ولد في مدينة حلب من سورية عام 1370هـ الموافق 1951م، دخل كليّة الشريعة في جامعة دمشق عام /1969/م وتخرّج فيها عام /1974/ م. عمل إماماً وخطيباً في بعض المساجد في حلب، كما عمل في التعليم في بعض المدارس المتوسّطة والثانويّة التابعة لوزارة التربية . ثمّ عمل مدرّساً في الثانويّة الشرعيّة. بعد خروجه من سورية قدم إلى المملكة العربيّة السعوديّة بتاريخ 1403هـ، وعمل في مدارس الفلاح أحد عشر عاماً ، ثمّ تركها،
مَعالمُ تربويّة ومنهجيّة لضبط المَسيرة الدعويّة. (2)
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده، وبعد؛ فلا يزال الحديث موصولاً عن أهمّ الضوابط التربويّة والمَنهجيّة لمَسيرة الدعوة والداعية، لتتحقّق الأهداف المَقصودة من الدعوة، وتؤتي ثمارها على أحسن وجه.
6 ـ فمن الظواهر الصحّيّة في العالم والداعية: أن يتطوّر خطابه الشرعيّ والدعويّ، وينضج ويتجدّد، وإلاّ فإنّه يتخلّف عن مستجدّات عصره، وينعزل عن الواقع الذي يعيشه، ويجمد على ما ألف ويتآكل، وربّما كانت مواقفه المُتخلّفة عن عصره فتنة على الناس، وإساءة لدين الله من حيث لا يشعر..
وإنّ تغيير الرأي والاجتهاد نتيجة ما يستجدّ من المُتغيّرات والمُستجدّات لا يعيب الإنسان، ولا ينقص قدره، وإنّما يعيبه أن يصرّ على مواقف تجاوزها الزمن، وأصبحت من التاريخ الذي يُروَى للعِبر، ومن بقي مصرّاً على تلك المَواقف فإنّما يدلّل على جهله بواقعه، وخروجه عن زمانه، وإذا نَسَبَ ذلك إلى الدين فإنّه يسيء إلى دينه ولا يحسن.
يقول الشيخ د. سلمان العودة فرّج الله عنه: «نَعَم أتغيّر، لأنّي لو كنت أقول وأنا في الأربعين ما كنت أردّده في العشرين فمعناه أنّ عشرين سنة من عمري ضاعت سدى!».
وهذه الظاهرة الصحّيّة التي نراها في العالم والداعية، ونشيد بها فيما أثر عن بعض الأئمّة من السلف، ربّما نظر إليها بعضهم على أنّها منقصة ومثلبة، فما أكثر ما قرأنا وسمعنا من بعض أهل الغيرة والحميّة أنّهم يحاكمون بعض العلماء والدعاة إلى ما قالوا أو كانوا عليه قبل ربع قرن أو يزيد، ويعدّون تغيّرهم مثلبة، وانتكاساً عن الهدى وانحرافاً، ويغمزون بهم ويلمزون، وينتقصون، ولا يزالون يناشدون أحدهم في كلّ مناسبة: «عُد إلى ما كنت عليه يا فلان.. أين فلان الذي كان كذا وكذا؟! لقد تغيّر فلان، ولم يعد مَن نعرفه».
ونقول لأمثال هؤلاء: ميّزوا يا إخواننا بارك الله فيكم بين الثوابت والمُتغيّرات، وبين المَقاصد والوسائل، وبين الأحكام المُطلقة، والأحكام المُؤقّتة، المَرهونة بزمانها وظروفها وملابساتها المُختلفة.. وفتّشوا أنفسكم: هل أنتم كما كنتم قبل عقد من السنين، لم تتغيّروا أبداً.. فعلام الإنكار على ما لا يدخل تحت الإنكار؟!
وقد ثبت أنّ كثيراً من الصحابة رضي الله عنهم، وهم خير القرون أشاروا إلى تغيّر حصل في حياتهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن ذلك بالضرورة سيّئاً أو انحرافاً عن الهدى، وإنّما كان من قبيل التكيّف مع مستجدّات حدثت، ممّا لا يتعارض مع دين الله ومنهجه، وهدي نبيّه صلى الله عليه وسلم وسنّته.
وثبت أيضاً عن الخليفة الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه أنّه اختلف حكمه واجتهاده في مسألة بين وقت وآخر، وعندما قيل له: لقد قضيت فيها بكذا وكذا يا أمير المُؤمنين، فقال رضي الله عنه: «تِلْكَ عَلَى مَا قَضَيْنَا وَهَذِهِ عَلَى مَا نَقْضِي».
قال ذلك رضي الله عنه عند ما قضى في مِيراث الإخوة الأشقاء مع الإخوة لأم؛ فحرمهم مرّة من المِيراث، وأشركهم معهم مرّة أخرى. (انظر المغني ابن قدامة: 9/57. والأحكام السلطانية (1/114) والبيهقي في سننه الكبرى 10/120).
وقال رضي الله عنه في كتابه إلى أبي موسى الأشعريّ في القضاء: «.. وَلَا يَمْنَعَنَّكَ قَضَاءٌ قَضَيْت فِيهِ اليَوْمَ، فَرَاجَعْت فِيهِ رَأْيَك، فَهُدِيت فِيهِ لِرُشْدِك أَنْ تُرَاجِعَ فِيهِ الحَقَّ، فَإِنَّ الحَقَّ قَدِيمٌ لَا يُبْطِلُهُ شَيْءٌ، وَمُرَاجَعَةُ الحَقِّ خَيْرٌ مِنْ التَّمَادِي فِي البَاطِلِ». (انظر إعلام المُوقّعين عن ربّ العالمين (1/ 111).
7 ـ إنّ «كلّ رجل من المُسلمين على ثغرة من ثغور الإسلام، الله الله لا يؤتى الإسلام من قبلك». (رواه محمد بن نصر من حديث يزيد بن مرثد مرسلاً).
فممّا لا يخفى على كلّ طالب علم وداعية، أنّ الساحة الدعويّة أرحب مجالاً للاجتهاد، وأوسع من الساحة الشرعيّة، فأكثر قضاياها تدور حول المَصالح المُستجدّة في حياة الناس، وتدخل تحت باب السياسة الشرعيّة، ومن هنا تتنوّع فيها المَصالح والاجتهادات وتختلف بين بيئة وأخرى، وزمن وآخر، على أن يصدر ذلك ممّن هو أهل الاجتهاد، ويكون الاجتهاد في محلّه.. فلا ينبغي لداعية أو طالب العلم أن يضيق بذلك ذرعاً، أو يقصر نظراً، ممّا هو من مزايا هذه الشريعة الربّانيّة الخالدة.
يقول الشيخ سلمان العودة فرّج الله عنه: «أنا لا أقول عن نفسي ولا عن غيري: إنّنا استفرغنا القيام بكلّ الواجبات الكفائيّة، بل أقول: إنّ أكثر الدعاة يرى الواحد منهم أنّه قام ببعض الواجب، وسدّ بعض النقص، وغطّى بعض الأمور، وقام على بعض الثغور، وأنّ غيره قام بواجبات أخرى، فكلّ من قام بواجب ممّا اشتغل به الدعاة، أو ممّا لم يشتغل به الدعاة فنحن نشكره ونؤيّده، وندعو له.
ولا نقول: «إنّ الذي نقدّمه إنّما نقدّمه للناس هو منهج ينبغي للجميع أن يسلكوه؛ بل هو محاولة لسدّ نقص، وتلافي ثغرة موجودة، وغيرنا يقوم بغير ذلك من ألوان الخير وصنوفه، وكلٌّ على ثغرة من ثغور الإسلام، وكلٌّ على خير إن شاء الله تعالى». (من دروس الشيخ سلمان العودة (267/ 17)، كما في الموسوعة الشاملة).
فما أسوأ أن يكون المسلم على ثغرة من ثغور الإسلام، ينافح عن دينه، ويتلقّى سهام أعداء الإسلام من هنا وهناك بصدره، وفي الوقت نفسه يُخذَلُ من إخوانه، فيُطعَنُ منهم بظهره، ويتّهم في دينه وعرضه؟! وربّما استجرّ بذلك إلى ترك الثغرة التي هو قائم عليها، والالتفات إلى معارك جانبيّة، لا أوّل لها ولا آخر.. وأظنّ أنّها صورة لا نرضاها لأنفسنا، ولكنّه واقع نعيشه وألفناه! ثمّ نستبطئ بعد ذلك نصر الله؟!
وأنا لا أكتب ما أكتب دفاعاً عن أحد، وإنّما تقريراً لمَنهج، ونقداً لواقع عامّ، لا نزال نُصرّ على سلبيّاته، ولا نخرج عنها.. وإن كنت يشرّفني أن أدافع عن عرض أيّ مسلم، يدعو إلى الله، وينصر دينه..
8 ـ تنوّع خطاب الداعية وأسلوبه في العمل ظاهرة صحّيّة، لا تدعو إلى الرفض والإنكار: فلا يخفى على كلّ طالب علم وداعية أنّ خطاب الداعية وأسلوبه يتنوّع على حسب الفئة التي يخاطبها، والبيئة التي يتعامل معها؛ فخطاب العامّة غير خطاب الخاصّة، وخطاب المُتديّنين غير خطاب البعيدين الشاردين، والخطاب العلميّ الأكاديميّ غير الخطاب الوعظيّ العاطفيّ، وخطاب الكبار غير خطاب الأطفال والشباب.. فلكلّ مقام مقال، ولكلّ جبهة سلاح وعتاد، وقديماً قالوا: «طعام الكبار سمّ للصغار».
وقد أمرنا أن ننزل الناس منازلهم، ونخاطب الناس على قدر عقولهم وأفهامهم، وقربهم من الحقّ والخير أو بعدهم، وكلّ ذلك يدخل في ميدان حكمة الداعية، وميدانها الواسع الرحب، وفقه الداعية لدينه، ووعيه بالواقع ومستجدّاته ومتغيّراته: {..وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا...} [البقرة:269].
9 ـ اجتماع الكلمة، وتآلف القلوب فريضة كبرى، وغاية عظمى، فإن لم نصل إليها، ولم نقدر عليها فلا أقلّ من كفّ ألسنتنا عن إخواننا، واشتغالنا بما ينفع الأمّة، ممّا يكون خطوة ولو بطيئة في سبيل اجتماع كلمة الأمّة، وتعاونها، ووحدة صفّها..
ولا نجانب الحقيقة ولا نبالغ إذا قلنا: إنّ أكثر ما حلّ بنا من الضعف والتخاذل والتخلّف والتفرّق، وضعف الفاعليّة والعطاء، وتكالب الأعداء من كلّ حدب وصوب، إنّما سببه تفرّق القلوب، واختلاف الكلمة، وفساد ذات البين..
10 ـ الحوار العلميّ البنّاء بأصوله وآدابه، هو اللغة الحضاريّة الراقية، التي نزل بها القرآن الكريم، وأخذ بها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في دعوته وهديه، ولم يرشد إليه في التعامل بين المُسلمين فحسب، وإنّما في التعامل مع أصحاب الديانات الأخرى، فهو السبيل الأمثل في الدعوة إلى دين الله تعالى، لأنّ من كان على بيّنة من أمره، ويقين من دينه، لا يهرب من مواجهة الباطل بالحوار، ولا يفزع، وهو المُنتصر بلا شكّ في مثل هذا الحوار..
وإذا كان المُسلم مُطالباً بمجادلة غير المُسلم بالتي هي أحسن، فمن باب أولى أن يحاور أخاه المُسلم بلغة راقية، وأسلوب لا يُوحش القُلوب، ولا يُعكّر صفو العلاقة.. وكيف نَطمعُ بنُصرة ما معنا من الحقّ وقبوله إذا سلكنا سبيل الفظاظة والمُخاشنة؟!
11 ـ نَعرفُ الرجالَ بالحقّ، ولا نَعرفُ الحقّ بالرجال:
فمن القواعد المُقرّرة في اتّباع الحقّ، وهي تتّصل بالمَوضوعيّة، والتجرّد عن الهوى والعصبيّة، ولا خلاف عليها فيما أحسب: أنّنا نعرف الرجال بالحقّ، ولا نعرف الحقّ بالرجال، فالرجال مهما بلغوا من العلم والفضل يؤخذ منهم الحقّ، ويترك منهم ما خالفه، والحقّ أحبّ إلى طلاّبه من الرجال مهما بلغت أقدارهم، لأنّهم غيرُ معصومين عن الخطأ والزلل، ولا أحد يعدّ كلامه معياراً وميزاناً للحقّ إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا يَنطقُ عن الهوى، إن هو إلاّ وحيٌ يُوحى، وقد جعله الله أسوةً للمُؤمنين، وحُجّة على الخلق إلى يوم الدين..
ومن لوازم هذه القاعدة أنّنا لا نقدّس أحداً من الرجال، ولا نجعله فوق النصح والنقد، ولكنّنا أيضاً لا نهدر مكانتهم ومنزلتهم، ولا نرضى بانتقاصهم، والحطّ من قدرهم لخطأ اجتهاديّ أخطؤوه، فيما نحسب ونجتهد، كما لا نسيء الظنّ فيما ذهبوا إليه من مواقف واجتهادات.. فما أحسن العدل والإنصاف! ومَن أولى به غير المُسلم؟! الذي يأمره الله بذلك أمراً بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء:135]، وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة:8].
12 ـ ومن أخلاق طالب العلم والداعية التحلّي بأدب تصحيح الخطأ وردّه:
قال بعض العلماء: «إذا ظَفِرْتَ بوَهْمٍ لعالِمٍ؛ فلا تَفْرَحْ به للحَطِّ منه، ولكن افْرَحْ به لتصحيحِ المَسألةِ فقطْ؛ فإنَّ المُنْصِفَ يَكادُ يَجْزِمُ بأنّه ما من إمامٍ إلاّ وله أغلاطٌ وأوهامٌ، لا سِيَّمَا المُكْثِرِين منهم، وما يُشَغِّبُ بهذا، ويَفْرَحُ به للتَّنَقُّصِ؛ إلاّ مُتعالِمٌ (يُريدُ أن يُطِبَّ زُكامًا فيُحْدِثَ به جُذَامًا) ».
ووجه الحق في هذا المَوضوع واضح لكل من رُزق فهماً يسيراً، وأصل الداء تقديم العلم على الأدب، والصواب أن تقدّم تزكية النفوس على حشد المَعارف الجافّة، التي إن وافقت قلوباً فاسدةً فما تزيدها إلاّ فساداً إلى فسادها، وهذا خطر عظيم.
وقال المَاوردي رحمه الله: «لا مبرّأ من سهو وزلل، ولا سليم من نقص أو خلل، ومن رام سليماً من هفوة، والتمس بريئاً من نبوة، فقد تعدّى على الدهر بشططه، وخادع نفسه بغلطه، وكان من وجود بغيته بعيداً، وصار باقتراحه فرداً وحيداً». أدب الدنيا والدين (ص 336-337).
وقال بعض العلماء: « ويجب على من كان من أهل التمكنّ في العلم إذا عثر على وهم إنسان، ولو كان من أكابر العلماء في عصره، أو فيمن سبقه، أن ينبّه على هذا الوهم أو الخطأ، لأنّ بيان هذا الوهم أمر واجب، ولا يمكن أن يضيع الحقّ لاحترام من قال بخطأ، لأنّ احترام الحقّ أولى من مراعاته، وينبّه على الخطأ بأدب العلماء لا بجهل السفهاء».
ورحم الله الشيخ محمّد الغزالي الذي يقول: «لقد تتلمذت على كتاباتٍ لابن الجوزيّ وابن تيمية والغزاليّ وابن رشد، وانتفعت من صواب أولئك كلّهم، وتركت ما تعقَّبهم الآخرون فيه بحق.. لمَاذا أذهل عن الجهود العلميّة الجبّارة، التي خلَّفوها بعدهم في نصرة الإسلام، وردِّ خصومه، والنصح لأمته؟ لمَاذا أتوقّع العصمة من البشر، وأجعل الأخطاء القليلة التي تنسب إليهم جبالاً، تنهدم فوق رؤوسهم، وتأتي على ذكراهم؟! ما أحوجني وإيّاهم إلى مغفرة الله، وأحوج الإسلام بعد ذلك إلى جهاد أبنائه على اختلاف معادنهم ومنازعهم في الذبِّ عنه، وردِّ الذئاب الشرسة، التي تُغير عليه في هذا العصر». مشكلات في طريق الحياة الإسلامية (ص 99).
وقد قلت في موقف لأخ أطلق لسانه في عرض أخيه بالاتّهام، لاجتهاد بلغه عنه: «يا أخي كما أنّني أحسبك من أهل الغيرة على دين الله، فأحسب أنّ أخاك على مثل غيرتك، فارفق بأخيك، وأحسن به الظنّ، ولا تتعجّل بالتجريح والاتّهام..».
وبعد؛ فإنّ من يعي واقع الأمّة ومآسيها، وتكالب أعداء الإسلام عليها من كلّ جانب، وحدب وصوب، لا يرضى لنفسه أن يكون جهده وجهاده إلاّ في تقوية صفّها الداخليّ، وتحصين بنيانها وحمايته، وتوظيف نفسه للمرابطة على ثغرة من ثغور الإسلام وثلمة منه، خشية أن ينفذ منها الأعداء إلى عقول أبناء الإسلام وقلوبهم.
{.. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
«اللّهمّ أرنا الحقّ حقّاً، وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضلّ»، هذا والله تبارك وتعالى أعلم، وأستغفر الله العظيم من كلّ زلّة ولمَم. وصلّى الله وسلّم وبارك، على عبده ونبيّه المُصطفى، سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله ربّ العالمين.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة