تخيل
الخيال مهارة ذهنية لها القدرة على استحضار صور من الماضي أو تركيب صور جديدة من واقعنا لما نرغب أن نحصل عليه، ويشمل الصورة واللونَ والإحساس والصوت والمَلمس. وعرّف جورج برناردشو التخيّل بقوله: هو بداية الابتكار. وقال ألبرت أينشتاين: التخيّل أهم من المعرفة. ونشير إلى أنّ هذه المهارة يمكن تنميتها وزيادة كفايتها بالتدريب.
وقد أكدت العديد من الدراسات أهمية الخيال وأثره على الإنسان من العديد من النواحي؛ فها هو الطبيب جيرستن يقول: «ثمة دليل قاطع على أن استخدام التخيل يمكن بطريقة مثيرة أن يحسِّن نوعية الحياة...».
وأثبت د. أنيس الشيخ أستاذ علم النفس الطبي بجامعة «ميلواكي» أن العلاج بالتصور يمكن أن يخفض من ضغط الدم المرتفع ويبطئ من تسارع القلب ويكافح الأرق والسُّمنة والمخاوف المَرَضية وغيرها؛ ونشير هنا إلى أنّ القدرة على التخيل متفاوتة بين الأفراد.
الآن، كيف يمكننا أن نمارس هذه المهارة؟
بداية لا بد من أن نتعرف على بعض قوانين عقلنا اللاواعي لكي نستخدم الخيال بطريقة إيجابية؛ فإنّك إن تدرّبت من خلال الخيال على رؤية نفسك تؤدي أهم وأخطر القوانين بشكل مناسب فإنك ستؤديه حتماً، لأن العقل اللاواعي لا يفرِّق بين الحقيقة والخيال؛ لذا يمارس العديد من الناس تمرين المرآة الذي يساعد على أداء المهمة المطلوبة بشكل متقن ورائع. ولنتعرف على كيفية استخدام أسلوب المرآة: تنظر إلى صورتك في المرآة كل صباح وتقول: «أنا شخص ناجح, أنا شخص ذو قيمة, ولن يستطيع أحد الوقوف في وجه تحقيق أهدافي بإذن الله تعالى...» يرافق ذلك صورة ذهنية واضحة لما تريد، مع شعور كأنك حصلت على ما تريد، وبينما تردد تلك العبارات مؤمناً بأنها حقيقية قف منتصب القامة مشدود البطن مفرود الصدر مرفوع الرأس، واشعر بتيار من الطاقة والقوّة والإصرار يسري في أوصالك، ثم قُل لنفسك وأنت تنظر في عينيك: «سأحقق كل ما أريد طالما أنّه يُرضي الله عز وجل»، وصَدِّق ما تقول.
وهناك قانون آخر مهم جداً يخصّ العقل اللاواعي: إن الكثير ممن يعانون من القلق أو الرهاب الاجتماعي أو الوساوس القهرية إنما يعانون من التخيل السلبي، فعليك أن تحقق الانسجام بين ما ترغب في تحقيقه وما تتخيله وتضعه في عقلك لتحقق ما تريد، وتذكر أنه «تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغيِّر حياتك، إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك، ولا تدع فرصة لشكوكك لكي تخمده، فمن الممكن أن يصبح حلمك حقيقة تغيِّر حياتك» كم قال: ويلي جولي.
لذلك حدِّد أهدافاً لأحلامك، وحدِّد ما تريد، وانطلق بكل ثقة وثبات، مع كل أمنياتي لكم بأن تصبح أحلامكم حقائق.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن