المتخاذلون المتآمرون
كتب بواسطة نوال يوسف قاسم
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
1856 مشاهدة
في زمن التّخاذل والتّلاشي بات الموت سهلًا، وبدت صرخة الأم وكأنها نداء طبيعي لا أحد يأبه له، وبكاء الأطفال مرّ مرور الكرام على حكام ورؤساء لا يشعرون بالذنب والندم بل يتباهون بصفقات مشبوهة، علّها تشفي طمعهم ومآربهم السياسية.
مناشدات تنطلق من القدس، ومناجاة تصدح من شيخ الجراح، وصرخات تعلو في سماء غزّة، مظاهرات وتوسلات من حيفا ويافا، لكن لا حياة لمن تنادي!
أتنادي حكّامًا عرب!
أتنادي نفوسًا فيها رحمة ورأفة!
أم تنادي قلوبًا توازي في قساوتها الصخور!
تبًّا لقلوب صلابتها من صلابة الحجر!
صفقاتها لا تبالي بأم ثكلى أضناها البكاء على فلذة كبدها.مكاسبها لا تنتهي إلا حين ترتوي بدماء طيور ما زالت تنفض ريشها وتحاول أن تخرج من أعشاشها لتكوّن نفسها وتتابع في عراك الحياة .
لقد أبت البنادق والصّواريخ وأصوات الدبابات والمدافع أن تتركهم ينعمون بحلو الحياة ومرّها.
وصمّمت على قتلهم ليصدح اسمها متلألئًا في سماء الشعوب والأمم احتفالًا بالفوز العظيم. وأي فوز.... إنه الفوز المكلّل بالصّيد الثمين. رؤوس أطفال طرية،عظام أجنّة لم تلتقط أنفاسها بعد، دماء صافية لم تُلطّخ بسموم الحقد والضّغينة.
ذنبهم أنهم يريدون الدفاع عن حقهم، عن أرضهم المغتصبة، عن أشجار زيتون زرعها أجدادهم لينعموا بخيراتها.
رسالة إلى ...
كل شابّ قضى تحت الانقاض في فلسطين الأبيّة ........
كلّ شيخٍ روت دماؤه التراب..........
كلّ طفلٍ مات خوفًا من أصوات القذائف والدّبابات ......
أقبّل جبينك الطّاهر ....
أقبّل أناملك الطّرية التي لم تنعم بخشونة الحياة.....
حلّقْ ،غرّدْ ، انعمْ بجنّة أُعدت للطّيبين الطّاهرين أمثالك.
إلى كلّ أم فقدت فلذة كبدها في رياح الغدر والهمجية الصهيونيّة......
صبرًا أمّاه ....
لا تستسلمي، انتفضي، اصرخي، ثوري في وجه الظلم الغاشم، فأنت من هزت العالم بيسارها وصنعت للأمّة أمجادًا، وستحرّر القدس بدمائها.
لا تحزني فحزنك يبكيني ،وألمك يؤذيني ،واستسلامك يهدّ عزيمتي.
أعدك ذات القلب المشتعل شوقًا أن يبقى قلمي صارخًا في وجه الظّلم علّ كلماتي تطفئ نيران الحزن والألم في صدرك، وتشعل عاطفة الرّحمة والرّأفة في نفوس الظّالمين، والمتخاذلين، والحكام المتعاملين وأصحاب المآرب التي أبت أن تكتفي بمآربها.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة