روح الله
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
2022 مشاهدة
هل كل المخلوقات منفوخ فيها من روح الله؟
ج/ خص الله سبحانه وتعالى آدم بأن نفخ فيه روحا من أمره بقوله كن فكان، والروح خلق لطيف تكون به الحياة وهي سر الله في الوجود، فلا يهب الحياة لكل موجود إلا الله {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}،
فإضافة الروح إلى الله في قوله تعالى عن آدم {ونفخت فيه من روحي} ليست إضافة صفة لموصوف حتى يقال لله روح كصفة تقوم به كما الصفات في الموصوفات كاتصافه سبحانه بأنه الحي القيوم العليم، وإنما هي إضافة مخلوق لخالق للتشريف والتكريم، كقوله {وطهر بيتي للطائفين} فالبيت مضاف إلى الله إضافة تشريف وتكريم، وكقوله: {هذه ناقة الله} التي جعلها معجزة لنبيه صالح، فأضافها إلى الله تعظيما لشأنها وتكريما لها...إلخ
فخص الله آدم من دون المخلوقات بأن خلقه وأجرى فيه الروح التي نفخها وخلقها فيه بأمره المباشر بلا واسطة ملك، بخلاف سائر بني آدم فإنه يرسل إليهم الملك وهم في بطون أمهاتهم وينفخ فيهم الروح كما في الحديث الصحيح: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح).
وكذلك عيسى خلقه الله بنفخ الملك كما قال تعالى عن مريم: {فأرسلنا إليها روحنا} وهو جبريل أضافه إلى نفسه إضافة تشريف وسماه روح القدس لأنه خلقه مباشرة بالكلمة منه بخلاف الملائكة الآخرين الذين خلقهم من نور، فجاء جبريل مريم {فتمثل لها بشرا سويا... قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا}
فعيسى مخلوق بنفخ الملك المباشر في مريم بلا زوج، كما قال عنه: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} روح مخلوق بكلمة من الله بواسطة الملك كما قال تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}، فاشترك آدم وعيسى بالخلق المباشر بلا أب وبكلمة كن فكان، واختص آدم بخلقه بلا أم وأب وبنفخ الروح فيه مباشرة بلا واسطة ملك، واختص عيسى بالنفخ المباشر من الملك بلا واسطة أب، وسائر بني آدم تنفخ فيهم الروح في بطون أمهاتهم بعد خلقهم من ذكر وأنثى..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة