كاتب في القضايا الفكرية، محاضر ومقدّم دورات في التربية، له مؤلفات ومقالات منشورة.
https://www.facebook.com/tahayassen1980
بالأعمال لا بالأعمار، وبالحقائق لا بالمزاعم؛ تأخذُ الأشياءُ قيمتها و قوّتها .
فما أكثر مؤسسات العمل الإسلامي على امتداد البلاد العربية وما أقلها..!!.
ما أكثرها بالمظاهر التي يتحلّق فيها الطلاب حول شيخهم، وبين يديه كتاب الله. وما أقلَّها بعدد الطلاب الذين يحفظون هذا الكتاب ويتدبرون آياته ويعملون بمضمونه..!!.
ما أكثرها بالصور التي يتنقل فيها المدرب مشياً وقفزاً بين يدي جمهوره، وما أقلَّها بعدد أولئك الذين يعيشون طيلة حياتهم تلامذةً، يتدربون ويتعلمون، ثم لا يدرِّبون ولا يعلّمون..!!.
ما أكثرها بمقاطع (الفيديو : Video) التي تُمسَح فيها رؤوس الذين يعصرون قلوبَهم في مدامع عيونهم من اليتامى والمساكين. وما أقلّها بعدد الذين تستحيلُ حياتهم بهجة وسروراً !!
إنها الفوارق الهائلة ما بين الكثرة والقلّة ، تنبئ بالفشل وتطعن بالمصداقية...
ولعل أخطر آفةٍ تواجه مؤسسات العمل الإسلامي، وتنقض غزلها من بعد قوة هي :
الأنانية والأثرة ، والطيران بعيداً عن السرب : حيث يعيش العامل في المؤسسة لنفسه، يفكر لمصلحته فيطلب الشهرة والتميّز، ولو كلّفه ذلك التضحية برفاق دربه .
وليت شعري ..!! هل يفقه أولئك الذين لا يعرفون غير"أنا"و "لي" و"وحدي" أنّهم معاول هدمٍ لا لَبِنات بناء في المؤسسة التي ينتمون إليها، وأنّ مؤسسات العمل الإسلامي تُبنى بالعمل الجماعي المنظّم . و الإخلاص لله تعالى فيه عن طريق بذل الجهد والسعة بغية طلب القبول من الله تعالى ، وليس على مبادئ الربح والخسارة وشطارة التاجر ... فقد كان الشافعي - رحمه الله- يقول: " وددتُ أنّ الناس تعلَّموا هذا العلم ولا يُنسب إليَّ شيءٌ منه أبداً فأُؤجر عليه ولا يَحْمَدوني ".
في مقابل تلك المؤسسات الكثيرةُ الطنطنة والصراخ ، الطافحة بالأنانية والأثرة تَبُرز مؤسسة إسلامية كشجرة نخيل؛ خيرها كثيرٌ، و ظلها دائم، وثمرها طيّب . تلفح أوراقها رياح وعواصف، لكنها لا تسقط..
لا تقيم وزناً للحدود الجغرافية ولا للغة اللسان ولا للون البشرة... إنما المعيار فيها : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} .
تناصر قضايا الأمّة ولو كلّفها ذلك الثمن الباهظ، وتقف إلى جانب المظلومين والملهوفين بمبدأ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }.
مؤسسة رائدة تجمع القلوبَ حولها أكثر مما تجمع الأجساد، كلّ ذلك بالرحمة لا بالفظاظة، و باللّين لا بالغلظة.
هي جمعية الاتحاد الإسلامي في لبنان
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
كاتب في القضايا الفكرية، محاضر ومقدّم دورات في التربية، له مؤلفات ومقالات منشورة.
https://www.facebook.com/tahayassen1980
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن