* ماجستير دراسات إسلامية من كلية الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى- بيروت
* مدير دار الفاروق للحفظ والتلاوة.
*إمام وخطيب مسجد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه - صيدا - عين الحلوة.
قال تعالى: {قد كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِى فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَٰتِلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِۦ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِى ٱلْأَبْصَٰرِ} آل عمران ١٣
في شهر رمضان يوم عظيم من أيام اللّه، إنه يوم بدر، يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان فأعز اللّه فيه القِلة المؤمنة الصابرة المجاهدة، بقيادة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على الكثرة الكافرة التي أخذتها حمية الجاهلية؛ فخرجت بِخَيلها وخُيلائِها تحارب اللّه وتكذب رسوله صلى اللّه عليه وسلم، بقيادة أبي جهل فرعون هذه الأمة، قال تعالى: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)} آل عمران.
وكان من هدي الصحابة إحياءُ ليلة السابع عشر من رمضان شكراً للّه تعالى على ذلك النصر المؤزر في أول معركة حاسمة في الإسلام (انظر حياة الصحابة).
وفي رحاب ذكرى هذه المعركة الفاصلة، يسطِّر شبابُ وشابات فلسطين أروعَ البطولات في جهاد الغاصبين من الجنود، والمستوطنين المتطرّفين في سلسلة من العمليات الجريئة التي هزت كيان العدو، وألقت الرعب في قلوب المحتلين، وأحدثت فوضى وهستيريا في المجتمع الصهيوني؛ شاهدها العالم على شاشات التلفاز ووسائل التواصل.
وجاءت تلك العمليات البطولية؛ ردًّا على جرائم الاحتلال بحقِّ أهلنا المرابطين، وعمليات الإعدام الميداني للرجال والنساء والأطفال، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، مما نتجَ عن ذلك ارتقاء عدد كبير من الشهداء وإصابة العشرات من الجرحى ومئات المعتقلين.
ففي بداية شهر رمضان وحده بلغ عدد الشهداء أكثر من 24 شهيدًا، منهم الشهيدة غادة السباتين 45 عامًا من بيت لحم، وهي أم أرملة لستة أبناء. والشهيدة الشابة مهى الزعتري 24 عامًا من مدينة الخليل خليل الرحمن، والطفل محمد شحادة 14 عامًا من الخضرة جنوبي بيت لحم مهد المسيح عليه السلام.
وشعار القادة الصهاينة على الدوام: (الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت). وشعار أهلنا على الدوام: (باقون ما بقي الزعتر والزيتون)، (على هذه الأرض ما يستحق الحياة)، (نموت وتحيا فلسطين)، (على القدس رايحين شهداء بالملايين).
وفي الميدان توحَّدَ الشعب وفصائل المقاومة في وجه المعتدِين على أهلنا في جنين ونابلس والخليل والنقب والقدس. واستطاع أهلنا المرابطون من كافة أنحاء فلسطين المحتلة عام 48 والقدس حشدَ أكثر من 30 ألف مرابط ومرابطة لكسر الحصار عن المسجد الأقصى المبارك واقتحام حواجز الاحتلال وإفشال عمليات التهويد وذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وما زالت المواجهات مستمرة حتى الساعة لا سيما عند باب الأسباط والرحمة والمصلى القبلي حيث يعزم الصهاينة على تقسيم الحرم القدسي مكانيًّا وزمانيًّا وضمِّ تلك البقاع إلى السيطرة الصهيونية الكاملة.
والعالم يراقب ذلك عن كثب، الساسة العرب يستنكرون والجماهير العربية والمسلمة تغلي، وتتحفز للمشاركة في المعركة إلى جانب أهل فلسطين بالدعاء والمال والنفس والزحف إلى الحدود وإزالة السدود لنصرة المسجد الأقصى المبارك.
والمجاهدون في غزة يدهم على الزناد وأعينهم على القدس بانتظار ساعة الصفر لدعم المرابطين وحماية المقدسات والمستضعفين الذين يقولون بلسان الحال: {وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75)} النساء.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
* ماجستير دراسات إسلامية من كلية الإمام الأوزاعي رحمه الله تعالى- بيروت
* مدير دار الفاروق للحفظ والتلاوة.
*إمام وخطيب مسجد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه - صيدا - عين الحلوة.
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن