كورونا في رمضان..محنة أم منحة ؟!
كتب بواسطة إيمان عنتر
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1093 مشاهدة
كم حَزِنَّا عندما علمنا أن المساجد في رمضان هذه السَّنة لن تفتح أبوابها للتائبين الصائمين العائدين الى الله، الذين يريدون أن يغسلوا ذنوب سنة ماضية، وهم بأحرّ الشوق إلى لقاء هذا الشهر المبارك شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار.
قال عليه أفضل الصلاة والسلام:(أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ , وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ,مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ) حديث صحيح
قدَّر المولى عز وجل أن يكون رمضان هذا العام مختلف عن غيره بسبب جائحة كورونا، هذا الشبح المخيف الغير مرئي الذي أرعب العالم بأكمله، هذا الفايروس المسكين ماهو إلا جند من جنود الله عز وجل أرسله لنا المولى لحكمة إلهية، ودروس عظيمة للبشرية، وقد بدأت تحليلات البشر عن هذا الفايروس أنه غضب أرسله الله ليعاقب به العالم، ومنهم من نظر له نظرة إيجابية أنه مخلوق ضعيف مأمور بأمر الله، وقد اختلفت الآراء والتحليلات عن هذا الفايروس.
إذا نظرنا إلى هذا الفايروس نظرة واقعية نرى أنه بالفعل يحمل لنا منح كثيرة ومن أهمِّها توقف كل الملهيات التي تعدها شياطين الإنس للمسلمين وخاصة في هذا الشهر المبارك، كم من الحفلات الماجنة والسهرات في الخيم الرمضانية والبرامج الهابطة التي تُعدُّ لشهر رمضان حتى يفسدوا صيام المسلمين ويصدوهم عن العبادة في الليل والنهار وإضاعة أوقاتهم بالملهيات التي تسبب الذنوب والويلات.
ومن منح كورونا أيضاً نعمةُ اجتماع الأسرة للعبادة وتلاوة القرآن وفعل الطاعات وأعمال الخير والقربات بعد أن فرقتهم مشاغل الحياة وضيق الأوقات والانشغالات.
لقد تساوينا في هذه المحنة جميعاً فلا فرق بين غني وفقير أو عربي وأعجمي، فكلُّنا خرجنا من حَولنا وقوَّتِنا إلى حول الله وقوَّته، وعرفنا ضعفنا فمهما وصل الإنسان إلى درجات عالية من العلم والذكاء فهو بحاجة إلى رحمة الله لأنه لايملك لنفسه نفعاً ولا ضراً.
يقال أن المنح تولد من قلب المحن، فهذا الوباء مهما طالت مدة مكوثه على الأرض سيرحل ويكون ذكرى في المستقبل القريب إن شاء الله، لنحمد الله في السَّراء والضَّراء فهذا المخلوق الذي لا يرى بالعين المجرَّدة علَّمنا دروس عظيمة جهلها أكثر البشر، علَّمنا أن نستشعر قيمة النعم التي اعتدنا عليها وغفلنا أن نشكر المولى عز وجل على نعمه الظاهرة والباطنة، علَّمنا أن نعود إلى الله ونحمده على نعمة التي لا تعد ولا تحصى.
فهذه محنة في طياتها الكثير من المنح، لنحمد الله على كل ما قدره لنا ولنجعل من بيوتنا مساجد مضيئة بالعبادات والطاعات في هذا الشهر الكريم، فلنر الله من أنفسنا خيراً في شهر رمضان المبارك، ولنجتهد بالدعاء حتى يرفع عن بلاد المسلمين الوباء والبلاء والغلاء ويكرمنا بالخيرات والطاعات إن شاء الله.
رمضان مبارك على أمتنا الاسلامية ونسأل المولى عز وجل أن يبدِّل عسرنا يسراً قريبا إن شاء الله، فرمضان في زمن كورونا فرصة لخيرات كثيرة فلنحسن استثمار أوقاته مع أفراد العائلة ولنجتهد فيه بالعبادات والطاعات ما استطعنا.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!