خاتم الأذكار
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
3108 مشاهدة
ما حكم استخدام خاتم الاذكار لكي التزم بورد معين من الذكر... ؟
ج / لا حرج في ذلك، فقد بوب أبو داود في السنن (باب التسبيح بالحصى) وروى تحته عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
عن أبيها: أنه دخل مع رسول الله ﷺ على امرأة وبين يديها نوى - أو حصى - تسبح به، فقال: (أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل" فقال: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك).
وعن يسيرة: أن النبيﷺ (أمرهن أن يراعين بالتكبير والتقديس والتهليل، وأن يعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات مستنطقات)..
وعن عبد الله بن عمرو، قال: (رأيت رسول الله ﷺ يعقد التسبيح بيمينه)..
وحديث عبد الله بن عمرو حسنه الترمذي، وصححه ابن حبان..
وحديث يسيرة صححه ابن حبان وحسنه ابن حجر ..
وحديث سعد صححه ابن حبان، وحسنه الترمذي وابن حجر ..
وثبت عن عدد من الصحابة أنهم كانوا يعدون بالنوى والحصى، لضبط العدد..
والأولى التسبيح والعد باليد لمن يستطيع ضبطها، خاصة الأذكار المسنونة، كما الأذكار التي بعد الصلوات الخمس، فالأفضل الالتزام بالسنة، فقد كان النبي ﷺ يسبح بيده اليمنى..
أما الأذكار والأوراد المطلقة التي يجتهد الإنسان فيها، كمن يصلي على النبي ﷺ ألف مرة، أو يقول سبحان الله أكثر من مئة مرة، ويخشى ألا يضبط العدد، فلا حرج من العد بغير الأنامل من الوسائل..
قال ابن تيمية في الفتاوى ٢٢/ ٥٠٦ (وعد التسبيح بالأصابع سنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: (سبحن واعقدن بالأصابع فإنهن مسئولات مستنطقات) .
وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين تسبح بالحصى وأقرها على ذلك، وروي أن أبا هريرة كان يسبح به.
وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه فمن الناس من كرهه، ومنهم من لم يكرهه، وإذا أحسنت فيه النية فهو حسن غير مكروه).
وقال ابن علان في الفتوحات الربانية ١/ ٢٥١ (وفي شرح المشكاة لابن حجر: ويستفاد من الأمر بالعقد المذكور في الحديث ندب اتخاذ السبحة، وزعم أنها بدعة غير صحيح، إلا أن يحمل على تلك الكيفيات التي اخترعها بعض السفهاء..
ونوزع بأن أخذ السبح بظاهره مناف لهذا الحديث، لأنه يفيد العدد بالأصابع على وجه تفضيله كما أشير إليه بتعليله، وجرى في الحرز على كونها بدعة، قال لكنها مستحبة لما سيأتي من حديث جويرية أنها كانت تسبح بنوى أو حصى وقد قررها - صلى الله عليه وسلم - على فعلها
والسبحة في معناها إذ لا يختلف الغرض من كونها منظومة أو منثورة..
ثم رأيته خالف في المرقاة وسلك طريق الصواب فقال في حديث سعد السابق وهذا أصل صحيح بتجويز السبحة بتقريره - صلى الله عليه وسلم - فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يعد به ولا يعتد بقول من عدها بدعة..
وقد أفردت السبحة بجزء لطيف سميته "إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح" وأوردت فيه ما يتعلق بها من الأخبار والآثار والاختلاف في تفاضل الاشتغال بها أو بعقد الأصابع في الأذكار
وحاصل ذلك أن استعمالها في أعداد الأذكار الكثيرة التي يلهى الاشتغال بها عن التوجه للذكر أفضل من العقد بالأنامل ونحوه والعقد بالأنامل فيما لا يحصل فيه ذلك سيما الأذكار عقب الصلاة ونحوها أفضل).
الشيخ حاكم المطيري
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن