لم أتزوج بعد
كتب بواسطة الشيخ محمد سالم بحيري
التاريخ:
فى : شباب بنات
2171 مشاهدة
أنا فتاة عمري ٢٥ عاماً، أسمع كلاماً جارحاً ممن حولي لأني لم أتزوج بعد كأنه أصبح عمري ٧٠ سنة وفاتني قطار الزواج، لقد تعبت ماذا أفعل؟
ج/ الحمد لله،
أوصيكِ وصيَّة أقامَت لي شأني، ورفعت عنِّي حرجًا كثيرًا.
كوني - أخيتي - أحسنَ من يرمِي قولَ النَّاس المُعيِّر بشيءٍ = من أقربِ شُرفةٍ.
ولا تلتفتي إلا إلى نصيحةٍ مُخْصِلَة.
أمَّا تعييرٌ أو تجريحٌ فاضربي به عرض أقربِ حائط لكِ.
سأحكِي لكِ قصَّة بسيطة قد تبدو تافهة، ولكنها أثَّرت في مجرى حياتي، وفي نظائرِها بعد ذلك.
من زمنٍ؛ كان رجلٌ طيّب يدرِّس لي اللغة العربيّة، وفي أول درسِ كان يشرحُ درسًا في النحوِ.
وشرحَ الأستاذُ الدرسَ، ولم أفهم شيئًا مطلقًا .
واستحييتُ أن أقولَ له: إني أشعرُ أنكَ لا تستوعبُ الدرسَ أصلًا، فضلًا عن أن تشرحَه.
ولكن في الدرس الذي يليه عقد لنا امتحانًا فيه، فلم أضع فيه قلمًا.
فسبَّني، وقال لي: يا غبي، فتركتُ مجلسَه باكيًا.
ثمَّ مرَّ على هذه الحادثة شهرانِ بالضبطِ، عكفتُ فيها على علمِ النحوِ عكوفَ المعانِد ألتهمُ كلَّ ما أجد، بحيث إني قرأت في هذه الفترة كلَّ ما استطعتُ الوصولَ إليه في مكتبة أستاذٍ لي مقرَّب، كان عنده عيون كتب العربيّة، وفي مكتبة المدرسة.
ثمَّ جمعني وكلُّ طلبته وطلبة المدرسة مسابقة كانت تعقد قديمًا في مدراسِنا تسمَّى (التحدُّث بالفصحى)، عبارة عن امتحان في النحوِ وفي الخطابة.
وكان من بينِ الطلبِة ابنتُه، وكانت ممتازة في اللغة العربيّة.
وخرجت نتيجة الامتحان، وكنتُ أنا الأوَّل على المدرسة كلِّها في هذه المسابقة.
فتعجَِّب هذا الأستاذُ، وسألَ صديقًا لي: كيف صارَ محمدٌ إلى هذا الذي صارَ إليه ؟
فقال له صديقي: اسمع يا أستاذ، محمَّد صارَ أفضل شخص في المدرسة في اللغة العربيّة، سواءٌ في الطلبة أو المدرسين.
وساعتَها فقط شعرتُ أن كرامتِي قد رُدَّت إليَّ، وأني قلتُ لهذا المُدَرِّس: لستُ غبيًّا، إنَّما الغبيُّ من يزعمُ تصورًا لشيءٍ لا يحسنُه.
هذا الموقفُ على بساطتِه أو تفاهته صاغَ لي وأنا في سنٍّ صغير طريقة تعاملي مع كلام النّاس.
من ناصحني بشيءٍ ولو بأسلوبٍ غليظِ = قبلتُ منه.
من سبَّني أو عيَّرني بشيءٍ = رميتُ كلامَه من أقربِ نافذة.
طبقي هذا القانون تستريحي أخيتي.
أمَّا الزَّواج فرزقٌ، يسوقه الله وقتما شاءَ، فلا تلتفتي إلى هؤلاءِ المسجونين داخلَ فكرة "فوات القطار"؛ لعلَّ طائرة تنتظرُكِ؛ فأحسني الظنَّ بالله سبحانه، وانشغلي عن المُحْبطين.
وفقكِ الله، وأرضاكِ بخيرٍ من عندِه.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن