زوجي سيتزوج .. فقدت ثقتي في نفسي
كتب بواسطة أفنان الجعر
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
1906 مشاهدة
زوجي سيتزوج بأخرى و لا أستوعب ما الذي يجري بي ! أحس روحي انطفأت كنت أحبه كثيراً وما توقعت منه هذا الأمر أبدا !! زواجنا دام 10 سنوات والتي سيتزوج بها مطلقة و لديها ابنتان وهي أصغر مني وأحلى في الشكل أنا فقدت ثقتي في نفسي !
ج / يا حبيبتي يا أميرة يا غالية يا عليّة، ذات المكانة الأولى، والحظية بأبوبته لأول طفل يحمل اسمه في الدنيا، وصاحبة الفضل السابق، والصبر الشاهق..
كلماتي هذه لك ولكل زوجة أولى في البيوت:
إن مجرد تفكيره بالزواج يعني أن الأمر خرج من كونه تفهمًا لمشاعرك الخاصة، إلى كونه طلبًا لمنافع أكبر يراها من وجهة نظره أنها ذات أولوية تُقصَد، فمجرد هذا التفكير يرجعك إلى خط أقول لك فيه:
ليست الدنيا دار لنعيم لا يشوبه عذاب، وليست المقامات فيها بقدر ما لأصحابها من الثواب والعقاب، وليست قلوب الناس منتهى طلب الحكيم، فلا ما كان له مما مضى في ميزانهم يبقيه، ولا ما طرأ عليه مما لحقه منهم يؤذيه..
ستقولين:
هذا كلام بارد لم يشتعل بنار القلوب، هذا تنظير أجوف لم يثقل بحمل الظنون، هذا حديث مثالي لم يلمس بكاء الأنثى إذا استُبدِلت..!
سأقول لك:
بل هو كلام يشفيك لو شربتيه كما ينبغي، وهو حديث يعيد إليك اتزانك ويحررك من تعلق لا يرضاه ضميرك لك، ويجعلك حكيمة تبصرين الدنيا بعين التي لا شيء يهددها بالفقد..!
إنه لن يشفيك أن تتركي أطفالك لهذا السبب، فتطيش البوصلة، وتتشتت الدار، وتتبخر الرؤى، وتُحلّ العرى، ولا مقابل! ولا يغفر أي مقابل، فالزواج ليس قصة عشق موتورة، الزواج بناء أسرة، تتفرع عنه أرواح أخرى، تخرج لعالم مليء بالقسوة والتجارب والكفاح والقضايا الساخنة والطحن الأليم والغربة المكلفة، ولا يدفع ثمن هذا إلا الأسرة، ولا يدعم بالتربية والتثبيت إلا الأسرة، ولا يلم ويضم إلا الأسرة، فإن أنتِ نزعت يدكِ حُلّت عروق أيديهم، وقُطعت أوردة قلوبهم، وبدأت كل مراحل المعاناة، المرئية والمسموعة والمحسوسة، وتلك التي تنخر في الداخل وتجرح..!
فما ذنب أطفالك؟
ما ذنب أطفالك في تراجع ثقتك بنفسك، في غرقك بدوامة حزنك، في احتكار روحك في جزء واحد من أجزاء الحياة، في اقتصار أنوثتك على قلبٍ ما أفلتك لكن خفف القبضة، وما تركك لكن فسح لغيرك؟
العيش في هذه المنطقة الرمادية بالنسبة إليك؛ يقتضي روحًا قوية لا يهزها استبدال أحد، أو إضافة أحد عليها، وكيف تقل ثقتك وتهتز، وقد كنت خيارًا وحيدًا وبوابة مختارة لحياة جديدة؟ هل تبدلت أخلاقك؟ هل استحالت خلقتك بشرًا آخر؟، هل تحولت عن دينك مثلا؟ لماذا تقل ثقتك بل فُقدت؟!
هل قوتك مبنية على انصراف أحد من البشر إليك؟!
هل جمالك متوهج بثناء أحد أو انجذابه؟!
هل قلبك حي لأن غيره فيه؟ فإذا خرج أو تشوه أو بهت، أظلم وذبل ومات..؟
أيتها الـ (أمّ)، وتكفيك الأمومة هذه قوة تطرح قوة الاقتران، أيتها الـ ( الأنثى ) وتكفيك الأنوثة لتدريس معنى القوة الناعمة، المكتفية، المتكاملة، أيتها الـ ( مسلمة ) ويكفيك الإسلام أن يكون مصدر عزتك الخالد ما تخلدت فيك روحه، روحه التي تحررك من التعلق بالناس، وتعليك وتعلي شأنك..
اعلمي أن زوجك إن طلب أخرى لجمالها فلا يعني هذا أنكِ لا تستحقين تفردك، إذ لو كان الأمر قائمًا على الجمال لما عجبنا من عشق قلوب لملامح أقل جمالًا من سواها بكثير، ولا يعني أنكِ لم تعودي صالحة للحياة المشتركة، فلو كان الأمر كذلك لطلقك، ( مع اعتراضي على شعورك هذا أصلًا)، إذ أن الذي دفعه إلى تفكيره بالتعدد سيدفعه إلى ما هو أقل تكلفة..!! وما الذي يمنعه؟!
فلا تجني على نفسك بوهمك، ولا تعتقدي أن الله جل وعلا إذا قدر شيئًا فـ لِيتعبك، وانظري إلى الأمر من زاوية بعيدة، بعيدة عن مشاعرك، بعيدة عن الجهلة، بعيدة عن طغيان الغيرة، فكم من ولد زوج خير من ولد الرحم، وكم من ضرة خير من أخت، وكم من وقت شغلته امرأة حكيمة لم يكن فيه لزوجها حضور، فسبقت وسابقت، وربت ورفهت روحها ونفسها وعقلها وثقافتها، وابتغت لها في الحياة طريقًا غير الطريق الذي هلكت فيه نساء كثيرات، ركبن أكثر مراكب الغيرة شرًا، ثم غرقن بلا معزي ولا مسلي..!
ا حبيبتي
لم يجعل الله عليك من حرج إن كره قلبك، وعافت نفسك ولم تستطيعي البتة البقاء أن تتركيه، لكن فكري مليًا، وادرسي قرارك جيدًا، وافصلي بين ما تجدينه وبين دورك في الحياة، ولا تعتقدي قلة في نفسك، قدرك لا يعطيك إياه أحد غيرك، ولا يسلبه منك أحد سواكِ، حقك محفوظ فإن سلبه فذلك ظلم لا يعفى به، ومقامك عليّ لا يبغي عليه أحد وإن بغى فادفعي بغيه بالحق، ولا تخسري روحك من أجله، ولا تقاتلي من أجل الإحاطة بقلبه، فوالذي نفوس العباد بيده ما خفف الله وهجه إلا لحكمة بالغة، وقلبه بيد ربه، لا بيدك ولا بيدها، فلا تبارزي نفسك في سبيله، فأنت بين حالين:
إما أن تحفظي حق سموك فوق أن تذوبي حزنًا عليه وتستمر الحياة من أجل أطفالك، وحفظًا للعشرة التي كانت والجميل الذي أُسدي، ولعل القادم بينكما يكون أفضل، ولا تسألي في هذا عن تدبير خالقك..
وإما أن تخسري نفسك وشبابك وحياتك وتتحملي كل تكاليف هذا القرار..
والله أنصحك من قلبي:
لا تهلكي نفسك من أجله، فهذا ظلم لك، وحكم بنهاية لا تليق بك، فأنت أكبر من تغير مرحلة، وأوسع من دائرة اهتمام رجل، وأعمق من مجرد مُحبة محبوبة..!
أفنان الجعر
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة