الزواج.. سكن الطامحين إلى الشعور بالأمان!
كتب بواسطة سرحان الزمر
التاريخ:
فى : شباب بنات
1485 مشاهدة
لم تُوصف سكناً لنا عَبثا ولم تكن متفردة بمميزاتها من باب الصدف هيَ مأوى للتائهين الباحثين عن سكن الطامحين إلى الشعور بالأمان، بدونها سَنضل نشعٌر بالنقصان في الحياة، نحتاجها كأية لنا تنير بصيرة القلوب وتكتمل الحياة معها يداً بيد، بدونها سوف تعيش لكنها عيشة وليست حياة وشتّان بينهما، غالية هيَ في ذاتها زجاجة يُخاف كسرها مُحلقة في كينونة أحلامها وجميلةُ حين تبتسم، بلسم القلوب ودواء الاستقرار ومُكملة النقصان مَلكة في عرشها هي لبنة المجتمع وسرّ قوته نحن بحاجة لها شئنا أم أبينا تلك الفطرة، ما كُل ما يُقال بحقها تملقا لكنه الواقع وما كل ما قيل في حقها ينصفها فلتبحث عن شريكة عمرك قبل أن تهرم وتمر بك السنوات فالفرص مثل قطار سريع تتساقط وتتبعثر في محطاته دون عودة، فلتجمع ما بقى منك أيها الشاب ولتَتَزوج فالحقيقة أننا نحتاج لهنّ وهنّ كذلك.
نحن في قارب الدنيا نبحر ونُجدف مياه وهموم الحياة سويا لن نستطيع المضي قدما ألم تكن حواء بجانبك، من منا لا يَحتاج لها كصديق ورفيق وزوجة، هي شيء مختلف حتى عن الصَديق والأهل، شريكة العمر يعني شراكة في الروح والقدر والنهاية، تقاسم الأيام حلوها ومرها، تخطي الصعاب يداً بيد، يكفي أنها سوف تسمع لك بكل إنصات، إنصات لم تكن متعود عليه من قبل، سَتشعر أنها تعيش همك في كل كلمة تتلفظ فيها، همك همها اَلا يكفيك ذلك، لتبحث عنها وتحتويها، تبسمها في وجهك شروق الشمس وإن كانت قد غابت شمس ذلك اليوم، الإحساس بوجودها نسمات بحر تبعثر أوراقك وتمنحك طاقة للحياة.
ليست مسألة عاطفية وإن كانت لكن فيها من المَنطق ما تعرفه أنت ففكر وقرر الى أي طريق أنت متجه وسَئل نفسك هل حياتك مستقرة على هذا النحو عندها ستشعر بالنقص وإن اعتبرت نفسك مُكمل هي فطرتنا من اَدم لم يدخل الجنة الا وحواء في جانبه وهكذا خرج منها وظل في جانبها وعليها أقتتل قابيل وهابيل لتكن أول جريمة في التاريخ لم يكن من فراغ لكنها القسمة التي قسمة بأن الحياة شمعة تحترق أيامها لتفنى ولا اعتبار لضوئها إذا لم يكن تحت هذا الضوء حواء.
انتقي من تحب ولا تسمع لمن يقول أن الزواج نهاية الحب، قرأت لأدهم شرقاوي جملة من أروع ما قيل عن الزواج عن حب يقول لا أريدُ أن أتزوجكِ لأضعَ نهايةً للحُبّ وإنما لأضعَ بدايةً جديدة له
هذه الحياة بكل ما تحمله عصية أن تكون جميلة إلا إذا كنت في مقربة ممن قسم الله لك ليست دعوى إلى الذوبان في العشق لكنها دعوى لحل مشاكلنا النفسية لم يكن حديث النبي عن عبث وحاشاه عندما نصح الشباب بالزواج لكن القدرة شرطا وللقدرة من تدابير وإعاقات وكم رمت بكم هائل من الشباب الى ما وراء الثلاثين والاربعين دون زواج، التناغم والانسجام أهم ما يعطي الحياة حلاوة الذي يولد التفاهم الذي يحتاجه الكثير للمواصلة سويا، سنحصل على هذا التناغم عندما يجتمع صفاء القلب مع سداد العقل والكينونة الجميلة عندما تحكي لك عن ثقة ليس في نفسها لكن في ربها أولاً وهو ملهمها، عندما تبحث عن شريكة العمر لا تبحث عن التصنع أو من يدعي الكمال والمتغيرون بتغير الزمن كثر كانوا قبل هكذا ثم كانوا هكذا، لا تكن عاطفيا فالعواطف عواصف لا طاقة لنا في كبحها إذا ما أشتد موجها فتكسر شراع سفينتنا فنغرق في محيط من الأفكار التي قد تجر بنا الى شواطئ الجنون أو ردة الفعل الغير محسوبة ولا تنصب نفسك حاكما بل الكل بشر له وعليه ولا تحكم بالنوايا فما لنا قدره على تفحص ما بالقلوب لأنها مقفولة على ذاتها.
انتقي من تحب ولا تسمع لمن يقول أن الزواج نهاية الحب، قرأت لأدهم شرقاوي جملة من أروع ما قيل عن الزواج عن حب يقول لا أريدُ أن أتزوجكِ لأضعَ نهايةً للحُبّ وإنما لأضعَ بدايةً جديدة له، فلا تُصدّقي أولئك الذين يقولون : الزّواج مقبرة الحُبّ، ولكن لا تتعجل فالنصيب قدر والاقدار لا تخطئ صاحبها، عندما تختارها كن قدرها الذي كتب لها أن يكون، وضعها في مكانها الذي تستحقه ولا تتزوج من لم يستوطن في قلبك الرضا بها هيا كما هيا بكل عيوبها ومحاسنها لا تدعي القبول ولا تحمل نفسك الكذب فالحياة لا تحتمل الاصناع فكل شيء مصطنع فذلك ما تبقى، ليس كما قال أنيس منصور عِقاب المحبِّين الزَّواج، وَعقاب المتزوِّجين الأَولَاد، وَعقابُ الأَولَاد أن يَندم آبائهم على فعْل كلِّ ذلِك، بل مُكافَأةٌ المحبِّين الزَّواج، وَمُجازاةٌ المتزوِّجين الأَولَاد، ومَثُوبةٌ الأَولَاد أن يسعد آبائهم على فعْل كلِّ ذلِك.
عندما ترمي لك بكلمتها أنك مدارها فلا تجعلها تدور في فضاء واسع لا نهاية لها فيه احتويها وكن خط مستقيم لتستقيم حياتك وحياتها، ليس اصطياد القلوب بالأمر الهين وليس كل الناس فيه عليم حياتنا مرهونة بزوجة صالحة تكمل الحياة وتنور حياتنا وعمرنا لن يكتمل إلا بها، عداد العمر لا يتوقف ولا يهمه ظروف أو شرطيات العرف والعادات التي تفرضها او اختيارات وتوقعات حواء لفارس أحلامها هيا سنوات تدور مع دوران القمر وجريان الشمس الى مستقر لها وذلك تقدير العزيز العليم.
من ناحية أخرى وهو الواقع والحقيقة ما يعيشه الشباب العربي الان هو دوامة مفرغة تفضي الى تسرب العمر من ثقوب مسيرة الحياة المثقوبة وبالتالي لا ضالة له الا الانتظار والعمل، مجرد التفكير بالارتباط أصبح يرعب الطرفين الكل يبحث عن شريك العمر بكل ما له من معنى الشراكة لكن إيجاده أصبح صعبا وكم من أعمار قضت عليها صعوبة الحياة فأمست مركونة بين حيطان أربعة، كم يتغنى الكل بالرومانسية والحب وما شابه له من قول وعمل لكن الواقع بعيد كل البعد عن أغاني فيروز وطرب ام كلثوم او ابتذال الفن الحديث، لن تستقر أوضاعنا إلا إذا استقرت حياتنا عندها تستطيع الالتفاف الى الأهم لأن الاساس تم لكن ما نعيشه اليوم هو عبارة عن التعلق والتمسك بالوهم على أمل بكرا، صيانة حياة الشباب من الضياع هي أولية وبث القيمة في نفوس جيل خنق بين الغير مفسر والغرائب التي تحصل في محيطه سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في مجتمعات أصابها الشلل الأخلاقي والنفسي والركود حتى الحوم حول حالها.
ختاماَ ما كل ما نُريد سيكون. الأقدار تدور ونحن ندور معها متجهين إلى حيث تتجه وكذلك القلوب تتعلق، منها من ينال مراده، والبعض يضل معلقاً هنا وهناك، سلامة القلوب هي سلامة الأبدان، والبدن إذا سلم صح عقله وتنورت بصيرته وحسن عمل المرء وزادت إبداعاته وكيف سيكون ذلك والقلوب تعاني من الخوى العاطفي، لذا تزوجوا تصحوا وتبدعوا حتى وإن كان جيبك خاليا من الدراهم والريالات، ابحث عن آيتك وتمسك بها فلربما تنير بصيرتك إلى سعادتك هنا في الدنيا وهناك في الأخرة، لم يضل الكثير من الوقت، وكم يُمني الشباب أنفسهم في كل مرحلة يتخطونها لعل وعسى أن يتغير الحال الى الأفضل من الجانب المادي والاستقرار لكن الواقع يسير عكس ما تشتهيه السفن في أوضاع ليست خافية عن القاصي والداني، لكن ورغم كل الظروف والتحديات يستمر الشباب في كسر كل التحديات والصعوبات للوصول إلى أهدافهم.
النقطة الأهم هيا ألا يكون الزواج مسألة تافهة أو مجرد مرحلة عابرة سيصلها الشاب لأن ذلك لن يصل بالشباب إلى الاستقرار كما قال أندريه موروا يتمّ الطلاق اليوم لأتفه الأسباب، لأن الزواج يتم لأتفه الأسباب، لكن الزواج شكلا ومضمونا ليس مجال للعب فيه، لأنه انطلاقه جديدة وعالم أخر، لذا من عزم النية على الزواج فعليه أن يدرك أهمية ما هو مقدم عليه قبل الشروع فيه، الزواج عبارة عن مشروع استثماري وكما هو متعارف عليه يمكن يكتب له النجاح ويمكن يكتب له الفشل وفي الحالتين يتحمل الزوجين المسؤولية في إدارة مشروع حياتهما، بالإضافة إلى المشاكل التي لا دخل لهما فيها وإنما تظهر من محيطهما سواء من الأسرة أو المتجمع، ومثل هذه المشاريع ليس المهم الربح المادي وإنما الأهم هو تلك الأسرة التي سوف تنشأ لتمنح الحياة لكليهما، عندها سينتقل من العيشة إلى الحياة وليحيينهما الله حياة طيبة.
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة