أم رائعة وطالبة ناجحة.. هل هذا مستحيل؟
كتب بواسطة أسماء الجراد
التاريخ:
فى : شباب بنات
1253 مشاهدة
كان من الصعب على فتاة طموحة أن ترى صديقاتها يتخرجن في الجامعة، ويدخلن مجال العمل، ويحققن النجاحات المتتالية، في حين أنها تجلس في المنزل ترعى الأطفال، وتكُون مَهمتها الوحيدة هي أنها (رَبَّة منزل)، وهو أمرٌ لا عيب فيه ولا خجل ولا انتقاص إن فهمنا حقًّا أدوارنا في الحياة وما يجب علينا أن نقدمه في الدنيا، وأنَّ النجاح يمكنه أن يتمثل في أحدهما، ولكن ماذا لو كانت الفتاة الطالبة زوجة وأمًّا معًا؟
على الرغم من أنه يمكن للعديد من الأمهات أن يجمعن بين الدراسة وبين مهامها أُمًّا، ولكنها ستكون مرحلةَ ضغط نسبي من حياتها لمن ليس لديها دراسة وتحضير واجبات وغير ذلك، كما أن فترة الاختبارات هي ضغط مضاعف، وعلينا أن نفهم أولوياتنا ونحاول أن نوازن بين الأمور، حتى تمر هذه المرحلة وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي ..
ألخص جزءًا من الأفكار التي ساعدتني وساعدت الكثيرات على الجمع بين النجاح الدراسي ورعاية الأسرة فيما يلي :
– كوني واقعية: فلا تحملي نفسك مواد كثيرة بحجة الانتهاء السريع من الدراسة، أو تضيفي لنفسك مهامَّ أخرى وارتباطات خارجية من عمل وزيارات ونزهات أخرى، وعليك أن تركزي على الدراسة والعائلة وحسب، وتلغي كل ماسواهما.
– ركزي على الأولويات: فقراءة كتاب خارج المنهج ليس ضروريًّا، والانخراط في دورات تدريبية أو عمل إضافي سيزيد أعباءك، مشاهدة الأفلام ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي من أكبر الملهيات ومضيعات الوقت ومبددات للجهد.
– كوني صريحة واطلبي المساندة: من المعلمات أو الأساتذة الجامعيين وأخبريهم بظروفك وإن كان لديك طفل يحتاج لعناية أو مشاكل صحية، وكوِّني علاقة جيدة معهم، وابْقَي على اتصال دائم بهم، اطلبي المساعدة من زوجك وأقاربك وصديقاتك وأخبري أبناءك عما يحدث معك وماذا يترتب على دراستك، وقسمي عليهم بعض المهام التي يمكنها أن تخفف عنك بعضًا من مسؤولياتك تجاههم.
– التنظيم والتخطيط أهم عاملَين في نجاحك وتفوقك الدراسي: التنظيم الذي يبدأ في الأيام العادية والإجازات ليستمر في أيام الدراسة والاختبارات على الروتين نفسه، خططي لإدارة المنزل وتدبير شؤون الأطفال وكيفية إعداد الوجبات، واهتمي بتجربة أسهل الوصفات وأسرعها وكتابتها، وعوِّدي نفسك تسريعَ قدرتك على التنظيف والترتيب.
– اهتمي بالتجهيز المسبق: جهزي بعض الوجبات وطعام الأطفال وبعض الوجبات الخفيفة كالفواكه المجففة والعصائر والحلويات والمكسرات، اجمعي المهام الأسبوعية المنزلية في يوم واحد، ويمكنك إحضار مساعِدة خارجية كعاملة أو أحد الأهل، وخصصي وقت الاستراحة أو ساعة من النهار لترتيب سريع للمنزل، واستغلي وقت الصباح الباكر استغلالًا للبركة.
– لا تتوقفي عن ممارسة الرياضة الخفيفة: فهي مهمة لتحسين المزاج وتعديل النفسية فالجلوس الطويل يزيد الخمول والكآبة، وتذكري قاعدة (25 دقيقة للاستذكار و10 دقائق للراحة).
– اهتمي بالنوم الصحي: الذي لا يقل عن 7ساعات في اليوم، وابتعدي عن السهر، وخصصي الصباح الباكر للاستذكار حيث صفاء الذهن وقلة المشتتات، ولا تجعلي هذه الفترة تلهيك عن صلواتك وأذكارك، ولا تنسَي صلاة الوتر والصدقة والدعاء بأن يعينك الله ويوفقك ويساعدك.
– مكانًا للاستذكار: في أيام الامتحانات اختاري مكانًا للاستذكار بعيدًا عن الملهيات والتلفاز والسرير وطاولة الطعام؛ حتى لا يتشتت الذهن بمقاومة الأكل والنوم واللهو.
– لا تضيعي وقتك: لا تستهلكي وقتك في الأحاديث الجانبية والمجادلات والمراسلات، ولا تشغلي ذهنك بأمور بعيدة عن دراستك، وتستنزفي طاقتك، وتبددي وقتك.
– احذري من القلق: فالشخصية القلقة تهرب من الضغوط بالعمل المضاعف وإشغال نفسها بأمور يمكن تأجيلها لاحقًا؛ فترهق نفسها، وتضيع جهودها، كأن تهتم بنظافة مكان غير مهم أو شيء غير مطلوب أو قراءة كتاب أو القيام بنشاطات أو استقبال ضيوف أو الخروج لنزهات.
– اشغلي أطفالك: حاولي إشغال أطفالك حتى لا يشغلوك بأعمال معينة ونشاطات وبرامج وتخصيص وقت محدد للتلفاز والحاسب يمكنك استغلاله في الاستذكار.
– تستحقي المكافأة: تواصلي مع مَن هم في مثل ظروفك ووضعك، ولا تشعري بالذنب لكونك تستقطعين جزءًا من وقتك، وتظنين أنه بلا فائدة؛ فكل ما تقومين به هو فعلًا لأجل عائلتك ومستقبلك؛ فالدراسة والتعلم تنمي لديك العديد من المهارات، وتمدُّك بالأفكار وتطورُ قدرتك على فهم الحياة وطرق التعامل وفهم النفسيات؛ فلا تستهيني بذلك، وكافئي نفسك وعائلتك بعد كل إنجاز ونجاح وعوضيهم عن تلك اللحظات في فترة الإجازات.
وأخيراً أسأل الله التوفيق لكل أم تسعى لأن تتفوق وتجتهد لتبني أسرة مثقفة متعلمة، ولا تستسلم للجهل والسكون أو تبقى في منطقة الراحة دون بذل الجهد والسعي والعمل.
المصدر : منارة نور
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة