حتى لا نصاب بإدمان الشاشات في الحجر الصحي
يعد الالتزام الطوعي بالحجر الصحي المنزلي الوقائي هذه الأيام ظاهرة صحية، سواء في المنزل أو في المهجر لمن هم خارج وطنهم ينتظرون الإجلاء والعودة، وثمة أنظمة تفرض هذا الحجر بقوة القانون.
وكذا الالتزام بالحجر القانوني للمشتبه بهم، وبالأخص العائدين من السفر، والمخالطين.
ومع أهمية الحجر؛ فإن ثمة مخاطر تربوية يجب التنبه لها حتى لا نفر من وباء ونقع في وباء آخر، ومن ذلك وباء "الإدمان على الشاشات" والألعاب الإلكترونية الذي توفر له أجواء البقاء الطويل في المنزل أو المحجر فرصة ذهبية للتفشي، في ظل غياب تخطيط الأسرة أو الفرد لكيفية الاستفادة من هذه الأيام، ونتيجة الشعور بالملل، ومن أجل تزجية الوقت.
ولهذا الإدمان مخاطر متعددة على صحة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، وقد يبدأ هذا السلوك بصورة مؤقتة في فترة الحجر، ويتحول بعد ذلك إلى عادة في الظروف الطبيعية. ويستوجب ذلك تنبه الفرد لوقته، والتخطيط لكيفية قضاء الوقت مع الأسرة والأبناء، أو الإخوة والأصدقاء، بحسب مجموعة الحجر.
ومن النصائح التي أقترحها للأسرة في التعامل مع الشاشات بهذه الفترة ما يلي:
١) الاتفاق الجماعي على وضع قواعد لتنظيم فترة البقاء في المنزل، وأن يشارك الجميع بإبداء الرأي (يعني وضع خطة زمنية لكل يوم بمشاركة ومباركة الجميع).
٢) تخصيص أوقات محددة تحديداً صارماً لمواقع التواصل الاجتماعي، والولوج إلى الإنترنت، مع التخطيط المسبق لهذا الولوج بالاستفادة من البرامج المفيدة والتعليمية ومواقع المكتبات العلمية التي قدمت تسهيلات خاصة بالتزامن مع أيام الحجر الصحي.
حتى لو كان الموجودين لا يرغبون بالقراءة، فلتكن مواقع مفيدة، وألعاب تعليمية قدر المستطاع.
٣) الاستفادة من الحجر في التواصل المباشر مع الأبناء في أوقات الطعام، وشرب الشاي والقهوة والمكسرات والبسكويت، وفتح مواضيع حوارية تهم الجميع.
٤) ممارسة الرياضة بأنواعها البسيطة، بأسلوب مرح، ومن لديه حوش فليستغله لتغيير الأجواء، أو الصعود الى السطح، حسب المتاح.
٥) مشاهدة بعض البرامج بصورة جماعية).
٦) ممارسة الألعاب اليدوية والحركية الجماعية؛ مثل: الدامة، والبليارد، والدومنة، وأونو، ومونوبولي، وألعاب الورق (هاند، كوت.. فهي تنمي الذهن رياضيًا).. وغيرها من الألعاب الحديثة التي يعرفها الشباب والأطفال، ولا يستكثر الأب أو الأم اللعب معهم، فهما جزء من نجاح المحجر).
٧) تلافي بقاء الأجهزة الإلكترونية في غرف نوم الأطفال).
٨) ترك مساحة للأطفال لممارسة بعض الأنشطة باستقلالية (الرسم، التمثيل.. الخ).
٩) تنظيم مسابقات ثقافية ومتنوعة وحركية، مع تشجيع الأطفال على إظهار مواهبهم، وربما تكون أيام الحجر فرصة لاكتشاف بعض المواهب.
١٠) ليكن للمطبخ جزء بسيط للأبناء، أياً كانت أعمارهم؛ يشاركون فيه ولو باليسير، فهذا ينمي فيهم استشعار المسؤولية.
وأعتقد لو أن كل شخص عزم على إدارة الوقت وتنظيم المحجر، لخرجت أفكار كثيرة وجميلة وغريبة، بدل الإدمان على الأجهزة الذكية، والشاشات الجلية، والألعاب الالكترونية .
المصدر : مجلة المجتمع
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة