هل المسيحُ هو الله؟ أم نبيٌّ عظيمٌ مرسَلٌ من عندِ الله؟
سؤالٌ لن نلتمسَ اليوم جوابَه منْ فمِ المسيحيِّ الذي يعتقدُ أنَّ المسيحَ هو (الله)، ولا منْ فمِ المسلمِ الذي يعتقدُ أنَّ المسيحَ نبيٌّ مرسلٌ من عندِ الله.
بل دَعونا نرجعُ بالزمنِ ونسأل المسيح نفسَه من يكون، دعونا نسأل تلاميذ المسيح ، دعونا نسأل النَّاس الذين عاصروه وعرفوه.
وبعدها نحكُم: إنْ كان المسيحُ هو (الله) كما يعتقدُ المسيحيُّون، أم هو نبيٌّ مرسَل من عندِ الله كما يعتقدُ المسلمون.
ولنبدأ أولاً: بشهادةِ المسيح يومَ خاطَب اليهود وقال:
(أنا إنسان قد كلَّمكم بالحق الذي سمعَه من الله). إنجيل يوحنا: 8: 40
وعندما دخلَ مدينَته (النَّاصرة) نالَ منه جمعٌ بكلامهم، فنظرَ إليهم وقال:
( ليس نبي بلا كرامة إلَّا في وطنِه وفي بيتِه). إنجيل متى: 13: 57
أي: أنَّ الأنبياءَ كانوا يُهانون في أوطانِهم ومن أقوامِهم ، وهو مثله مثل باقي الأنبياء يُهان في وطنِه ومن أبناء قومه.
ثانياً: شهادةُ تلاميذ المسيح:
الذين وصَفوه وقالوا: ( يسوعُ الناصري الذي كان إنساناً نبيًّا). إنجيل لوقا 24: 19
ولم يصفوه على أنَّه (إله متجسِّد) ولم يعرِّفوه بهذهِ الصفة لا من قريبٍ ولا بعيدٍ.
حتى (بُطرس الرَّسول) والذي يُعدُّ أحد أهمِ تلاميذ المسيح، يومَ خاطب اليهود وصَفه وقال:
( يسوعُ النَّاصري رجل قد تبرهن لكم منْ قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضاً تعلمون). سفر أعمال الرسل 2: 22
أي: أنَّ المسيحَ شأنه شأن من سبقَه من الأنبياء والرُّسل الذين أيَّدهم الله سبحانه وتعالى بآياتٍ ومعجزاتٍ حتى يُعينهم بدعوتهم التي أوكلَها إليهم.
ثالثاً: شهادةُ النَّاس الذين عاصروا المسيح:
عندما رأَوا منه معجزةَ تكثيرِ الطعام، يوم أطعم 5000 رجلٍ بخمسةِ أرغفَة وسمكتَيْن.
وصفوه وعرفوه على أنَّه نبي، وقالوا:
( إنَّ هذا هو بالحقيقة النَّبي الآتي إلى العالم). إنجيل يوحنا 6: 14
وعندما دخلَ المسيح مدينة القدسِ ارتجَّت المدينة كلها، وأخذَ الناس يسألون: من هذا؟
فقالت الجُموع: (هذا يسوع النَّبي الذي من ناصِرة الجليل). إنجيل متى 21: 10: 11
حتَّى الرَّجل الأعمى الذي أبصرَ بسبب المسيح، حين سألوه:
(ماذا تقول أنت عنه من حيث أنَّه فتحَ عينيْك؟ فقال: إنَّه نبي). إنجيل يوحنا 9: 17
وفوق كل هذه الشهادات، فالإنجيل يُخبرُنا بفعلٍ قامَ به المسيح حين (.. خرجَ ومضى إلى موضعِ خلاء وكان يصلي هناك). إنجيل مرقس 1: 35
ويخبرُنا أيضاً أنَّه ( كان يعتزلُ في البراري ويصلي). إنجيل لوقا 5: 16
والسؤال المطروح هنا: لمنْ كان المسيح يسجدُ ويصلي؟
هل يُعقل أنْ يكون هو الله، في حين أنَّه يسجد ويصلِّي لله؟!
وكيف لإله أنْ يسجدَ ويصلي لإله؟!
أذكرُ أنَّ صديقُا لي كان قد طلبَ منِّي ذات يومٍ أن أعطيَه - دون الرجوعِ إلى القرآن الكريم - ما يُثبت أنَّ المسيحَ عليه السلام نبي من عند الله.
فأجبتُه وقلت: ليس عليك أنْ تقرأَ القرآن لتعلمَ أنَّ المسيحَ نبيٌّ وليس إله؛ بل يكفيك أن تقرأَ الإنجيل الذي تؤمِنُ به.
المصدر : أ. يامن الحجة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!