أريد أن أخلع الحجاب
أريد أن أخلع الحجاب الشرعي ! لقد مللت ، منذ قليل كنت عائدة إلى منزلي ورأيت أغلب البنات متزينات جدا؛ أنا أستطيع أن أكون مثلهم بل أجمل ولكن الحجاب يمنعني .. أنا شكلي غريب لأغلب الناس وعائلتي ليست متدينة وينتقدونني كثيرا ويتزينون لغير المحارم وليست عندي صحبة...
ج / والله أنا راجع تعبان جدًا ومش قادر أكتب حرف ، بس سؤالك صراحة مش سايب دماغي ، ومش عاوز أسيبك وإنتِ زعلانة أنك على طاعة.
يا أختي ، الله تعالى يقول في قصة قارون :"فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم ،وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون"
تأمّلي كيف قال تعالى "الذين يريدون الحياة الدنيا"؟
أنا اسألك : لمن لبستي الحجاب؟ ، للناس أم لله؟ ، إن كان لله ، فـ"ثواب الله خيرٌ لمن آمن وعمل صالحًا"
ثم مالك لا ترضين أن تنزل إحداهن وهي تجر ورائها كلما خطت خطوة جبلًا من السيئات بكل شاب نظر إليها أو لفتته زينتها أو مال إليها قلبه وفوق كل هذا غضب الله عليها ، وتنزلين أنت وأنت تجرين ورائك جبالًا من الحسنات ، بصبرك على طاعة الله ، وبكل شاب أعنيته أن يغض بصره عنك؟!
ثم مالك لا ترضين الهجرة؟ ، ألا تعلمين قول رسول الله : عبادة في الهرج كهجرة إليّ؟
كلهن تزينّ ، وتبرجن ، ووقفتِ وحدك تقولين : حجابي حجابي ، ألا ترضين؟
ثم مالك لا ترضين بالله ربّا مؤنسًا ونصيرًا ، يا أختي ، نقرأ يوميًا " إياك نعبد وإياك نستعين" ، نستعين الله على كل أمر ، وخاصة لو كان أمرًا عظيمًا من أوامره كالحجاب!
ثم مالك لا ترضين أن تختاري لنفسك الوجه الأبيض ، يوم تبيّض وجوه وتسوّد وجوه؟!
ابيضت وجوه من الإيمان والطاعة ، وأخرى اسودت من الكفر والمعصية!
أيحزنك فضل الله عليك؟! ، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا! ، هو خيرٌ مما يجمعون!"
ثم مالك لا ترضين مشابهة أمهات المؤمنين ورفقتهم في الجنة؟!
"وللآخرة خير لك من الأولى"!!
"بل تؤثرون الحياة الدنيا! ، والآخرة خيرٌ وأبقى"!
ثم انظري قول الله ، الذي هو شفاء للمؤمنين وهدى ورحمة :"الم ، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ، أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ، من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت وهو السميع العليم ، ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون"
الله ينظر لقلبك الآن ، ويرى تقلبه ويسمع شكواك ، فأريه من نفسك الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، واسأليه وقولي : يارب عونك ومددك الكريم! ، يارب إني أحبك وأحب طاعتك ، فيسر لي الثبات على الحجاب ويسر لي البعد عن الافتتان بما أراه من تبرج وسفور!
هو اختبار وفتنة ، اختبرك الله بها حين كنت أنت الصالحة في زمن كثرت فيه الطالحات ، فكوني كعائشة رضي الله عنها وحفصة وسمية وخديجة ، ولا تكوني كتلك وهذه!
فإن "عظم الجزاء ، مع عظم البلاء" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم!
جاهدي نفسي واطردي وسواس شيطانك ، واستمتعي بما أنت عليه من الطاعة ، واستشعري نعمة الله عليك بأن هداك للإيمان وقد زلت أقدام!
وابحثي عن صحبة صالحة تعينك ، فهي نعم الزاد لطريق طويل نهايته الجنّة
كل سنة وأنتِ طيبة ، عفيفة ، مسلمة مستسلمة لله ، راضية بأمره ، مقبلة عليه راجية ثوابه وخائفة عقابه.
الغازي محمد
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن