هل يمكننا إلغاء إقامة الحدود في الإسلام؟
كتب بواسطة الدكتور حاكم المطيري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1324 مشاهدة
هل يأثم من يرى أن العقوبات البدنية كالجلد يجب أن يستبدل بها غيرها، وذلك للحفاظ على كرامة الإنسان في هذا الزمان الذي لا يناسبه مثل تلك العقوبات؟
ج/ لا إله إلا الله!
ويحك آمن إن وعد الله حق!
سبحان الله!
آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ونبيا!
كيف يجرؤ مسلم على مثل هذا القول والإيمان لا يتحقق إلا بالقبول بحكم الله والرضا به والتسليم له!
فالله يقول: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ ويقول في حد الزنا والقذف ﴿الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر.. والذين يرمون المحصنات... فاجلدوهم ثمانين جلدة...﴾!
تدبر قوله: ﴿إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر﴾!
ثم من الذي يحدد كرامة الإنسان غير الذي خلقه؟ وما الذي يجعل عقوبة الإعدام بالصعق الكهربائي أو غرفة الغاز مثلا كما في أمريكا مقبولة ولا تنافي كرامة الإنسان بينما الجلد ينافيها؟
من يتصورون أن حد الجلد ينتهك كرامة الإنسان لم يبنوا هذا التصور على أساس عقلي أو علمي أو فطري؛ وإنما بنوه على أساس نفسي خاضع لمؤثرات الثقافة الغربية الغازية الغالبة التي تحدد هي ما هو الخير والشر والحسن والقبيح ليصبح زواج المثليين أمرا مقبولا وحرية شخصية، وتعدد الزوجات أمرا غير مقبول، لا لشيء إلا لأن الثقافة الغربية تقرر ذلك!
إننا أمام ثقافة مهزومة مصابة بالهذيان المعرفي تريد أن تتفصى من كل أحكام الإسلام التي يرى الغرب أنها تنافي ما يراه هو كرامة الإنسان وحريته ابتداء من لباس المرأة وحفظها لعفافها وانتهاء بالحدود التي شرعت لحفظ كرامة الإنسان!
ثم ما الذي يجعل سجن الإنسان بسبب تغريدة أو مقالة خمس أو سبع سنوات أمرا مقبولا كما تقضي به أكثر القوانين الوضعية في الدول العربية بينما حكمه لا يتجاوز ثمانين جلدة وهي أقصى عقوبة للقاذف في الشريعة لو افترض أنه قذف الملك أو الرئيس!
فأيهما أرأف وأرحم جلده ثمانين أم سجنه ثلاث أو خمس أو سبع سنين!
إن الذي شرع الحدود هو الله الذي قال: ﴿ولقد كرمنا بني آدم﴾ وقال: ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ وقال: ﴿ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم﴾!
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!