فصل الربيع.. الأزمة التنفسية..الربو.
في البداية، دعونا نقر أنه لا يوجد غذاء خاص لعلاج الأزمة. إن تناول الأشربة المحتوية على الكافيين من شأنها أن تخفف من حساسية ...القصبات الهوائية مدة ساعة أو ساعتين، لكن استخدام البخاخ أكثر فاعلية وقوة منها.
إلا أنه من ناحية أخرى، الغذاء الجيد يشكل جزءا من خطة متكاملة للتداوي من الحساسية. تماما مثله مثل التمارين المنتظمة؛ فالغذاء الجيد شيء طيب لكل إنسان على وجه البسيطة. وبملاحظة أن الناس الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم درجات حادة من الحساسية أكثر من غيرهم، فإنه من الجيد لأن تسعى للحصول على وزن طبيعي كطريقة من طرق علاج حساسيتك أو التخفيف من إزعاجها.
أيضا، فإن بعض الباحثين رأوا أن هناك بعض الأغذية، التي (قد) تلعب دورا في التخفيف من حدة هذه الأزمة التنفسية. هذه الدراسات بحاجة إلى المزيد من التدقيق والتمحيص، لكن لا يضرنا الإشارة إليها هنا:
مفهوم الحساسية – الأزمة تطور في العقود الثلاث الأخيرة فقط. ويعتقد الباحثون أن التغيرات الجذرية التي تعرض لها غذاؤنا لعب دورا ممتازا في تطور هذه الأزمة لتصبح منتشرة انتشارا واسعا لدى الناس. بعض الباحثين يعتقدون أن هناك ارتباطا مباشرا بين تطور الأزمة وبين ميل الناس بشكل عام إلى عدم تناول الخضار والفواكه الطازجة، والاعتماد أكثر على الأغذية المصنعة.
هناك أدلة تفيد أن تناول الناس لأغذية تحتوي على كميات وافرة من فيتامينات ج، هـ ، بيتا كاروتين، فلافونويدس flavonoids.. وعناصر المغنيسيوم، السيلينيوم، والحمض الدهني أوميغا 3 يقلل من احتمالية اصابتهم بالأزمة التتنفسية. معظم هذه المواد هي مضادات أكسدة، والتي تحمي خلايا الجسم من الإنهيار.
دراسة حديثة أخرى أظهرت أن المراهقين الذين لا يهتمون بنوعية غذائهم، فلا يتناولون كميات كافية من الفواكه والأطعمة المحتوية على الفيتامينات أعلاه، هم في الأغلب سيمتلكون وظائف رئة ضعيفة. ودراسة أخرى في عام 2007م أظهرت أن الأطفال الذين اعتادوا على تناول غذاء غني بالمكسرات – الفواكه ستقل احتمالية اصابتهم بأعراض الأزمة التنفسية.
وهذا يقودنا إلى السؤال التالي:
ما هو الغذاء الذي علي أن أتناوله، أو أوفره لطفلي، لتفادي مخاطر الأزمة التنفسية؟
- تناول كميات وافرة ومتنوعة من الخضار والفواكه الطازجة.
- تناول أغذية تحتوي على الحمض الدهني أوميغا 3: وهو يتواجد بكثرة في السمك مثل التونا والسلمون والسردين، وبعض النباتات لعله من أبرزها بذور دوار الشمس النيئة.
- تجنب الأغذية المحتوية على الدهون المتحولة: كل الأغذية التي تحتوي على الزبد والسمن النباتي ليست جيدة، مثل المارغرين والأغذية المصنعة التي تدخل فيها. وتزيد من احتمالية تفاقم الأزمة التنفسية وغيرها من الأمراض مثل أمراض القلب والشرايين.
- تجنب الأغذية المثيرة للحساسية لديك.
هناك الكثير من الناس لديهم حساسية ضد اللاكتوز، ولكن هذه لا تعتبر حساسية حقيقية ولا تطور مرض الأزمة الصدرية أو الربو. فقط 2% من الأشخاص لديهم حساسيات حقيقة ضد بعض الأطعمة، مثل المكسرات.. البيض.. السمك وغيرها. إن عدم ابتعاد هؤلاء الأشخاص عما يسبب لهم الحساسية قد يسبب لديهم أزمة تنفسية مدى الحياة، وقد يؤدي ذلك إلى تشنج القصبات الهوائية مما يستدعي تدخلا طبيا عاجلا.
- حساسية المواد الحافظة: إن السلفايت Sulfites، وهو مركب يستخدم في الصناعات الغذائية للحفاظ على طازجية المنتج ومنع تعفنه، يمكن أن يتحول بعد أكله في الجسم إلى مركب sulfur dioxide والذي من شأنه أن يثير الرئتين.
- اضطراب الارتجاع المعدي المريئي Gastroesophageal Reflux (GERD) Disorder : إن 70% من الأشخاص الذين يعانون من الأزمة الصدرية لديهم هذا الاضطراب، حيث يتصاعد فيه حمض المعدة إلى المريء بدون أن يبقى في المعدة. وقد يحدث ذلك بدون الشعور التقليدي بالحرقة في المريء وباب المعدة. إذا كنت تعاني من هذا الارتجاع فإن عليك أن تتناول الدواء الخاص به، ويساعدك أيضا أن تخفف من وزنك، أن تتناول وجبات صغيرة بدلا من وجبة رئيسية كبيرة، وتخفف من تناول الكافيين وأي غذاء من شأنه أن يثير لديك هذا الارتجاع، خصوصا في وجبة ماقبل النوم
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن