها حتى إذا أسنت هي وصلتها بالقيادة) .
وسئل عطاء عن شعور الناس أينتفع بها قال: لا بأس بذلك. وقال آخرون: لا يجوز الوصل بشىء شعر ولا غيره، ولا بأس أن تضع الشعر وغيره على رأسها وضعا مالم تصله، روي ذلك عن إبراهيم، وعلة هذا القول ان الخبر إنما ورد عن النبى عليه السلام بالنهى عن الوصل، فأما مالم يكن وصلا فلا باس به).
وقال ابن قدامة في المغني ١/ ٧٠ (وأما وصله بغير الشعر، فإن كان بقدر ما تشد به رأسها فلا بأس به؛ لأن الحاجة داعية إليه، ولا يمكن التحرز منه. وإن كان أكثر من ذلك ففيه روايتان: إحداهما، أنه مكروه غير محرم، لحديث معاوية في تخصيص التي تصله بالشعر، فيمكن جعل ذلك تفسيرا للفظ العام.. والظاهر: أن المحرم إنما هو وصل الشعر بالشعر، لما فيه من التدليس واستعمال الشعر المختلف في نجاسته، وغير ذلك لا يحرم، لعدم هذه المعاني فيها، وحصول المصلحة من تحسين المرأة لزوجها من غير مضرة).
وقال النفراوي في الفواكه الدواني في مذهب مالك ٢/ ٣١٤ (وحرمة الوصل لا تتقيد بالنساء لما فيه من تغيير خلق الله، وإنما خص النساء لأنهن اللاتي يغلب منهن ذلك عند قصر أو عدم شعرهن يصلن شعر غيرهن بشعرهن، أو عند شيب شعرهن يصلن الشعر الأسود بالأبيض ليظهر الأسود لتغريه الزوج، ومفهوم " وصل " أنها لو لم تصله بأن وضعته على رأسها من غير وصل لجاز، كما نص عليه القاضي عياض، لأنه حينئذ بمنزلة الخيوط الملوية كالعقوص الصوف والحرير تفعله المرأة للزينة فلا حرج عليها في فعله فلم يدخل في النهي، ويلتحق بأنواع الزينة).
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن