١- ما هو الصوم ؟ .
الصوم هو الإمساك أي الإمتناع عن جميع المفطّرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.
2- ما حُكم الصوم ؟وعلى من يجب ؟
هو فرض عين على كل مكلف (مسلم، بالغ، عاقل) صحيح ، مقيم ، قادر وعلى الأنثى الطاهرة من الحيض والنفاس .
فلا يجب على الصبي ولكن يجب على ولي أمره تعويده عليه ولو بالتدرج ، إذا كان مميزا وقادرا عليه .
ولا يجب على المريض إذا كان الصوم يسبب له مشقة شديدة أو يضره أو يؤخر شفاءه .
ولا يجب على المسافر سفرا مباحا طويلا أقله ( ٨٣ كلم ) مهما كانت وسيلة السفر .
ولا يجب على العاجز بسبب الهرم إذا كان الصوم يسبب له مشقة شديدة ، ولا على الأنثى الحامل أو المرضع إذا كان الصوم يسبب لها مشقة شديدة أو ضرر لها أو لجنينها او رضيعها .
3- ما الحِكمة من الصوم ؟
تهذيب النفس وكبح جماح شهواتها والإرتقاء بها إلى رتبة التقوى ( لعلّكم تتقون ) والتقوى كما قال طلق بن حبيب رحمه الله : هي طاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ، واجتناب معصية الله على نور من الله تخشى عقاب الله .
4- ماهي أركان الصوم ؟ وما هي مبطلاته ؟
الأول: النية: معناها القصد ومحلها القلب وشروطها :
أ ـ التبييت: أي تحقق النية في أي جزء من الليل.
ب ـ التعيين : أي تحديد نوع الصيام، فيعزم في قلبه صيام نهار غدٍ من رمضان طاعة لله تعالى أو إيمانا واحتسابا ،أو نحوها ... ولا يُشترط التلفظ بذلك.
ج ـ التكرار: أي أن ينوي كل ليلة عن صيام اليوم المقبل من رمضان ، عند جمهور الأئمة .
أما عند الإمام مالك - رحمه الله - : فيكفي نية واحدة من أول ليلة من الشهر عن رمضان كله..
الثاني: الإمساك عن جميع المفطّرات وهي:
ـ الأكل أو الشرب عمداً ولو قليلاً، وصول عين (أي جسم تراه العين المجردة) إلى الجوف عمْداً من منفذ مفتوح (كالفم والأنف والأذن والقُبل والدُبر) فالقطرة في الأذن أو الأنف مفطرة وتعاطي السجائر والنرجيلة مفطر ، وكذلك الحقنة في الشرج ( مدخل البدن ) أو الميل في القُبل والفحص النسائي ونحو ذلك .
ـ القيء المتعمّد (الإستفراغ)، أما من غلبه القيء فلا يفطر.
ـ الوَطء عمداً (أي الجماع) ولو من غير إنزال للمني.
ـ الإستمناء، أما الإحتلام (ليلا أو نهاراً) فليس من المفطّرات.
ـ الحيض والنفاس فإن طرأ على المرأة شيء منهما بطل صيامها.
ـ الجنون ولو لحظة .
- الإغماء بياض اليوم كله .
- الردة عن الإسلام – أي الكفر – والعياذ بالله ولو مازحا أو غاضبا .
5 - ماهي شروط صحة الصيام؟
أـ الإسلام، فلا يصح من كافرأصلي أو مرتد، ب ـ العقل فلا يصح من مجنون أو طفل غير مميز أما الصبي المميز فيصح منه وينبغي تعويده عليه، جـ - طهارة الأنثى من الحيض والنفاس.
6 – ماذا يباح للصائم ؟
الإغتسال،المضمضة والإستنشاق من غير مبالغة، تنظيف الأسنان بالسواك او الفرشاة والمعجون وتذوق الطعام من غير ابتلاع ، القطرة في العين والحقنة (أي الإبرة) في الوريد والعضل عند الضرورة، كما يباح مداواة الجروح ووضع الدهون على الجلد و التخدير الموضعي وقلع الضرس وإن أخّره إلى الليل أفضل ، كما يباح التبرع بالدم أو الحجامة مع الكراهة ويباح فحص الدم ، أما المصل المغذي فالأفضل تركه و كذلك بخّاخ الربو .
7 - ما الفدية ؟ وما مقدارها ؟
هي مقدار من الطعام أو المال يجب إخرجها في الحالات التالية :
- العجوز الذي يُجهده الصوم ولا يستطيع القضاء ، المريض مرضا مزمنا لا يرجى برؤه ، من أفطر بعذر وتساهل في القضاء فأخره حتى دخل عليه رمضان آخر. أما من استمر عذره حتى دخل رمضان آخر، فلا شيء عليه إلا القضاء.
ومن مات قبل التمكن من القضاء فلا شيء عليه، ومن مات بعد التمكن ولم يقض صام عنه وليّه ندباً الأيام الباقية في ذمته، فإن لم يصمّ عنه وليّه ، وجب التصدق من تركته مقدارالفدية وتبرأ ذمته عند الله عز وجل .
أما مقدار الفدية – عند السادة الحنفية - فهي إطعام المسكين وجبتين مشبعتين متوسطتين أو قيمتهما نقدا وهي حسب بيان دار الفتوى في لبنان ( 9000ل ل ) عن كل يوم ، وعند السادة الشافعية ( 600غ ) من غالب قوت البلد عن كل يوم .
8- ماهي الكفارة ؟ وما مقدارها ؟
الكفارة هي ما يجب فعله على من جامع زوجته في نهار رمضان ، ذاكرا لصومه عالما بالحرمة ، غير مترخص بالسفر
وجب عليه قضاء ذلك اليوم و إخراج الكفارة العظمى وهي عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ويجب القضاء فقط على الزوجة الموطوءة إن كانت صائمة.
9 - ما هي آداب الصوم ؟
1ـ تعجيل الفطر بعد التحقق من غروب الشمس، وتأخير السحور إلى قُبيل طلوع الفجر قال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال أمتي بخير ما عجّلوا الإفطار وأخّروا السّحور) رواه احمد.
2ـ يُستحب أن يفطر على تمر فإن لم يجد فعلى ماء ثم يدعو بالدعاء المأثور (اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ، الحمد لله الذي أعانني فصمت ، ورزقني فأفطرت) رواه أبو داوود و ابن السُنّي { أنظر الأذكار: للنووي – رحمه الله - } .
3ـ يُستحب إكرام الصائمين وتفطيرهم ولو على تمرة. لقوله صلى الله عليه وسلم :(من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا يَنقص من أجر الصائم شيئاً ) رواه الترمذي.
4ـ يُستحب كف اللسان والجوارح عن فضول الكلام والأفعال، أما الكف عن الحرام منها كالشتم والكذب، والغِيبة والنميمة والوشاية، والاعتداء على الآخرين، وصون النفس عن الشهوات والشبهات، كالنظر إلى النساء وسماع المعازف وأكل أموال الناس بالباطل وقول الزور، فإجتناب ذلك واجب في كل وقت ويتأكد في رمضان قال عليه الصلاة والسلام : (من لم يدع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري.
5ـ يُستحب كثرة الذكر والصدقة، وتلاوة القرآن ومدارسته ومُجالسة أهل العلم و الصالحين والحفاظ على صلاة التراويح والإعتكاف ، لا سيما في العشر الأخير من رمضان.
10- ما هي صدقة الفطر وما مقدارها ؟
هي صاع من غالب قوت البلد ويساوي (2400) غراماً من القمح ونحوه ، ويجوز دفع قيمتها نقداً للفقراء والمساكين وأقلها عن الشخص الواحد 8000 ل ل حسب بيان دار الفتوى هذا العام . وهي واجبة على كل مسلم شهد غروب شمس آخر يوم من أيام رمضان، وكان عنده فضل من مال زائد عن حاجته وحاجة من يعول يوم العيد وليلته، ويخرجها عن نفسه وعمن تلزمه نفقتهم كالوالدين والابناء والزوجة وتُدفع للفقراء في أي يوم من رمضان وتستحب صباح يوم العيد قبل الخروج إلى الصلاة ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد غروب شمس يوم العيد.
ختاما :
اللهم بلّغنا رمضان و بارك لنا فيه وأعنا فيه على الصيام والقيام وقراءة القرآن، وعلى مكارم الأخلاق والصدقة والإحسان، وارفع عنا الوباء والغلاء والبلاء وتسلط الأعداء يا أرحم الراحمين .
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة