د.غنى عيواظة: دكتوراه في الفقه المقارن، محاضِرة جامعيّة شاركت في العديد من المؤتمرات الدّوليّة والنّدوات.
إلى مسلمي الهند
رسالة نكتبها ونرفعها لا إلى حاكم ولا وزير؛
بل إلى قاهر البشريّة وخالقها الله جلّ في علاه.
كما من أروقة الكعبة المشرّفة
ومن بين أظهر عبدة الأصنام
سطع نور الإسلام دين التّوحيد
وهادي البشريّة قبل قرون عديدة
وصدع صوت الحقّ بعبارة الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدًا رسول الله
فطالت عصيّ الطّغاة رقاب معتنقي الإسلام
وبقَرَت سيوفهم بطون الرّجال والنّساء
وتفنّنوا في ألوان التّعذيب في حرّ الشّمس، والتّجويع والطّرد والتّفقير، والممانعة والمقاطعة، وعرض المال والرّياسة، والتّشريف والملك على رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم، والوساطة من عمّ وأشراف قومهم، فجاءهم جواب سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم بما في القرآن الكريم:
قال تعالى: {حم تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} )سورة فصلت:1- 5).
تتالت العروض: ومائة ناقة لمن يأتي بمحمّد وصاحبه حيًّا أو ميتا، ولأنّ الله مانعه، ساخت قوائم فرس سراقة في الرّمل، فقال سراقة: إنّي أراكما قد دعوتما عليَّ، فادعوَا لي.
هي الأيّام تتالت على النّبيّ والمسلمين بحُلوِها ومُرّها واجتهاد منهم وصبر إلى أن تتالت الفتوحات، وعلت الرّايات مرفرفة في سماء شتّى البقاع، بعد مكّة، حين وطأها رسول الله مطأطئًا رأسه خشية لله سبحانه فكان فتحًا مبينًا.
وأنتم اليوم هناك في أصقاع المعمورة؛ قد استلمتم شعلة هذا الدّين الحنيف ورفعتم راية الحقّ معلنين: إمّا الثّبات والنّصر وإمّا الشّهادة.
فلستم بباسطي دينكم بحدّ السّيف ومكرهي النّاس عليه، بل طالبي إقامة شعائره الحنيفة بما يرضي الله جلّ وعلا، فنالكم ما نالكم.
هي دعوة لله، يا أخلاف عمّار وبلال وسعد ومصعب وعمير رضي الله عنهم وأرضاهم، أن ينصركم على من عاداكم، وأن يرفع الظّلم عنكم، ويعطيكم أجر ما صبرتم وبذلتم، ويهيّئ لكم من أمركم مرفقا ، ويهيّئ لكم قادة خير تقف بقربكم، تساندكم وتذبّ عنكم وتدعمكم بما آتاهم الله من عزيمة وقوّة في هذه الدّنيا.
آمين يارب العالمين.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن