شهر رمضان.. شهر الخيرات
كتب بواسطة د. محمد عبد القادر عطوات
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1306 مشاهدة
شهر رمضان المبارك هو شهر الرحمة والمغفرة، شهر الصيام والأعمال الصالحة، هو شهر التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، هو شهر العتق من النار، فيه تُفْتَح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشاطين.
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
"شهر رمضان، أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار".(ابن خزيمة في صحيحه، والبيهقي في شعب الإيمان).
ولقد وقعت في شهر رمضان أحداث وانتصارات كثيرة أبرزها إنزال القرآن الكريم، وتكليف المسلمين بالصيام، وغزوة بدر الكبرى في السنة الثانية للهجرة، وفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، وفيه ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.
قال الله تعالى:{شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة: 185).
والصوم واجبٌ على المسلم العاقل البالغ المقيم، وبشرط الطهارة للمرأة. قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة:183).
وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الصحيح: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال أيضاً: "من صام رمضان ثم أتبعه ستّاً من شوال كان كصيام الدهر" – ولا بد من التركيز بوجوب صوم البصر والسمع واللسان عن كل ما يتنافى مع شريعتنا الإسلامية.
كانت بداية إنزال سيدنا جبريل – بأمر الله – للقرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر المباركة، والتي تقع في العشر الأواخر من شهر رمضان، وأجر القيام بالعبادات في هذه الليلة يفوق أجر عبادات ألف شهر غير رمضان، قال تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر} (القدر: 1-5).
وقال النبي محمد صلى الله وسلم في الصحيح: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
في شهر رمضان يكثُر ويستحسن التهجد في المساجد، وتجرى صلاة التراويح بعد صلاة العشاء، ويضاعف الأجر للزكاة والصدقة وتلاوة القرآن وصلة الأرحام وأعمال الخير المتنوعة، قال تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله، والله عليم حكيم} (التوبة: 60).
وهكذا فشهر رمضان هو شهر الخيرات واليمن والبركات، وهو فرصة يجدر بكل عاقل أن يغتنمها بأعمال الخير، ويجعلها حافزاً لذلك.
إن انتصارات المسلمين الأوائل والفتوحات التي حقَّقوها كانت بسبب عدة عوامل أهمها التقوى والصدق والإخلاص في العمل والجهاد، وهو ما تخلّى عنها الكثيرون، وإن ما حلَّ بنا وما يحلُّ الآن هو نتيجة ما كسبت أيدي الكثيرين من الذنوب والمعاصي والظلم. وصدق القائل: "لا ينزل البلاء إلا بذنب ولا يرفع إلا بتوبة".
وفي البيان الحكيم: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} (الرعد: 11)، وقوله تعالى: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} (الأنفال: 33).
وعلى هذا فليكن شهر رمضان المبارك طريقاً وملتمساً لنا جميعاً، فيعود كل منّا إلى رُشده ويحاسب نفسه ويصلحها، وبعدئذ تصلح الأسرة والمجتمع، وأبواب التوبة مفتوحة للتائبين، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قال أبو الأسود الدؤلي:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها... فإذا انتهتْ عنه فأنت كريمُ
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتي مثله... عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ..
ولنكن متعاونين في البر والتقوى، كالبينان المرصوص، نكفُّ عن الظلم، ونلتزم بأوامر الله، ولنقِم الإسلام في نفوسنا حتى يأذن الله بإقامته في أرضنا، متوجاً بالخير والنصر، ولننصر دين الله حتى ينصرنا على أعدائنا، وما ذلك على الله بعزيز قال الله تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} (محمد:7).
وأختم بالقول: ربنا ثبتنا على الإيمان، واجعلنا من عبادك الصالحين، وسامحنا وارحمنا واحسن ختامنا، واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين، واحشرنا مع الرسول الكريم في جنان النعيم، والحمد لله رب العالمين.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!