صفعات القدر، من سفينة غزة إلى إسلام صوفي
الديك الفرنسي والآذان القريب..
إذا كان الغرق لقوم نوح والعمل غير الصالح هو بسبب طوفان طهر الأرض منهم، فإن طوفان أمة محمد صلى الله عليه وسلم هو نور الإسلام وقوة الإسلام ورحمة الإسلام ومشروع المنهاج النبوي ومشروع العمران الذي يأتي ليطهر الأرض من العلو والإفساد بمشروع حاضر شاهد، وهو الذي تسخر الآلة الصهيونية والصليبية والعربية المستبدة كل الجهود من أجل منع الأمة أن تتجمع مع أهل التجديد والتغيير ومشروع النبوة..
وبالمناسبة اليوم هو اليوم العالمي للطيور وهجرتها، والذي يتزامن مع إسلام الفرنسية "صوفي"، تزامنا مع ذلك أقول أن التخوف الصليبي العالمي ليس هو إسلام "صوفي" وتحولها إلى مريم، بل الخشية هو تحول طيور "الديكة الفرنسية" التي تعد أيقونات تاريخية رمزية لفرنسا إلى طيور غير جامدة في لباس أو منزل، بل إلى طيور يأذن لها صاحبها بالآذان والتسبيح في أسوار باريس والسوربون، فيكون الآذان سببا في نزول الملائكة ورحمة الله ونور الصلاة وروح المسجد وتبدد أسطورة "الإسلام في أزمة"..
هي خلاصة نتفق عليها، حين نشهد تحركا في الأمة العربية والإسلامية وفعلا للأسباب وتنزيلا لسنن الله، فاعلم أن هناك معية مع الله تنصر من نصر الإسلام وبيت المقدس لتطهير الأرض من الإفساد الصهيوني والصليبي الذي خرب العالم وشتت الأمة.
ومن أجل النظر والاعتبار من سنن الله وفعل الله في الأرض الذي ينصر به أمته، نفتح علما وفهما هو "علم الإتمام". فنسأل:
- كيف يتمّ الله نوره؟
- و كيف نكمل شعب الإيمان في قلوبنا وعقلنا وعملنا لنحقق التوازن في مشروع بناء الإنسان والتغيير؟
- كيف نحقق الجمع بين تمام العمل الجهادي التدافعي وتمام عمل الآخرة بإحسان، وكلاهما نور وعبادة؟
المتمّ هو الله....(متمّ نوره)
لما كان نتياهو يتلقى ضربات موجعة من المقاومة الفلسطينية والغزّيّة، فإنه كان يلجأ إلى أسلوب ستر الفشل والانهزام بسياسة التطبيع والسخرية والتواصل الهاتفي مع مطبع سعودي بهاتف لعل ذلك يظهر الكيان في حجمه المسبوق، سخرية ليس إلا تدل على فشل كبير في مواجهة المقاومة..
والصليبية أمام الضربات الموجعة التي تتلقاها من حركة للإسلام في أوروبا لا محيط بها إلا الله، فإن التطرف اليميني الصليبي سينفجر قسوة وكلاما وفعلا، ليخرج من فاه ما يمكنه أن يحقق انطفاء نور يسري بقوة بقدر الله في شعوب أوروبا..
"يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) الصف، لكن للأسف ماكرون لا يفقه أن الإسلام ليس جسما ولا مؤسسة أو حركة أو دولة بل هو:
- نور (لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ) أي هو مشروع ومنهاج يسري ويسرج الخيرية في الأمة.
- نور متمّم، أي هناك رب يتمّمه ويتركه متمّما كذلك بمعيّة المؤمنين وأمّة النور، وأعظم ما يحفظ هذا النور هو قلب المؤمن الذاكر الصادق، وأعظم خيط ينقل هذا النور إلى باقي القلوب هو الحب في الله.. أي العروة الوثقى..
صفحات من إتمام النور...
تعالوا إلى التاريخ لنرصد معيّة الله، مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ورغبوا في التحرر من الأنظمة الديكتاتورية والإفساد الصهيوني...
ولا ننسى أن الهدف من ذكر هذه البشارات، ليس هو الدعة والركون إلى القدر والكرامات، بل هدفنا التحفيز والتذكير، أن قدر الله وسنّة الله وفضل الله هو الحاسم في التغيير، وهو يفعل وينصر ويغيّر بشرط التغيّر الذاتي في الإنسان والأمة، للخروج من الأعرابية والغثائية، إلى حركة ربعي بن عامر رضي الله عنه، عبادة لله للتحرر من عبادة العباد، وعبادة بجهاد وتحرير الأمة من الظلم والفساد..
الصفعة الأولى..
حين وصلت صفقة القرن إلى علوّها في التطبيع وتنزيل بنود الصفقة لحصار المقاومة وتهويد القدس، سخّر الله في نصر في حدث "أربعين دقيقة" في غزة لم ينظم له رجال المقاومة فعلا ولا خطا..
قدر قلب الموازين لصالح أمة القرآن والميزان.
انتصار في غزة وانتصارات نقدرها ونعظم من شأنها، لأنها قدر من الله جعله في أمة الخير، التي تخرج بخيرية وبركة وحركة، ربما أهل الفهم والرصد الدقيق من يرصدون هذا الخير الذي نرى انتصاراته على الأرض، ولو من بقعة صغيرة هزمت مؤخراً عدوا عالميا تاريخيا في أربعين دقيقة بنور الله، ونور بركة القائد القسامي، الحامل لكتاب الله.
الشهيد نور بركة الرجل القسامي الذي استشهد في معركة أربعين دقيقة ضد نخبة الاستخبارات الصهيونية، مثال لعباد الله الذين فقهوا فهما شموليا للوحي، وفقه وظيفته في الأرض ليكون عبدا لله تربى في مدارس القرآن في غزة وعلى الرجولة والعلم في أنفاق غزة المباركة..
الصفعة الثانية
القدر الثاني وهو دلالة معية الله التي تنصر، وهي السفينة التي كانت في بحر غزة تسير آمنة مطمئنة على البحر فأغرقها الله وحفظها 100 سنة في باطن البحر لتكون عوناً ومدداً لثلة من المؤمنين كانوا لم يخلقوا من بعد، فاكتشفت قوات المقاومة هذه السفينة مفعمة بالأسلحة منذ الحرب العالمية الأولى. وهذا عطاء الله حين تغلق الأبواب...
الصفعة الثالثة...
وهذه قصة مقتبسة أنقلها كما هي كما ذكرها الدكتور المؤرخ علي الصلابي وبعض المؤرخين الجزائريين:
"لقد سجّل التاريخ أنّ الحاكم الفرنسي في الجزائر، كان ينادي قائلا: “يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم”، وسجّل التاريخ أيضا أنّ فرنسا الصليبية وفي سنواتها الأخيرة على أرض الجزائر، أرادت أن تختبر نجاح مخطّطها في فرنسة المجتمع الجزائريّ، فانتقت 10 فتيات مسلمات جزائريات، ألحقتهنّ بالمدارس الفرنسية ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، وألبستهن اللّباس الفرنسيّ، وبعد 11 سنة من التكوين الموجّه لطمس هويتهنّ، هُيّئت لهنّ حفلة تخرج؛ دُعي إليها المسؤولون والصحفيون، وحين بدأ الحفل ودعيت الطالبات للخروج أمام الحضور، فوجئ الجميع بأنّ الفتيات الجزائريات خرجن بلباسهن الإسلامي الجزائري (الحايك)، فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور قرن وربع القرن من الزّمان؟! فما كان من “لاكوست” وزير المستعمرات الفرنسي يومها إلا أن أجاب قائلا: “وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟”.1
(انظر كتاب : تدريس الثقافة الإسلامية في الجامعات: بحوث المؤتمر الثالث لكلية الشريعة، ٢٤-٢٦ ربيع الثاني ١٢٤١ ص 236.. عبد الفتاح أسماعيل، العالم التنصيري في العالم العريي، ص 95..)
الصفعة الرابعة..
الصفعة الرابعة من مطار فرنسا، في يوم الجمعة 9 أكتوبر 2020،، بعد مرور 90 عاما عن الحدث الأول آنف الذكر.
وبعد مرور عدة أيام فقط على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الإسلام التي قال فيها : إن الإسلام يمر بأزمة اليوم في العالم.
استقبل ماكرون ورجال من حكومته وبعض من أفراد الشعب الرهينة الفرنسية صوفي بترونان.
كانت صوفي بترونان (75 عاما) خطفت في 24 دبسمبر 2016 في غاو (شمال مالي) حيث كانت تعيش وترأس منظمة لمساعدة الأطفال لسنوات.
هل تعلمون ماذا حدث اليوم؟ ماكرون غضب وغادر المطار وألغى تصريحا كان يجب أن يدلي به بعدما أُصيب بصدمة لدى استقباله عاملة الإغاثة "صوفي" التي كانت أسيرة في مالي، واعتنقت الإسلام وأسمت نفسها مريم..
وهذا الذي دفع التطرف اليميني يخرج جوهره من نائب فرنسي بالبرلمان الأوروبي فيغرد:
في الحقيقة نحن الرهائن، رهائن حماقاتنا، ندفع مالا معتبرا ونحرر 200 جهادي من أجل استعادة "مريم" المسحورة بالبروباغندا الإسلامية.
هو قدر الله يرسل رسالة إلى الأمة أن الله مع الذين يعملون بالسنن ورسالة للاستكبار أن الإسلام هو دعوة ووحي..
ماكرون غادر المطار بعد أن ألغيت كلتمه، قد أصابه الذهول كما أصاب لاكوست من قبل ولو عاد لاكوست لردد كلمته : (وماذا نصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا).
ختاما:
ظنوا محاصرة غزة، فأكرم الله الرجال بسفينة، وظنوا حصار الإسلام فكانت الصفعة من مالي، وما بقي من خيرات في الغيب هي أعظم في وجه الصهيونية والصليبية والعربية المستبدة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن