موقف عظيم من سيرة نبينا الحبيب
كتب بواسطة د. إياد القنيبي
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
705 مشاهدة
موقف عظيم من سيرة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم، في كل جزء منه عاطفة دفَّاقة..رواه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد، أن امرأة جاءت إلى النبي ببُردة (نوع من الثياب) وقالت: (يا رسول الله إني نسجت هذه بيدي أكسوكها) -يعني أهديها لك لتلبسها-
فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها إزاره (يعني يغطي بها الجزء السفلي من جسمه).
فقال رجل من القوم: (يا رسول الله، اكسنيها) -يعني امنحني إياها-
فقال النبي: (نعم).
فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس، ثم رجع، فطواها ثم أرسل بها إلى الرجل.
فقال الصحابة الحاضرون للرجل: (ما أحسنت! لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، ثم سألته، وعلمت أنه لا يرد سائلا !). فقال الرجل: (والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت).
قال سهل (راوي الحديث): فكانت كفنه.
مِمَّ تعجب أكثر؟!
- من هذه المرأة المحبة لنبيها، التي أمضت الأيام والليالي تنسج البُردة له وحلمها أن ترى رسول الله يلبسها، فجاءت مبتهجة تهديه إياها ؟!
- أم من النبي صلى الله عليه وسلم الذي عُرضت عليه الدنيا وجاءه من نعيمها لكنه كان يفرقه على الناس سداً لحاجة الفقراء وتأليفاً لقلوب النافرين، حتى تبلى عليه ثيابه، فأخذ البُردة "محتاجاً إليها" وهو سيد الناس أجمعين ؟!
- أم من هذا الرجل المحب لنبيه، الذي تجرأ على الطلب وهو يعلم أن رسول الله لن "يُفَشِّله"؟!
- أم من النبي الذي "ما لحق" أن يفرح بالثوب...أول لبسة لثوب جديد من زمن طويل، ومع ذلك طابت نفسه للرجل بلا تردد: (يا رسول الله، اكسنيها)...(نعم)..بكل بساطة وبلا مناقشة ولا استياء، لأنه (لا يرد سائلاً) ! فطوى البُردة وأهداها ورجع للثوب القديم !
- أم من الصحابة المحبين لنبيهم، الذين لاموا الرجل لأنه لم يترك الثوب للنبي؟!
- أم من رد هذا الصحابي، والذي أحب أن يفارق الدنيا وهو يلفه ثوبٌ لمس الجسد الشريف ! فتحققت أمنيته؟!
-
- موقفٌ معجونٌ عجناً بمحبة محمد وأخلاق محمد وتواضع محمد وزهد محمد صلى الله عليه وسلم.
أتذكر معه أبيات شوقي ومنها:
أَلِمِثلِ هَذا ذُقتَ في الدُنيا الطّوى"*** "وَانشَقَّ مِن خَلَقٍ عَلَيكَ رِداءُ
ألهذه المكارم العظيمة يا رسول الله ذقت في الدنيا الجوع وتشقق رداؤك القديم عليك؟
فوالله إن المستهزئين بالنبي لا يساوون مجتمعين ذرة في نعله !
اللهم إنا ودماءنا وأموالنا فداء لنبيك، فلا تحرمنا الاجتماع به تحت لوائه يوم القيامة.
المصدر : صفحة الدكتور إياد القنيبي
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة