رد شبهة: تعدُّد زوجات رسول الله ﷺ.
لعلّك سمعت يوماً من يطعن برسول الله ﷺ، ويصفه أنّه رجل شهوانيّ، كونه تزوّج بأكثر من امرأة.
ولأن معظم من يثيرون هذه الشبهة؛ هم ممّن يؤمنون بـ (الكتاب المقدس)، فالردّ عليهم من كتابهم أوْلى، وهو على النَّحو التالي:
جاء في "سفر التكوين"، ذكر نبيّ الله يعقوب عليه السلام، حين (..قام.. وحمل بَنِيه وزوجاتِه على الجمال) 17:31.
فهل سمعنا يوماً من يتحدث عن عدد زوجاته، أو عن الدافع وراء زواجه بهن؟!
ونجد في "صموئيل الثاني"، أن داود عليه السلام، اتخذ لنفسه جواري ونساء، وأنجبْن له البنون والبنات:
(و بعد مجيئه - أي داود - من حَبرون اتخذ له جواري وزوجات.. وَوُلِدَ له بَنون وبنات) 13:5.
ومع هذا ترى الأمر كأنه لم يكن، فلا مُنكِرَ منهم لفعل داود ولا مُتَّهِم!.
أما في "الملوك الأول"، فقد وصلت عدد زوجات سليمان عليه السلام، إلى ألف زوجة:
(وكان له - أي سليمان - سبع مئة زوجة من الأميرات.. وثلاث مئة جارية فأزاغت نساؤه قلبه) 3:11.
وبالرغم من هذا العدد الكبير من الزوجات، فإنك لم ترَ; ولن ترى من يزعم أنّ سليمان تزوجهن بدافع الشهوة، ولكن عندما يتعلق الأمر بنبي الله محمد ﷺ، يكثُر الطعن والكلام، ويشار إليه بأصابع الحقد والاتهام.
وإن أردنا أن نلخص الرد على هذه الشبهة نقول:
1- لم يكن ﷺ كما يفترون عليه ويصفوه، والدليل:
أ- ما عرف عنه ﷺ - في مكة- فترة شبابه من تعفّف وطهارة مع توفر أسباب المتع والشهوات، وسهولة السقوط في الفاحشة وتحصيل الملذات.
ب- زواجه ﷺ من السيّدة "خديجة" رضي الله عنها وقد كبرته سنًّا.
ج- كونه ﷺ ما تزوج بغيرها طيلة فترة زواجه منها.
د- بقائه ﷺ قرابة العامَيْن دون زوجة بعد وفاة السيّدة "خديجة" رضي الله عنها.
ه- كونه ﷺ تعدّدت زوجاته بعد الخمسين من عمره، ولا ننسى ما رافق هذا العمر من مسؤوليات.
2- تحديد عدد زوجاته ﷺ كما ورد في قوله تعالى :
)لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا( الأحزاب،آية 52. في حين لا يوجد حدّ لعدد زوجات الأنبياء في "التوارة" ولا لأتباعهم.
3- وجود أسباب تشريعية واجتماعية وسياسية كانت السبب وراء تعدد زوجاته ﷺ، في حين لم تذكر أسباب كهذه عند من سبقه من الأنبياء بحسب ما يخبرنا (الكتاب المقدس).
4- ليس من العدل أن تقاس مسألة تعدد زوجات النبي ﷺ - حيث كان تعدد الزوجات شائعاً - بمقاييس عصرنا التي تختلف بشكل كبير عن مقاييس عصره ﷺ.
ولا بدّ من التنبيه لأمر آخر، وهو:
لو كان التعدّد زمن النبي ﷺ من الأمور المستهجنة أو المعيبة، ولا يأتي به إلا صاحبُ شهواتٍ ومتبع لذّاتٍ، لسارع المشركون إلى ذمّ النبي ﷺ واتهامه والقدح في صدق نبوته ورسالته، كيف لا وهم الذين لم يتركوا شيئاً في سبيل إيذائه وصدّ دعوته إلا دعوا إليه وفعلوه.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة