نصيحة منفرة
كتب بواسطة أفنان الجعر
التاريخ:
فى : شباب بنات
1457 مشاهدة
ذهبت لأتعلم تجويد القرآن، كانت الغرفة مليئة بالفتيات، ألقيت السلام ودخلت وعندما شاهدتني المسرفة قالت لي أمام الجميع: ماذا صنعتِ بحاجبيكِ؟ انسحبتُ بسرعة من الغرفة وأنا أبكي، وأقسمت أن لا أدخل إلى مركز أتعلم فيه، هل تنصحينني بأن أذهب إلى نفس المكان لأنه الأقرب لي؟ لا أعرف المواجهة لذلك أسكت.
ج / أخطأت المعلمة، وتجاوزت حدها..
وأخطأتِ أنتِ حين تركت المكان من أجل شخصية لم تُوفّق في هذا الموقف..
لو ظليت عمرك كله تكون ردة فعلك انسحابية، ستفوتك كثير من المصالح..
إما أن تواجهي بأدب..
أو تتجاهلي مترفّعة..
بهاتين الوسيلتين خوضي هذه الدنيا..
ولا تحرمي نفسك الخير وأهله..
القرآن سيتولى تهذيب كل ما تتجاوزين به، القرآن سيجعلك أحلى وأقرب، وليس من شأنها محاسبتك بهذه الطريقة، لكن هذا لا يعني أن تنأي عن المكان بسبب واحدة فيه..
وفرضًا لو بلغت ذنوبك عنان السماء، هذا لا يمنحها حق المحاسبة، ولا يسوّغ لك الامتناع عن أماكن العافية والصلاح..
حقك عليّ..
على راسي..
آسفون بالنيابة..
وسلامة خاطرك..
.............
أنصحك بالعودة، واكتبي لها ورقة وأعطيها قبل أن تخرج..
اكتبي فيها:
( يلجأ الإنسان إلى مواطن الخير والصلاح باعتبارها ملاذًا من الدنيا ومن فيها وما فيها، ويتوقع أن يجد فيها الناصح الحنون، والأخ الرحيم، والعضد المبارك..
ولذا اعتبرت هذا المكان الذي يُتلى فيه كتاب الله، مكان حاضن ومصلح ولا شك..
وأنتم أهله، وأهل الضيافة فيه..
يشرد نحوكم التائه الموجوع من نفسه وذنوبه، أو المحتاج إلى معين يصبره على لأواء غربته، فكونوا به رحماء، وخبئوا له النصيحة كما يخبئ أحدنا عيبه عن عيون الناس، ولا تحملكم الغيرة على الدين أن تغلظوا القول في وجه المقصر، فإن الله بعث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم بشيرًا راحمًا، والله قال في كتابه: " واخفض جناحك"..!
كنتُ قد تركت هذا المكان بعد موقف أحرجني أمام الجميع، لكنني عدت إليه لثقتي أنكِ معلمة صالحة، وتجد الطالبة عندك حياة قرآنية لا تُفوّت..!
تحيتي وتقديري ودعواتي)
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن