محمد عليه السلام .. نبي الرحمة
إن الأمة الاسلامية تمتلك ثروات أعظم من كل ثروات العالم، تمتلك كنوزا أعظم من كل الكنوز، وحسبك بمحمد صلى الله عليه وسلم ثروة وكنزا ورحمة أرسلت للعالمين، فسلام عليه في الأولين وسلام عليه في الآخرين وسلام عليه يوم الدين وسلام عليه في الخالدين،
وهل عرف الكون قائدا أعظم من الذي وهب حياته لإنقاذ العالم من غيابات الجهل والظلام، وهل عرفت الإنسانية أجل من الذي نذر نفسه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومن التيه في الضلال إلى التنعم بالهدى، ومن سفاهة الباطل إلى نور الحق.
إن القاصي والداني يشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد بلغ الرسالة حتى وصلت العالم أجمع، والقريب والبعيد يعرف أن محمدا عليه افضل الصلوات وأتم وأزكى التسليم، قد أدى الأمانة التي حملها هذا النبي الكريم حتى دانت بها الأمة الاسلامية في جميع أنحاء العالم من أقصى الشرق الى أقصى الغرب ومن أقاصي الشمال الى أقاصي الجنوب، لقد كان محمد عليه السلام مختارا حقا، مختارا لرسالة هي خاتم الرسالات، مختارا بأشرف نسب من قريش، وقريش من اشرف قبائل العرب حسبا ونسبا، وقد منّ الله عز وجل على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم، سيد ولد ادم، وخير من أشرقت عليه الشمس، وقد كان عليه السلام مبشرا بعهد جديد يشرق بنوره على العالم، مبشرا بأمة هي خير امة أخرجت للناس.
ميراث محمد صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، لكن الكثيرين زاهدون فيه، إلا من رحم ربك، ميراث محمد عليه السلام هو القرآن العظيم، وهل من أحد من زمن محمد سيد المرسلين إلى قيام يوم الدين من أتى أو يستطيع أن يأتي بآية أو سطر كالذي بلغه محمد صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى، ميراثه سنته المحفوظة الى يوم الدين المؤيدة من رب العالمين، وسيرته العطرة من أعظم السير التي باركها الله عز وجل وجعلها إماما وقدوة ونورا ورحمة لمن أراد أن يتأسى بهذا النبي الكريم ويسير على هديه ويقتطف من عبير ورحيق سيرته العطرة، والتي تمثلت في حياته عليه الصلاة والسلام، حياة محمد عليه السلام كتاب مفتوح، نقلها لنا صحبه الكريم، وتحدث بها العظماء فعجزوا أمام هذا النبي العربي الأمي الذي علم مئات الملايين.
ولو تفحصنا سير هؤلاء العظماء، لوجدنا الواحد منهم قد نبغ في فن من الفنون او علم من العلوم أو أحد الأعمال العظام، لكنه عليه السلام نبغ في كل شيء، في القيادة والصداقة والأبوة والعلوم والعبادة والرئاسة، والكثير مما لا يحصى من مناقبه وصفاته العظيمة، التي اتصف بها سيد المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام، وابن الذبيحين إسماعيل عليه السلام وابن عبد الله بن عبد المطلب، وبشرى سيدنا عيسى عليه السلام، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
المصدر : منتدى العلماء
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن