دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
الثريا أو تحت الثرى
كتب بواسطة د. خالد عبد الفتاح
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1987 مشاهدة
لا تنفك الخليقة منذ بدئها عن العداوة بين أبناء آدم وهي مستمرة إلى قيام الساعة تتمظهر في صراع بين جناحي الحق والباطل...وربما بين جناحي الباطل والباطل إذا كان صوت الحق ضعيفا ومكانته مغمورة وحملته ضعافاً ...
وهذه العداوة فضلا عن أنها مشاهدة بالحس، ومتواترة في التاريخ ، هي مذكورة في القرآن ( اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ )
واترك - يا عزيزي - ما يدندن به جماعة حقوق الإنسان والحريات والمساواة فأكثر ما تقوله حق يراد به باطل أو باطل يراد به باطل أو لا وزن له في تقرير السياسات الدولية ....
وكان الصراع قديماً يوجب على أطرافه أن يتجهزوا عددا وعديدا ثم يخوضوا المعارك ، والغلبة للأقوى ..
لكننا في هذا القرن بدأنا نرى لوناً جديداً من المعارك وهو منع العدو من امتلاك السلاح والعمل على قتل علماء العدو أو اختطافهم أو ....
وحين فكّر العراق في بناء مفاعل نووي دمره الصهاينة قبل أن يرى النور ...
وحين يبدو في دول عربية بارقة أمل بصناعة ثقيلة يقوم الغرب بإطفائها والقضاء عليها ليبقى العرب سوقا للأسلحة وعبيدا لصانعيها ...
وأمريكا - حاكمة الأرض - دأبت منذ سنين على القول بأن الخطر الذي ينبغي أن تواجهه هو الخطر الصيني مع أن الصين لا تهدد أمريكا ولا تتوعدها ولا توجد بينهما مادة للنزاع ، اللهم إلا شيء واحد ، وهو الصراع على قيادة العالم ، لأن فلسفة الوجود قائمة على مبدأ : من لم يكن حاكما فهو ولا بدّ محكوم ..ومن لم يكن سيّدا فهو ولا بدّ عبد ، مع تفاوت درجات العبودية ..
المتنخّل من كل ما سبق شيء واحد : أن المسلمين بدون قوة قاهرة لهم تتمثل في خلافة إسلامية موعودة أو بدون دول إسلامية تستطيع أن تتخلص من عيون الرقباء على صناعتها - كما فعلت تركيا - أو نجت من صناعة انقلاب عسكري تحيكه السفارات الأمريكية راعية الانقلابات في العالم منذ ١٩٤٩ م - كما نجت تركيا أيضا عام ٢٠١٦ - فتنتج سلاحها الثقيل والخفيف والبحري والجوي والنووي وغيره فلن تقوم لهم قائمة ...
للأحرار مكانان فقط وأوجبهما وأولاهما أولهما ...
إما الثريا في الأعالي ، أو تحت الثرى دفاعا عن المعالي ...
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة