ليلة هزّت الدنيا عجائبُها
كتب بواسطة الشيخ بلال الزعتري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1625 مشاهدة
لقد أتم الله سبحانه_ وفي ليلة واحدة_ لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم انفراجاً لسقف بيته في مكة، ونزولاً لجبريل عليه السلام، ومرافقته_ يقظة لا مناماً، بالروح والجسد_ إلى حِجْرِ إسماعيل من الكعبة، حيث اضطجع عليه الصلاة والسلام، فشقَّ جبريل عليه السلام صدرَ النبي صلى الله عليه وسلم هناك، وغسل قلبه بماء زمزم، وملأه بالإيمان والحكمة، ثم لأمَ الشقّ! ثم أتاه بمركوب عجيب ، سيرُه أسرع من البرق، إذا نظر إلى شيء طار واضعاً قوائمه عنده حالاً!
اعتلاه نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، وبلمح البصر بلغ بِه بيت المقدس (المسجد الأقصى في القدس)؛ حيث ربط عليه الصلاة والسلام خِطام البُراق في موضع حلقة يعرفها؛ صلَّى بعدها في المسجد ركعتين، وشرب من إناء فيه لبن من يد جِبْرِيل عليه السلام، لتبدأ بعدها رحلة السماء التي لم تكن ولن تكون ألا لنبيِّنا صلى الله عليه وسلم؛ في أولى السموات كان آدم عليه السلام، وفِي ثانيها عيسى ويحيى عليهما السلام، وفِي ثالثهما يوسف عليه السلام، وفِي رابعها إدريس عليه السلام، وفِي خامسها هارون عليه السلام، وفِي سادسها موسى عليه السلام، وسابعها إبراهيم عليه السلام.
البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه، وقد أسند أبو الأنبياء ظهره لهذا البيت، مشهد مهيب آخر كشف لنبيّنا صلى الله عليه وسلم.
شجرة سِدْرٍ عظيمة في السماء السابعة - عجيبة المظهر والمَخْبر؛ ثمارها جِدّ ضخمة، ورقها يتمايل في عظمة يشبه آذان الفِيَلة! في أصلها تجري أربعة أنهار؛ في ظاهرها أصل نهَرَي النِّيل والفرات، وفِي باطنها يجري نهران عظيمان من أنهَار الجنة!
إنها سِدرة المنتهى، تلك الشجرة البالغة الغاية في الحسن، تلك التي لا تَثبُت في بمظهر واحد، دوماً يسترها حيناً أشياء: ألوان مختلفة، فَراش من ذهب { فما من أحد من خلق الله يستطيع أن يصفها من حسنها} متفق عليه.
ذاك مظهرها، أما مخبرها؛ فإليها ينتهي ما يُعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يُهبط به من فوقها ، فيُقبض منها، فإليها تنتهي علوم الخلائق!
رأى عليه الصلاة والسلام عند تلك الشجرة العجيبة جِبْرِيل عليه السلام على صورته التي خُلق عليها: عليه ستمائة جناح، ينثر من ريشه التهاويل! الدُّرُّ والياقوت.
رأى الجنة والنَّار، كلّمه رَبُّه عزوجل فارضاً الصلاة على أمته، في أعلى وأجلّ مقام يبلغه بشر.
فاهنئي أمةَ الإسلام فإن شرفك مسراه من شرف نبيّك، وقَرّي عيناً، فإنّ معراجك تبع لمعراج نبيّك؛ وإن إمامتك الأمم تبع لإمامة نبيّك بأنبيائهم من لدن إبراهيم الخليل إلى عيسى بن مريم، فقد أمَّهم عليه الصلاة والسلام في محلّتهم وديارهم؛ فهو - بأبي هو وأمي- الإمام الأعظم والرئيس المقدَّم، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين.
{ سبحان من أسرى بعبدِه ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركْنا حوله لنُريه من آيَاتِنَا إنَّه هو السميع البصير}[الإسراء:١].
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة