أثر التربية بالحب
الحُبُّ كلمةٌ صغيرة في مبناها كبيرةٌ في معناها، فهي مكوَّنة من حرفين فقط، ولكنَّ تأثيرها كبيرٌ على نفسيَّة أفراد الأسرة، فهي كلمة جمعت معاني كثيرة عديدة منها: التضحية والإيثار والتسامح والخير والعطاء والنقاء... وغيرها الكثير.
فالحُبّ أفضل أسلوب نستخدمه لتربية الأبناء ولحلِّ الكثير من المشكلات الأُسْريَّة والنفسيَّة عند الأبناء. فإذا كان الطعام هو غذاء لأجسادنا؛ فغذاء النفوس ودواؤها هو التربية بالحُبّ.
كما أن الإنسان يحتاج للحُبِّ في كلِّ مراحل نموه؛ حتى الجنين في بطن أُمِّه، كما أن العلم الحديث اكتشف أنَّ الجنين في بطن أُمِّه يضحك ويبكي ويتأثر بحسب انفعالات أُمِّه النفسيِّة، فالطفل يحتاج إلى الحُبِّ تماماً مثل احتياجه إلى الطعام والشراب والهواء. كما أنَّ الأطفال لديهم حاسَّة استشعار يستطيعون أنْ يميِّزوا بين مشاعر الحُبِّ الحقيقي ومشاعر الحُبِّ الزائف تجاههم.
فإذا كان الأطفال يحتاجون إلى الغذاء الصحي والسليم لنموهم الجسدي، فإنهم أشد حاجة للحب لنموهم العقلي والنفسي والاجتماعي.
•ومن أهم فنون التعبير عن الحُبِّ للأبناء هي:
1.حضن الحُبِّ: مهما كان أعمار الأبناء فهُم بحاجة إلى الحضن الدافئ المليء بالعطف والحنان، فالحضن هو التعبير الجيد لحرارة الحُبِّ بين الآباء وأبنائهم.
2.لمسة الحُبِّ: فكلما زاد الحُبُّ بين الآباء وأبنائهم؛ زاد تلامس الحُبِّ بينهم. فبمجرد أنْ تضع الأم يدها بحنان على رأس أو كتف طفلها تتدفق مشاعر الحُبِّ إلى قلبه وجسده، وتشعره بالسعادة والاطمئنان والأمان.
3.قُبلة الحُبِّ: فالقبلة هي تعبير عملي عن الحُبِّ لأبنائنا، فهي تُسكن غضبهم وتشعرهم بالعطف والحنان تجاههم، وتقوِّي مشاعر الحُبِّ بيننا وبينهم، وهي سنة رسولنا الحبيب [ كان يَقَبِّلَ الحسنَ والحسين ابني علي ليعبِّر لهم عن مشاعر حُبِّه لهما.
4. نظرة الحُبِّ: فنظرة الحُبِّ هي أصدق لغات التعبير عن الحُبِّ؛ لأنَّ للعيون لغة خاصة، وكلام العيون تعبيره صادق ونابع من أعماق القلوب تشعرهم بالسعادة والقبول.
5.كلمة الحُبِّ: نظراً لأهمية رسائل الحُبِّ غير اللفظية يبقى الإنسان يحبُّ أن يسمع كلام الحُبِّ. فكم جميل أن نكرِّر على مسامع أبنائنا أننا نحبهم بالتعبير اللفظي، ونكرِّر كلمة حبيبي لهم دائماً كي لا يبحث عن هذه الكلمة خارج المنزل وتكون العواقب وخيمة.
كما أن هناك العديد من فنون التربية بالحُبِّ نستطيع أن نقدِّمها لأبنائنا كي نقوي علاقتنا فيما بينهم.
فمن أراد أن يطيعه أبناؤُه فليتعلم التربية بالحُبِّ؛ ومن أهمها ذكر إيجابيات ومحاسن أبنائنا بين أفراد العائلة وعلى مسامعهم، فهذا يعطيهم ثقة بأنفسهم، ويحبذهم أن يكونوا أشخاصاً صالحين في المجتمع يُسهمون في تطوير وبناء أنفسهم ومجتمعاتهم، فالأشخاص الناجحون في حياتهم الاجتماعية هم أشخاص تلقَّوا تربية بناؤها الحُبُّ المتبادل بين أفراد العائلة.
فإذا أردنا أسرة سعيدة علينا أن نتعلم فنون التربية بالحُبِّ حتى نصل إلى هذه البيوت الثابتة التي لا تهزُّها رياح الحياة العاتية.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن