مأساة ملحد
كان كثيرًا ما يدخل صفحات الفيسبوك وتويتر ليستهزأ بالإيمان والمؤمنين، دون أن يَدري حقيقة ما يقول.. يكفيه أن يستخف بالغيب، والقبر، ويمجّد العلم والعقل.. لكنّه كان يموت كلّ ليلة لمّا يخلو بنفسه؛ إذ يأكله الشك وتنخره الحيرة..
ملأ سمعه خبرُ الفيروس، وحالات العدوى المتكرّرة، وعذابات التنفّس كأنّه من ثقب إبرة.. ثم ماذا!! إنّه الموت يسعى إليه حثيثًا.. ولكنّه لم ير في حياته ما يهنأ به باله؛ أمن عذاب إلى عذاب؟!
لقد كان يكره الظلام، ووحشة الغرفة منفردًا.. والآن قد يتلقّفه القبر في وحشة أعظم.. هل حقًا سينتهي كلّ شيء مع توقّف النبضات.. أمّا أنّ العين عندما يغمضها الموت، ترى الوجود الحق والغيب عيانًا! أجحيم في دنيا الناس وجحيم بعد الممات؟!
ماذا لو صدق الحديث القائل: “عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له”؟.. لقد فاز المؤمن بصبره -إذن- عندما لم يصبر الملحد.. فاز بثباته صامدًا على الأرض، وفاز بأجر الصبر عند وزن العمل يوم الحساب.. ولم يبق للملحد إلّا تجرّع مرّ الحسرة..
عاش باستخفاف في عالم ناطق بوجود الخالق البديع.. لم يكلف نفسه الاجتهاد لطلب أسئلة الوجود الكبرى.. عاش سطحيًا، يردّد الشعارات الساخرة، ويحفظ مغالطات ساذجة.. عاش غافلًا عن العلم، غافلًا عن الشوق إلى الحقيقة، غافلًا عن أنّ الحياة قصيرة جدًا مهما طالت، وأنّ الموت قريب جدًا مهما بعد.. عاش أعمى.. ويموت أعمى، ويُحشر أعمى.. “قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا؟! قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ”!
اللهم لك الحمد؛ فإنّنا ما ازددنا بالبلاء إلّا بصيرة أنّنا على الحق.. اللهم كما أدخلتنا جنّة الدنيا بنعمة الإيمان، فأورثنا نعيم الآخرة في الجنان!
المصدر : صحيفة الأمة الإلكترونية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن