ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﻓﻲ ﺩﺭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻫـﻲ ﺯﻭﺭﻕ ﺍﻟﻌﺒﻮﺭ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻀّﻴﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻷﻣﺎﻥ. ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﻟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘّﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻣﻘﺼﻮرًا ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﻣﻌﺪﻭﺩﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ، ﺗﺘﻌﺜّﺮ ﺑﻬﺎ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﺣﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ، ﻭﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪ. ﻭﺇﻥ ﺍﻣﺘﻠﻚ المرء ﺃﻥ ﻳﻌﺒّﺮ ﺑﺎﻟﺮّﻳﺸﺔ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻮﺗﺮ ﺃﻭ ﺑﺎﻹﺯﻣﻴﻞ، ﻓﻠﻦ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ، ﺇنْ ﻫﻲ ﺇﻻّ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﻤﻌﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ... ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺳﻴّﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻌﻞ ﺍﻟﻮﻗّﺎﺩ ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎﺭ ﺍﻟﺪّﻻﻟﺔ. ﻭﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﺭﺍﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﺁﺛَﺮَ ﺍﻹﻧﺴﺎنَ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻭﺣﻤّﻠﻪ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ. ﻓﻠﻠَّﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﻫَﺐ، ﺣﻤﺪًﺍ ﻳﻮﺍﻓﻲ ﻣﺎ ﻭﺟَﺐ.
ﻭﻛﻞ ﻣﻔﻜَّﺮ ﺣﻴﻦ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺍﻟﺜّﺎﻗﺒﺔ ﻣﺎ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﻦ تعميق الدّلالات، وﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮ، ﻭﺑﻠﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ، ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺪﻓﻮﻋًﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻘﺼّﻲ ﺍﻟﻨّﺸﺄﺓ، ﻟﻴﺘﻠﻤّﺲ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻧﻄﻼﻗﻬﺎ.
ﻧﺤﻦ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻭﻻً ﺃﻥ ﻣﻔﻜّﺮﻱ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ ﻧﺸﺄتها، ﻭﺫﻫﺐ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻨﻮﻁ ﺑﻤﺎ ﺑﺬﻟﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷوّل ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺺ ﺟﻬﺪﻩ، ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻟﻐﺔ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﺜّﺮﺓ، ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺴﺘﻘﻴﻢ ﺷﻴﺌًﺎ ﻓﺸﻴﺌًﺎ، ﻣﻊ ﺗﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺕ، ﻭﺗﻄﻮّﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ. ﻓﺎﻟﻠّﻐﺔ وَفقَ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﺻﻄﻼﺣﻴّﺔ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴّﺔ.
ﺃﻣّﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮﻫﻢ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺗﻮﻗﻴﻔﻴّﺔ ﺍﻟﻠّﻐﺔ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇنَّ ﺍﻟﻠّﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻟﻬﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷوّل ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟّﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ.
ﻭﺃﻳّﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﺑﻦ ﺩﺭﻳﺪ (321هـ)، ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻓﺎﺭﺱ (395هـ)، ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮيّ (324هـ)، ﻭﺟﻤﻬﻮرُ ﺍﻟﻤﻔﺴّﺮﻳﻦ.
*****
ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺍﻟﻤﺆﻳّﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﻋَﻠَّـﻢَ ﺁدَمَ الأَﺳْﻤﺎءَ كُلَّها}. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲّ (380هـ): "ﺃوّل ﻣﻦ ﺗﻜﻠَّﻢ ﺑﺎﻟﻠّﻐﺎﺕ ﻛﻠّﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺁﺩﻡ، ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻼﻡ، ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ... ﻭﺍﻟﻠّﻐﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺳﻤﺎﺀ، ﻓﻬﻲ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﺗﺤﺘﻪ...".
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃنَّ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻤﺎ ﺗﻌﻠّﻤﻪ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﺃﺣﺪ ﺃﻣﻮﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ:
الأوّل ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘّﺨﺎﻃﺐ وَﻓﻖ ﺃﻏﺮﺍﺽ ﺯﻣﺎن آدم، ﺛﻢ ﻃﻮّﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺑﺎﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ، ﻭﻭﺳّﻌﻮﺍ ﺩﻻﻻﺗﻬﺎ، وفق ما أملته عليهم مستجدّات عصورهم، وحاجاتُ معيشتهم. ﻭهذا ﺍﻟﺘّﻔﺴﻴﺮ هو الأﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼّﻮﺍﺏ.
والثّاني ﺃﻧّﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻓﻘﻂ، ﺃﺧﺬًﺍ ﺑﺎﻟﻈّﺎﻫﺮ، ﻭﺣﺮﻓﻴّﺔ ﺍﻟﻨّﺺّ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧّﻪ ﺗﻠﻘّﻰ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ، ﺛﻢّ ﺍﺧﺘﺮﻉ هو أو أحد ممّن جاء بعدَه ﺍﻷﻓﻌﺎلَ ﻟﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺘﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ، وتلتها الرّوابط كحروف الجرّ لتُحدث الـتّماسكُ الوثيق في الجملة.
ﻭﺍﻟﺜّﺎﻟﺚ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﻴﺔ ﺑﺤﺎﺟﺎﺕ ﻛﻞّ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ، ﻓﻬﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻌﺼﺮﻫﺎ، ﻣﺴﺘﺸﺮﻓﺔ ﻟﻐﺪﻫﺎ.
ﻭﺍﻟﺮّﺍﺑﻊ ﺃﻧّﻪ ﺍﻟﻠّﻐﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﻛﻠّﻬﺎ.
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻣﺴﺘﻨﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨّﺺّ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲّ، ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃنَّ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲّ ﺭﻓﻀﻮﺍ ﺍﻵﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﺄوَّﻟﻮﻫﺎ.
ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻭﻳﻼﺗﻬﻢ ﺃنَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠـﻢ ﺁﺩﻡ ﺍﻟـﻤﺴﻤّﻴﺎﺕ ﻻ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ، ﻓﺄﺭﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﻨّﺒﺎﺗﺎﺕ ﻭﺍﻟﺼّﺨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻨّﺎﺭ، ﻭﻟﻘّﻨﻪ ﺧﻮﺍﺻّﻬﺎ، ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃنَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠَّـﻤﻪ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟـﻤﻼﺋﻜﺔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺍﺳﺘﻨﺎدًا ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻵﻳﺎﺕ 31 ﻭ32 ﻭ33 ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}. ﻓﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ "ﻋﺮﺿﻬﻢ"، ﻭ"ﺃﻧﺒﺌﻬﻢ"، ﻭ"ﺃﺳﻤﺎﺋﻬﻢ"، ﻭ"ﺃﻧﺒﺄﻫﻢ" ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ، ﻭﻛﺬﻟﻚ "ﻫﺆﻻﺀ"، ﻓﺎﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻫﻨﺎ، وَفق ما قالوا، ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ.
ﻭﻗﺪ رُدَّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﺄنَّ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺘّﻐﻠﻴﺐ، ﻷنَّ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺴﻤّﻴﺎتٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ، ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺴﻤّﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﻈﻴﺮُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘّﻐﻠﻴﺐ، ﻧﺤﻮ: {ﻭﺍﻟﻠَّﻪُ ﺧَﻠَﻖَ ﻛُﻞَّ دَﺍﺑَّﺔٍ ﻣِﻦ ﻣﺎءٍ ﻓَﻤِﻨْﻬُﻢ ﻣَﻦ ﻳَﻤْﺸِﻲ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻄْﻨِﻪِ ﻭﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَﻦ ﻳَﻤْﺸِﻲ ﻋَﻠَﻰ ﺭﺟْﻠَﻴْﻦِ وَﻣِﻨْﻬُﻢ ﻣَﻦ ﻳَﻤْﺸِﻲ ﻋَﻠَﻰ أَﺭﺑَﻊٍ}. ﻓﺎﻵﻳﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺍﻟﺰّﺍﺣﻔﺔ ﻭﺍﻟﺪّﻭﺍبّ ﻣﻌﺒَّﺮًﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﺑـ"ﻣَﻦ" ﺍﻟَّﺘﻲ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ، ﻷنَّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﺗﺤﺖ ﻣﺎ ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺘّﻐﻠﻴﺐ.
****
ﻭﺃﻣّﺎ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨّﺒﻮﻳّﺔ ﻓﻘﺪّﻣﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺷﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟّﺘﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺃنَّ ﺁﺩﻡ ﺗﻜﻠّﻢ ﻟـﻐﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃنَّ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻣﺘﺄتٍّ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ. ﻟﻜﻦَّ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻗﺒﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﺎ.
1- ﻓﻘﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ (571هـ) ﻓﻲ ﺍﻟﺘّﺎﺭﻳﺦِ، ﻋَﻦْ ﺍﺑﻦِ ﻋﺒﺎﺱ (ﺭﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻨْﻬﻤﺎ) "ﺃﻥَّ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻟﻐﺘُﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔَ، ﻓﻠـﻤّﺎ ﻋَﺼَﻰ ﺭﺑﻪ ﺳﻠَﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪُ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ ﻓﺘﻜﻠّـﻢ ﺑﺎﻟﺴّﺮﻳﺎﻧﻴّﺔ، ﻓﻠـﻤّﺎ ﺗﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺭدَّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴّﺔ".
ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﻢ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻟﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﻨﻪ ﻣﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻔﻴّﺔ ﺍﻟﻠّﻐﺔ، ﻭﻟﻜﻦ، ﻟﺪﻯ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻹﺳﻨﺎﺩ ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻧّﻪ ﺿﻌﻴﻒٌ، ﻟﻀﻌﻒ ﻧُﻮﺡ ﺑﻦ دَرَّاج ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ (282هـ)، ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺴّﺠﺴﺘﺎﻧﻲّ (275هـ): ﻛﺬّﺍﺏ، ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨّﺴﺎﺋﻲّ (303هـ): ﺿﻌﻴﻒ، ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻌﺴﻘﻼﻧﻲّ (852هـ): ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ...
2- ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ (241هـ) في العلل: حدّثني ﻧﺼﺮ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪّﺛﻨﺎ ﻧﻮﺡ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪّﺛﻨﺎ ﺍﻷﺷﻌﺚ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻗﺎﻝ: "ﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨّﺔ، ﻭﻟﻐﺘﻪ ﺍﻟﺴّﺮﻳﺎﻧﻴّﺔ، ﻭﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ."
ﻭﻟﻜﻦ رُﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮيّ، ﻭﻫﻮ ﺗﺎﺑﻌﻲّ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘّﺎﺑﻌﻲّ ﻳﺴﻤﻰ ﻣﻘﻄﻮﻋًﺎ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ، ﻷنَّ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺧﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼّﺤﺎﺑﻲّ ﺍﻟّﺬﻱ ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺮّﺃﻱ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﺎﻝ، ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼّﺤﺎﺑﻲّ ﺍﻟَّﺬﻱ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓًﺎ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ.
3- ﻭﺭﻭﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮّزّﺍﻕ (211ه) ﻓﻲ ﻣﺼﻨَّﻔﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ: "... ﻭﺇنَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻟـﻤّﺎ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮّﻭﺡ ﻓﺴﺎﺭ ﻓﻴﻪ، ﺛﻢّ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺎﺳﺘﻮﻯ ﺟﺎﻟﺴًﺎ، ﻓﻌﻄﺲ، ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ: ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭبِّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ: ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ". ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻟﻪ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘّﺮﻣﺬيّ (279هـ) ﻭﺍﺑﻦ ﺣﺒّﺎﻥ (354هـ) ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲّ (458هـ).
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻓﺄﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ"، ﻭﺗﺄﻣّﻠﻮﺍ ﻭﺿﻮﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻠّﻐﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺣﻲ ﺇﻟﻬﻲّ.
4- ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺍﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ (311هـ) ﺍﻟّﺘﻲ ﺻﺤّﺤﻬﺎ تتمةٌ مفيدة للحديث السّابق: "... ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ [الله]: ﻳﺎ ﺁﺩمُ، ﺍﺫﻫﺐْ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔِ، ﺇﻟﻰ ملإٍ ﻣﻨﻬﻢ ﺟﻠﻮسٍ، ﻓﻘﻞ: ﺍﻟﺴَّﻼمُ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺴَّﻼمُ ﻭﺭﺣﻤﺔُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗُﻪ، ﺛﻢَّ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺭﺑِّﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺗﺤﻴَّﺘُﻚ ﻭﺗﺤﻴَّﺔُ ﺑﻨﻴﻚ، ﻭﺑﻨﻴﻬﻢ..". وبذلك بيّن الحديث جملة لقّنها الله آدمَ ليتفاهم بها مع الـنّاس في شأن مخصوص، وهذه الجملة غيضٌ من فيضِ اللّغة الَّتي أوحى بها إليه.
5- ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭيّ (256هـ):. ".. ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨّﺒﻲّ:.... ﻭﻋﻠَّﻤﻚ ﺃﺳﻤﺎءَ ﻛﻞّ ﺷﻲﺀ..."، ﻭﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠـﻢ (261هـ) ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ (273هـ) ﻭﺍﻟﻨّﺴﺎﺋﻲّ (303هـ).
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻗﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﻨﺪ ﻃﺒﻌًﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺃﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺪﻝ ﺑﺸﺄﻥ تأويل ﺍﻵﻳﺔ {ﻭﻋَﻠَّﻢَ ﺁدَمَ ﺍﻷﺳﻤﺎءَ ﻛُﻠَّﻬﺎ} ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺜﺎﺭ ﻫﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻠّﻔﻆ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ.
****
ﻭﺍﻟّﺬﻱ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻥّ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻧﺘّﺨﺬ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺪﺧﻼً ﺁﺧﺮ ﻹﻣﺴﺎﻙ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﺤﻖّ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﻫﻮ ﺃﻥّ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴًّﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {إنَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﺻْﻄَﻔَﻰ ﺁدَمَ}. وأورد الإمام أحمد (241هـ) في مسنده أنّ أبا ذر سأل الرّسول، صلى الله عليه وسلم: "أيّ الأنبياء كان أوَّل"، فقال: "آدم". وأورد التّرمذيّ (279هـ) في سننه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "... وما مِن نبيٍّ يَومئذٍ، آدمَ فمَن سِواهُ، إلَّا تحتَ لِوائي...".
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺳُﻤﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻧﺒﻴًّﺎ ﻷﻧَّﻪ ﻣُﻨﺒَّﺄ: يُخبِرُه ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ بشَرعه؛ قال تعالى: {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} [التحريم: 3]، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣُﻨْﺒِﺊٌ: يُخبِر ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞَّ ﺑﻤﺎ ﻳُﻮﺣِﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﺷﺮﻋﻪ؛ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻧَﺒِّﺊْ ﻋِﺒَﺎﺩﻱ ﺃﻧِّﻲ ﺃﻧَﺎ ﺍﻟْﻐَﻔُﻮرُ ﺍﻟﺮَّﺣِﻴﻢُ} [ﺍﻟﺤﺠﺮ: 49].
ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨّﺒﻲّ ﺃﻥ ﻳﺤﺪّﺙ ﻗﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻟﺪّﻳﻦ، ﻛﺄﻥ ﻳﺨﺒﺮﻫﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺻﻔﺎﺗﻪ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﺘﻲ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺍﻟﺠﻦّ، ﻭﻣﺒﺪﺃﻱ ﺍﻟﺜّﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻭﻣﺂﻟﻲ ﺍﻟﺠﻨّﺔ ﻭﺍﻟﻨّﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﻳﻔﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺗﺘّﺨﺬ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، وما يكتمل به الـخُلُق. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘّﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﻤّﻨﺔ ﺃﺭﻗﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﺮّﻕ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻠّﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺠﻮﻥ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ، ﻻ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﻨّﺎﺱ ﻭﺗﻌﺜّﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮّﺭ ﺣﺘّﻰ ﻳﻬﺘﺪﻭﺍ ﺇليها، بعد حين.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃنَّ ﺍﻟﻨَّﺒﻲّ ﻣﻌﺼﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻭﻻ ﺳﻴَّﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺘَّﺒﻠﻴﻎ، ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻐﺘﻪ ﺍﻟَّﺘﻲ ﻳﺘَّﺨﺬﻫﺎ ﻣﻌﺒﺮًﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻐﺔً ﻧﺎﻗﺼﺔ، ﻓﺎﻟﻨَّﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻭﻳﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺄ، وفي ذلك الضّلال المبين، وقد عصم الله عزّ وجلّ النَّبيّ آدم من ذلك بأن لقَّنَه لغة واضحة تستوعب أعمق الدَّلالات.
****
أمّا أن نسأل: ما تلك اللّغة الّتي تكلّم بها آدم، عليه السَّلام؟ فذلك شأن آخر، ربّما لا تملك أدوات البحث سبيلًا إليه حتّى هذا الحين.
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!