الطلاق.. ماذا بعد: كيف تُمهِّدان نفسية أولادكما لقرار الانفصال؟
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1066 مشاهدة
تحذير: هذا المقال لمن يتقون الله.. لمن لديهم وعي وفهم فقط.. لمن انفصلوا بالمعروف فقط، وإذا كنت غير ذلك فهذا المقال ليس لك.. مع الأسف.
والدكم لم يعد يهتم بكم
لا يقوم بالإنفاق عليكم
لقد تزوَّج بأخرى
له أبناء منها وهو مهتم بهم أكثر منكم
***
أمكم هي السبب
هي التي فرقتنا
لم تكن تستمع إلى كلامي
لو سَمِعَت ما أقول لما حدث ذلك
هذه نماذج لبعض الجمل التي يستخدمها أحد الطرفين أو كلاهما للضغط على الطرف الآخر
والضحية في النهاية هم الأبناء الذين ينشأون في جو مُسمَّم.
صراعات لا تنتهي، وقدوة تنهار أمام أعينهم يوماً بعد يوم
لينتج في النهاية شخص مشوه نفسياً.
هذا الطفل البريء الذي يتحول مع الوقت إلى قنبلة موقوتة في المراهقة، أو إلى شاب أو فتاة يكرهان الزواج، أو يتزوجان ليُعيدا نفس الكَرّة مرة أخرى.
عندما يحدث الطلاق قد يصبح الأبناء ضحية، ليسوا ضحية الانفصال في حد ذاته، بل ضحية جهل أحد الطرفين أو كلاهما.
الأم تضغط للحصول على مصروف البيت، ومصاريف المدرسة، والملابس، والمستلزمات، وتبثُّ في أذن أبنائها بعض الجمل السلبية التي تُحرِّض على كراهية الأب.
ويضغط الأب ليُثبت أنَّ أُمَّهم هي المخطئة، أو أن وجهة نظره هي الصحيحة.
أو قد يقومان بذلك بغرض الانتقام، أو أن مشاعر الغضب هي التي تتحكم فيهما بسبب ما حدث بينهما، فيفرّغان ذلك في الأبناء دون أن يشعرا.
في هذه الحلقة سنتحدَّث عمَّا يجب فعله مع الأبناء إن تم الاتفاق بين الطرفين على الطلاق في هدوء.
– كيفية التمهيد للأبناء في الغالب هي أكبر مشكلة تواجه الوالدين.
أين سيذهب بابا؟
لماذا لا يبيت معنا؟
لماذا لم تعد تقيم معنا في البيت؟
لماذا لا نتناول الغداء معاً كل يوم؟
تلك هي أهم الأسئلة من الأطفال.
وذلك أول تحدٍّ وتخوُّف يواجِه الوالدين، وعندما لا يستطيعان الإجابة بدلاً من أن يتَّجها للبحث والقراءة فإنهما يفرغان شحنة الغضب فوراً في الطرف الآخر، أو في الأبناء، بأن ينهروهم: "لا تسألوا تلك الأسئلة مرة أخرى".
– جهِّزا جلسةً لطيفةً هادئةً واتَّفِقا قبلها على سيناريو مناسب للموقف ومناسب لأعمار أبنائكما، حَضِّرا الأجوبة عن كلِّ الأسئلة المفترض أن يسألوها، وحذارِ أن تُجيبا عن أي شيء بالكذب؛ لأن ذلك سيُفقدهم الثقة فيكما. كذلك يجب أن تتفقا إن لم تستطيعا الإجابة عن سؤال ما أن تقوما بتأجيله، وتعِداهم بأنكم ستُجيبون عنه في وقت لاحق محدد.
– حبيبي.. قد لا تتفق أنت وصديقك، لكن هذا لا يعني أن أحدكما سيئ
كذلك مع بابا وماما.
قد لا يتفقان، لكن هذا لا يعني مطلقاً أن أحدهما شخص سيئ
وهذا لا يعني أيضاً أننا لن نتواصل مطلقاً
سنتواصل دوماً معاً بكل احترام.
من الممكن ألا يتواجد بابا في البيت، لكنه سيتواجد دوماً إن احتجته في أي لحظة.
– امتدِح الطرفَ الآخر أمامهم
لديكم أُم رائعة
والدكم رجل محترم وخلوق، وأُكنُّ له كلَّ تقدير
وحرِّضيهم دوماً على السؤال عن أبيهم
هل اتصلتَ بوالدك اليوم؟
هل سألتَ عليه؟
– أن يشعر الأبناء أنكما على وفاق في طريقة تربيتكما
يجب أن تطيع أُمك
لا تردّ عليها بهذه الطريقة
إذا أردت هذا الشيء فيجب أن تسأل والدك أولاً
– أن يفهم الأبناء أن حبَّك لهم ليس له أي علاقة بأي شيء يحدث بينكما، وليس مشروطاً بأي شيء يقومون به.
وبالطبع هم لن يدركوا ذلك، لن يشعروا به لأنهم ببساطة لم يمروا به، لن يشعروا بشعور الأبوة مهما حدث، لكن كل مهمتك أن تُثبت ذلك فعلياً.
– عدم الإساءة للطرف الثاني، سواء في موقف حدث أمامهم أم لا
لأن أي موقف يحدث بينك وبين الطرف الآخر سيؤثر بطبيعة الحال على الآخر، وسيكون الآخر مشحوناً بطاقة سلبية ومشاعر غضب شديدة تجاهك، وسيظهر ذلك عليه، حتى ولو من دون قصد منه، وحينها سيشعر الأبناء أنك السبب.
– أغدقا عليهم بالحب والحنان والاهتمام:
وهنا لا أتحدث عن الأشياء المادية مطلقاً
لا تشترِ حبَّ أبنائك بأي شيء مادي
مثل النقود أو الألعاب، لا أقول لا تفعل مطلقاً، بل اجعله متوازناً، ولا يكون كل همك هو الإغداق المادي وليس المعنوي أو النفسي.
– خصِّص لهم وقتاً وحدَهم، بعيداً عن زحمة العمل ودوامة الحياة،
تُنصت إلى مشاعرهم، إلى قلوبهم، إلى تساؤلاتهم عن أنفسهم وعن الحياة.
أن تحتوي أخطاءهم وتتقبلها بصدر رحب، وتتناقش معهم في البدائل والحلول.
– لا تتسابق في أن تَظهر أمام أبنائك بشكل أفضل من الطرف الآخر بطريقة مبالغ فيها
نعم يجب أن تقترب منهم، لكننا لسنا في صراع أو تحدٍّ
افعل ذلك بكل تلقائية
وهدفك هو أنهم أبناؤك وأنك تحبهم
ولا يكون هدفك أنك تريد أن تنتصر على الآخر
الأطفال يشعرون بكل شيء، وستصلهم مشاعرك مهما كانت،
لذا كن طبيعياً.
– تعاوَنَا معاً لإسعادهم.
نعم ما المانع؟
هذا الشخص كان شريكك في يوم ما، رغم كل الخلافات والمشكلات
يجب أن تتواصلا بكل تحضر ورقي، لأن الهدف هو تربية أبنائكما.
– تحدَّثا معاً عن مشاكل الأبناء
ضَعَا خطةً لاحتوائهم، للتواصل معهم
لاحتواء مراحل عمرهم الحرجة..
حتى ينشأوا في جوٍّ صحيٍّ.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نتذكَّر قولَ ربِّ العزة:
"فإمساكٌ بمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسانٍ"
"ومن يتَّق اللهَ يجعلْ له مَخرجاً"
ضَعَا دوماً تقوى الله أمام أعينكما حتى لا يظلم أحدكما الآخر، فيُظلم الأبناء دون أن تشعرا.
المصدر : عربي بوست
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة