لا أحب رمضان
التاريخ:
فى : شباب بنات
3345 مشاهدة
أنا لا أحب رمضان لا أدري لم، مع إني لا أسمع أغاني ولا أشاهد مسلسلات لا في رمضان ولا في غيره، ومع ذلك مع قربه أشعر بضيق شديد يصل إلى درجة أني أتمنى أن لا يبلغني الله إياه، وكل مرة يخرج الشهر أشعر بأني من الذين لم يقبلوا
ج/ الحمد لله وحده.
تألّمتُ من كلامك هذا.
أيها السائل، هذا بسبب تفريطك في العلم بالله، وشرعه، ومنّته عليك بالتكاليف المفروضة الواجبة.
وأنا بحمد الله وفضله ومنّته؛ دائم التأمّل في نعمة الله علينا، بفرض الفرائض.
ولا بدّ في كلّ مرّة أن أفكّر: ماذا لو لم يفرض الله الطّاعة الواجبة؟
الصلاة الواجبة، والصوم الواجب، والزكاة والحجّ؟
ماذا لو قال الله: من أطاعني دخل الجنة.
وقال: الطاعة صلاة وصيام وصدقة وحجّ وأمور أخرى.
وقال: فمن لم يحصّل القدر النّافع المجزئ الذي يستحق به رحمتي، من الطّاعة؛ فمصيره النّار، لأنّه لم يزكّ نفسه التّزكية المطلوبة.
ماذا لو قال الله لنا ذلك، ثم لم يبيّن لنا تحديد ذلك القدر الذي نزكو به، وينفعنا ليرحمنا الله، ويدخلنا الجنة، ويزحزحنا من النار؟
أليس كان العقلاء منا ماتوا من القلق والخوف، مهما كانت أعمالهم؟
بل أعظم من ذلك: ألم تكن نفوسنا البائدة هذه، وشياطيننا الرجيمة تلك؛ قد ذهبت بنا كلّ مذهبٍ في التأويل وصولا إلى التقصير في تلك "الطّاعة" التي لا نعرف تحديدا لها؟
يا أخي..
التكاليف الفرائض الواجبة: نعمة عظيمة، إنها خطّة إلهية مرسومة حتى تنجو، كيف لا ترى هذه النعمة العظيمة، كيف لا تحبها، كيف لا تشكر الله المنعم الرحيم عليها؟
لقد ذهب الأعرابي يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الفرائض، واكتفى بذلك، وحلف ألا يزيد ولا ينقص، ذاك حديث مشهور.
أتوقف أنا كثيرا مع الأعرابي..
أتعجّب من عقله.. ذهب للرسول ويشغله سؤال واضح..
يقول: أنا أصدقك، وأريد الجنة، حدّد لي أعمالها.
ربما كان في ذهنك بعض الأفكار السلبية عن رمضان، وأذكر أن مثل هذا السؤال جاءني في العام الماضي. . لا أدري إن كنت أجبته.
أحب الفريضة وائتها، بدون أن تكرث نفسك بأعمال زائدة.
صم الفريضة، وكف الشرّ والمعصية عن نفسك وعن الناس، وادع الله أن يقبلك.. هذا خير عظيم.
وليس عليك من وراء ذلك شيء.
لكن إياك أن يتغير قلبك على نعمة الله عليك، فقد امتنّ الله عليك بهذا التبيان.
وإياك أن يتغير قلبك على ما أنزل الله من الهدى والرحمة ومواسم المغفرة.
يغفر الله لك.
الشيخ خالد بهاء الدين
- هاك سرٌّ آخر لم تخبرني به ولكني أعلمه، لربما أنت لا تحب رمضان..!
تراقب الأيام المتبقية عليه في قلق، تتضايق حين ترى زينته، تعتبر هؤلاء الذين يبالغون في الفرحة بقدومه أنهم مدّعون، لا تفهم ما المقصود بـ (اللهم بلغنا رمضان)، ما هي المزية الكبيرة من هذا؟
الشياطين التي تُصفّد؟ أنت راقبت نفسك عدة سنوات ولاحظت أن ذنوبك لا تتأثر بهذا، بل ربما تزيد.. الصيام الذي سيأجرك الله عليه؟ أنت تشعر من داخلك أن شيئًا ثقيلًا على نفسك كالصيام لا يمكن أن يأجرك عليه ذلك الإله الذي يطلع على مكنونات الصدور.. صلاة التراويح والقيام؟ ها أنت ذا تتذكر حين تنهض متثاقلًا عن مائدة إفطارك وكل أملك في أن تنام أو تستلقي ولكنك تذهب بدلًا من هذا إلى المسجد لتقف ساعة أو ساعتين، تتساءل الآن بصوت خافت: هل حقًا أحب صلاة القيام؟
قالوا لك أن رمضان شهر القرآن والتعبد والدعاء والتوبة والإنابة إلى الله.. المشكلة أنك لا ترغب في أن تفعل ذلك الآن، لم تستعد نفسك بعد بأن تدخل إلى محراب العبادة الآن فقط لأنه من المفترض لها أن تفعل ذلك، أنت لا تشعر بكبير رغبة في أن تقترب من الله الآن، ولكنك تشعر بالعبء في أنك لو لم تقترب منه أكثر في رمضان فأنت أسوأ بالفعل مما تعتقد، وأسوأ من معظم المنافسين من حولك.. بالمناسبة، أنت تكره المنافسين من حولك، فهم يشعرونك بأنك أسوأ دائمًا..!
يا حبيبي هوّن على نفسك.. فالأمر ليس كذلك..!
لا تفكر في رمضان على أنه موسم مشقة ونفير وحرب، فكّر فيه على أنه هدية مجانية من السماء تأتيك وأنت في أشد الحاجة إليها، حين نظر إليك الله فعلم أنك لا تقدر على كثير عبادة واجتهاد فخصّص بعض أيامه بأجور مضاعفة، فتجتهد في القليل لتحصّل به كل ما فاتك طوال العام ويزيد.
لا تفكر في رمضان على أنه منافسة بيننا بمن قد فاز ومن قد خسر، وتشعر بالحسرة والغبن كلما رأيت من هو أنجح منك، بل فكر فيه على أنه اختبار جماعي نخوض فيه، فما تراه من نجاح الناس من حولك ينبئك بسهولة الاختبار حقًا، وأن عليك أن تستبشر بأن نسبة اجتيازه أعلى مما تظن.
لا تفكر في رمضان على أنه محطة انطلاق من شخصك المتواضع إلى نسختك العصريّة من أبي بكر أو خديجة، أنت لست صحابيًا ولست متنسكًا ولن تكون كذلك في الساعات التي تفصل مغرب آخر أيام شعبان بأول صلاة تراويح.. فكر فيه على أنه محطة تحلية من نسختك الحالية إلى نسخة أجمل منك بقليل.. فكر فيه على أنه محاولة يسيرة منك لأن تكون أفضل قليلًا من ذي قبل، هي فروقات يسيرة في أعيننا ولكنها في عين الإله أكبر من ذلك بكثير، إنها إرادة النجاة.. والله ينجّي دائمًا ذلك الذي يريد النجاة.
لا تفكر في رمضان على أنه مجرد وقت يجب فيه أن تقترب من الله، ولكن فكر فيه بأنه وقتَ أن أحب الله أن يقترب منك..!
دكتور مهاب السعيد
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة