ما الحل؟!
كتب بواسطة وجدان العلي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1116 مشاهدة
أنا أصلي ولا أترك فرضاً، في شهر رمضان أتفرّغ للعبادة، اعتكف العشر الأواخر، وما زلت أتابع حفظ القرآن الكريم، وأتعلَّم العلم الشرعي، لا أسمع أغاني، ولا أشاهد تلفاز، وأغضّ بصري، ولكني ابتليت بالعادة السرية ومشاهدة الأفلام الإباحية من فترة كبيرة، وفشلت كل المحاولات في تركها، أحيانا يجعلني ذلك أشك في الإسلام ورحمة الله، ما الحل؟
ج / للجواب عن هذا السؤال لابد من التنبيه على مقامات كثيرة :
أولا: قد يجتمع في الإنسان خير وشر وطاعة ومعصية، وشأن الطائع أن يكاثر بالطاعات سيئاته ويزاحم ظلماتها بنور التوبة والإنابة والطاعة، قال ربنا سبحانه وبحمده: " والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"، وقال سيدنا صلى الله عليه وسلم :" وأتبع السيئة الحسنةَ تمحها". وشواهد هذا في شريعتنا السمحة لا تحصى.
ثانيًا: قد يبتلي الله تعالى عبدًا اشتعلت همته نشاطًا بالطاعة وإقبالًا على العبادة = أن يبتليه بمعصية تفرِّغ قلبه من الاتكال على علمه، وتكسر قلبه الذي ربما شم رائحة العجب واغتر بظاهر عمله، ومن فَقِهَ هذا = علم ما في ذلك من الرحمة العظيمة بالعبد من ربه تعالى الذي صرف عنه ما به هلاكه، وهو العجب والكبر، فقدَّر عليه معصيةً تكسره ليتوب منها ويعلم أن الفضل كله لله، وأن أعماله كلها ليست بشيء في حق الله علينا..وقد قال بعض العارفين: إن في طاعتنا من الآفات ما لا يحوجنا إلى طلب المعاصي.
ثالثًا: ليس الشأن في ظاهر العمل، ولكن في روحه وما قام في قلب صاحبه، وما تلبس به خشوعا وحضورًا للقلب، وإقبالًا على الله بالمسكنة والفقر، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن كثيرًا من الصائمين ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا التعب والسهر، وأخبر أن المرء ينصرف من الصلاة وقد لا يُكتب له إلا ربعها! والعاقل يعلم هذا من نفسه فيتفقد عمله ويجوِّد ما استطاع، وهذه مجاهدة حميدة للنفس، وارتقاء في مدارج العبودية، يخسر كثيرا من استعجل بلوغ ثمرته دون تحقيق مكابدته.
رابعًا: عليك بمجاهدة نفسك في قطع أسباب الشهوة المحرمة، وتعلم ما ينبغي عليك علمه في دينك؛ فإن العلم نور يكشف لك آفات النفس وعثرات الطريق.. والإسلام كله رحمة، ولكن الناس أنفسهم يظلمون..
رضي الله عنك وأحبك
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة